وصلت، الأربعاء الماضي، سفينة "لوجوس هوب" (أو لوغوس) إلى ميناء بورسعيد؛ قادمة من لبنان، في زيارة تمتد إلى الثالث والعشرين من يناير الجاري، وعلى متنها قرابة 400 متطوع ينتمون إلى حوالي 60 دولة.
لم يكد يمر يومان على فتح أكبر مكتبة عائمة أبوابها للجمهور المصري، منذ قدومها الوحيد عام 2010، إلا وبدأ المئات يتوافدون يومياً على المدينة التي تمتلئ شوارعها بالحافلات السياحية. شركات ومكتبات عامة ومجموعات سياحية صغيرة أعلنت عن رحلات خاصة لزيارة سفينة الكتب، التي حظيت بحملة تسويقية متميزة حتى بدأت الاستعدادات قبل وصولها. أحد المنتجعات في بورسعيد أيضاً أعلن عن عرض سياحي بسعر مناسب لإغراء الوافدين قاصدي السفينة.
بالتوازي ظهرت تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي من نوعية أنها لا تستحق كل الدعاية والحشد التسويقي الواقع، وأن الكتب المعروضة في أغلبها تبشيرية مسيحية. عادت أيضاً إلى الواجهة بعض المنشورات التي تتضمن انتقادات للمكتبة وفلسفتها والهدف منها، وهجوماً على المرحبين بها من سلطات الدول ذات الأغلبية المسلمة.
نعرض هنا حقائق مبنية على معلومات، مصدرها موقعان إلكترونيان رسميان يعبران عن السفينة، بالإضافة إلى زيارة مباشرة لها السبت الماضي، صغناها في شكل سؤال وجواب ليسهل فهم الصورة الكاملة..
ماذا يعني اسم "لوجوس هوب"؟
هوب تعني الأمل في اللغة الإنجليزية، أما لوجوس فكلمة واسعة المعنى، وتعني في الأساس "كلمة"، وهو اللقب المقابل للقب "الابن" كما في عقيدة الثالوث بحسب قاموس المصطلحات الكنسية.
متى بدأت السفينة عملها؟
عام 2009. "لوجوس هوب" هي السفينة الرابعة التي تُسيِّرها شركة GBA Ships. أما السفينة الأولى، فهي "لوجوس" التي انتهت خدمتها وأعقبتها "لوجوس هوب".
ماذا حققت السفينة منذ 2009 حتى اليوم؟
زارها أكثر من 9 ملايين اشتروا أكثر من 10 ملايين كتاب في 74 دولة عبر 204 موانئ منها 70 مكررين.
ما مسار السفينة في 2022؟
بدأت سفينة الكتب مسارها من غرب إفريقيا، حيث غانا وليبيريا. أجرى طاقم السفينة اختبارات نظر، ووزعوا فلترات مياه، ونظموا برامج تدريبية للمساعدة في بناء المشروعات، كما دعموا المدارس وأسسوا مكتبات فيها، وزودوا أخرى ببعض الكتب. اتجهت السفينة إلى إسبانيا بعد ذلك للصيانة السنوية. وهناك عمل الطاقم مع بعض المنظمات المجتمعية وطلاب الجامعة لبناء مركز لاجئين والعناية بالمدمنين السابقين، كما وزعوا مواد غذائية للمحتاجين وساعدوهم على تأسيس مشاريع خاصة (صالون تجميل مثلاً).
بعد الصيانة، اتجهت السفينة إلى سبتة ومليلية، ثم مالطا، ومنها إلى البلقان؛ حيث ألبانيا ومونتينيغرو (الجبل الأسود) وكانت قبرص آخر محطات السفينة في أوروبا التي قام فيها طاقم المتطوعين بزيارة دور أيتام ومسنين وقدموا دروساً تعليمية (مثل ممارسة المحادثة بلغات مختلفة مع الزائرين) وشاركوا في مباريات لكرة القدم، ونظموا فعالياتهم الثقافية الخاصة على متن السفينة.
وصلت السفينة إلى ميناء بيروت في لبنان في شهر ديسمبر، وفي يناير غادرت إلى ميناء بورسعيد في مصر.
هل زارت السفينة مصر والدول العربية من قبل؟
نعم. زارت "لوجوس هوب" بورسعيد مرة واحدة قبل الآن في عام 2010، حين زارت بيروت في لبنان أيضاً. زارت السفينة صلالة ومسقط في سلطنة عمان ودبي وأبو ظبي في الإمارات والدوحة في قطر عام 2011، وكذلك زارت دبي وأبوظبي ورأس الخيمة في الإمارات والمنامة في البحرية والدوحة في قطر ومسقط في سلطنة عمان عام 2013. على الأغلب لم تزر سفينة "لوجوس" الدول العربية خلال فترة عملها من 1971-1988.
أين ترسو السفينة في الأساس؟
ميناء الرسو الأصلي هو ميناء فاليتا في مالطا.
من يملك السفينة ويديرها؟
تملكها مؤسسة غير ربحية اسمها OM، مسجلة في ألمانيا، وهي مؤسسة مسيحية غير طائفية أي دون تحزبات لطائفة مسيحية على أخرى. للمؤسسة شركة لإدارة السفن مسجلة مع المنظمة البحرية الدولية هي Good Books For All (GBA Ships). الرئيس التنفيذي للمؤسسة هو سيلان جوفيندر من جنوب إفريقيا، وهو نفسه الرئيس التنفيذي للشركة. يقول عن "سفينة الخدمة" التي يديرها إنها عبارة عن عائلة من الأشخاص المتفانين وغير الأنانيين الذين دعاهم الله لتقديم قدراتهم وقلوبهم في الخدمة. ويضيف على الموقع الإلكتروني لـOM Ships: "أنا متحمس للمضي معاً قدماً لزيادة تأثير سفن الخدمة حول العالم".
ماذا نعرف عن المؤسسة المالكة؟
شعار المؤسسة هو مشاركة المعرفة والمساعدة والأمل عبر "دولوس هوب" (سفينة أخرى تعني خادم الأمل، وستبدأ عملها خلال 2023) و"لوجوس هوب". تهدف المؤسسة لبناء مجتمعات نابضة بالحياة لأتباع يسوع الأقل حظاً في الوصول إليهم، هكذا تقول في مهمتها. تعمل على تحقيق ذلك عن طريق مشاركة أخبار يسوع المسيح في كل فرصة ممكنة، تمكين طاقم السفن من التنمية الذاتية والتشكل الروحي بالتركيز على الصلاة والعلاقات الإنسانية المختلفة، تحفيز المسيحيين على المشاركة في المهمة محلياً ودولياً؛ لكي تكون حياتهم على مراد ربهم، إمداد الآخرين بمصادر تعليمية ومسيحية وقضاء حوائج الناس.
كيف بدأت السفينتان عملهما؟
بدأ العمل عام 1970 انطلاقاً من فكرة خدمة الآخرين عبر المؤسسة غير الربحية التي قدمت منتجاً خدمياً مميزاً، هو: معارض الكتب العائمة. زارت السفينتان بنسختيهما القديمتين (لوجوس ودولوس) ونسخة لوجوس هوب على مدار أكثر من نصف قرن 480 ميناء في أكثر من 150 دولة، وزارها أكثر من 49 مليون زائر. ترسو كل سفينة في الميناء المقصود لبضعة أسابيع، وعليها طاقم من المتطوعين نذروا أنفسهم للخدمة عاماً أو عامين أو بضعة أشهر يعيشون ويعملون على متنها في تعزيز التعليم والتوعية الصحية بالأمراض الخطيرة مثل الإيدز والتبادل الثقافي وتقديم المساعدات المجتمعية (توزيع نظارات للقراءة وفلترات مياه وحفر آبار وبناء منازل والمشاركة في أعمال الطلاء والزراعة والإغاثة للمتضررين من الكوارث الطبيعية وتعليم السجناء الخياطة على سبيل المثال).
هل يمكن دعوة السفينة لزيارة دولة ما؟
لا تقبل السفينة كل الدعوات والطلبات التي تصلها، فهناك عدة عوامل تؤثر في القرار، منها العوامل الجوية وإذا كانت هناك دول أخرى بالجوار سترحب بزيارة السفينة.
من يموِّل السفينة؟
تعتمد السفينة في تمويلها على منح وتبرعات سخية للشركاء في جميع أنحاء العالم، ومن بينها شركات النفط والغاز والدعم المالي الذي يقدمه الأفراد (أقارب وأصدقاء وداعمين) والمنظمات لتغطية نفقات طاقم السفينة، كما تتيح السفينة إمكانية التبرع الإلكتروني عبر موقعها. أيضاً تقوم الدول المستضيفة بخفض رسوم رسو السفينة في الموانئ أو إعفائها منها تماماً. ترحب السفينة أيضاً بإسهامات القطاع الخاص في البلدان التي تزورها في دعم رسالتها بأشكال مختلفة.
تمثل مبيعات المكتبة العائمة من كتب وهدايا تذكارية ثلث التمويل اللازم للسفينة، فيما يأتي ثلث آخر من الدعم الذي يؤمِّنه المتطوعون والباقي من تبرعات الجهات المانحة والأفراد والمنظمات المجتمعية والإعفاءات الحكومية وبعض الرعاية من الشركات الخاصة المحلية في الدول التي ترسو السفينة في موانيها تتضمن أنشطة تسويقية.
هل هناك راعٍ مصري للسفينة من القطاع الخاص أثناء وجودها في بورسعيد؟
الراعي الرسمي هو شركة نيو بلان للتطوير العقاري. للشركة 4 مشروعات سكنية في العاصمة الإدارية، بالإضافة إلى مشروع "إكلا" السكني في بورسعيد، كما أهدت الشركة مشروع "ساحة مصر" الذي افتُتح مؤخراً إلى المحافظة، وهو منفذ الخروج من الممشى الموازي للسفينة بعد الانتهاء من الزيارة.
ما نوعية الكتب الموجودة وأسعارها؟
تبحر السفينة بأكثر من 5 آلاف عنوان بين تبشيري وتعليمي وأدب وفكر وكتب للأطفال أغلبها بالإنجليزية. الكتب تُباع بسعر مدعم، وهو أقل كثيراً من سعر الكتب نفسه بالمكتبات أو عن طريق الشحن الدولي. توجد أيضاً بعض الهدايا التذكارية من حقائب وأكواب وأقلام وميداليات وأساور وغيرها. يقاس سعر الكتاب أو الهدية بالوحدة والمائة وحدة تساوي 60 جنيهاً مصرياً أي دولارين وربع تقريباً. تبدأ الأسعار من 15 جنيهاً وحتى 600.
هل هناك مساحة للجلوس على متن السفينة؟
توجد مساحة للجلوس والحديث وطلب مشروبات أو مخبوزات أو وجبات خفيفة. الأسعار تماثل أسعار المقاهي الراقية في مصر أو أعلى قليلاً. هناك أيضاً هوت دوج حلال كما كتب في القائمة.
هل السفينة دينية؟
نعم. هي إحدى السفن التي تملكها مؤسسة OM، وتصفها بأنها "خدمة السفينة". والأمل الذي يتحدثون عن مشاركته مع الآخرين هو أمل المسيح والاستعداد لإجابة أي سائل عن سبب الشعور بهذا الأمل كما تقضي التعاليم. وتعتبر السفن شكلاً من أشكال بناء الكنائس على غرار سفينة نوح التي حملت شعب الله وخلصته من طوفان العالم.
تستقبلك المكتبة بكتب مسيحية عديدة لحظة دخولك للكبار والصغار. كلما سألت أحد المتطوعين على متن السفينة أو بحثت على الإنترنت سيقودك الجميع إلى موقع الشركة الإلكتروني الذي لا يحمل إشارة قاطعة على خلفيتها. لم نهتدِ إلى موقع المؤسسة غير الربحية الذي يحمل كل التفاصيل التي نحتاجها وأجبنا بها على العديد من الأسئلة التي نطرحها هنا إلا بالبحث عن كيفية التطوع على متن السفينة.
كيف يتم اختيار المتطوعين؟
يتقدم الراغبون للتطوع لملء استمارة خاصة، على أن يكونوا قد بلغوا الـ18، ومتوافقين مع قيم المؤسسة.
هل يشترط أن يدين المتطوعون على السفينة بالمسيحية؟
نعم. في استمارة التطوع، هناك سؤال عن عدد السنوات التي قضاها المتقدم وهو مؤمن بالمسيحية، وآخر يُطلب فيه أن يصف المتقدم علاقته بربه. تدعو السفينة الناس على تنوعهم العرقي واللغوي والعمري للتقديم حتى يستخدمهم ربهم فيما أراد تحت شعار "تعالَ كما أنت، ودَع الرب يفعل الباقي".
هل من شروط أخرى للتطوع؟
لا يُشترط أي خبرات أو مهارات بعينها. يحصل المتطوعون الجدد على دورة إعداد خاصة قبل بدء مهمتهم على متن السفينة حيث العمل 8 ساعات يومياً لـ5 أيام في الأسبوع، أما اليوم السادس فهو مخصص لفرص التبشير أو التدريب. يتشارك المتطوعون في كبائن ضيقة تسع شخصين أو أربعة بما يدع مجالاً محدوداً للخصوصية، لكنها تسمح لهم بالتفاعل الثقافي فيما بينهم. يشاركون أيضاً في العبادات الصباحية والمجموعات الدراسية وفي الصلوات، بما يسمح بنموهم الروحي على متن السفينة وبمساعدة الآخرين ممن لم يذوقوا محبة الرب لهم على تذوقها ومعرفته.
هل يتقاضى المتطوعون أجراً ولو كان رمزياً عن خدمتهم؟
لا يتقاضى المتطوعون شيئاً، بل يتبرعون بوقتهم وجهدهم بالكامل طيلة المدة المتفق عليها بما فيهم قبطان السفينة، بل عليهم تأمين دعم مالي يغطي نفقاتهم الشخصية خلال فترة التطوع.
ما هو برنامج الزيارات لعام 2023؟
بعد مغادرة ميناء بورسعيد، ستتجه السفينة إلى العقبة في الأردن، ثم رأس الخيمة ودبي وأبوظبي في الإمارات. هناك زيارات مخطط لها ولم يتم تأكيدها بعد لكل من جيبوتي والدوحة في قطر ومسقط وصلالة في سلطنة عمان أيضاً.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.