يٌقال إن لكل جواد كبوة، وأقول إن لكل شخص متمكن هفوة، ربما لهذا يحتفي المصريون بـ"النقد" عبر المثل الشهير "يا بخت من بكاني وبكى الناس عليَّ ولا ضحكني وضحك الناس عليَّ"، بسبب تلك المقولة بالذات أردت أن أقدم رؤيتي الخاصة للأدوار العشرة الأكثر سوءاً في 2022، عبر متابعتي للأعمال الدرامية على مدار العام، وهي اختيارات لا تمس قيمة أو قدرات المذكورين، ولكن العكس صحيح، فلولا القيمة والقدرات الأكيدة لما كان للنقد معنى.
عمرو عبد الجليل
يحظى الممثل المصري، عمرو عبد الجليل، بشعبية ليست قليلة، وثقة أيضاً في قدراته، دفعت المنتجين للاستعانة به في أدوار البطولة المطلقة أكثر من مرة، والحق أنه استطاع أن يترك أثراً، وأن يفي بالمطلوب كل مرة، إلا في تلك المرة هذا العام، حين جاءه الاختبار الأكبر، عقب اختيار المخرج محمد فاضل لتقديم شخصية الفنان الراحل نجيب الريحاني، في مسلسل الضاحك الباكي.
ثمة خلل في أداء عبد الجليل، منذ العام 2010، حين علق في شخصية إبراهيم توشكى، حتى أنه يمكن حساب تاريخه الفني بما قبل وما بعد فيلم "كلمني شكراً"، حيث تحوّل الرجل الذي سبق له تقديم شخصيات طبيعية ومتنوعة، مثل عمرو في "إسكندرية كمان وكمان"، وشخصية زكريا محي الدين في فيلم "جمال عبد الناصر"، إلى شخصية "توشكى" ذلك الشخص المخدَّر الغائب الساذج الطيب غير المكترث في الوقت ذاته، فصار يكررها مرة بعد أخرى، حتى انتهى به الأمر إلى تقديم شخصية نجيب الريحاني على طريقة "توشكى"، الأمر الذي أثار موجة انتقادات ضده، وضد أدائه الباهت، لكن الأمور ذهبت لأبعد من هذا بكثير، حيث انتقلت شخصية توشكى من التمثيل إلى الحقيقة، فصار يهين المتعاملين معه على طريقة توشكى أيضاً، ولكن على أرض الواقع، كما حدث مع صحفي شاب في وقت قريب.
فردوس عبد الحميد
لعلها من النوادر، أن يحصد مسلسل واحد هذا القدر من عدم الرضا لديَّ، لكن مسلسل "الضاحك الباكي" استحق هذا عن جدارة، حتى أنني كتبت مقالاً كاملاً من قبل عما فعلته السيدة فردوس عبد الحميد في تاريخها، وكيف ظهرت امرأة سبعينية مثلها في دور أم مرضعة مع ملامح جمَّدها البوتوكس، وأرهقتها التدخلات التجميلية، بينما هي لم تكن تحتاج إلى أي من هذا كله، أعتبر دورها هذا العام ليس إلا سقطة قوية، ربما عليها إعادة النظر، ولكن في كل الأحوال لا بأس، فلكل جواد كبوة، ويكفي المرء أنه يحاول وإن أخفق، لكن ما لا يمكن تخطيه هو الإصرار أنه لم يكن ثمة خطأ أصلاً وانتقاد الناقدين أنفسهم وتحويل الأمور إلى مسائل شخصية، كما جرى حين اعتبرت السيدة فردوس أن النقد الذي تم توجيهه إلى المسلسل "تنمُّر" ووصفت ناقداً بحجم طارق الشناوي بأنه حاقد!
ريم مصطفى
يبدو مسلسل "طير بينا يا قلبي" كوميدياً للوهلة الأولى، والواقع أنه لا بأس به على الإطلاق، حسناً، لماذا اخترت ريم مصطفى، بطلة العمل، ضمن قائمتي لأسوأ 10 أدوار هذا العام؟ لأنني أحبها حقاً، نعم تصدَّر المسلسل مواقع التواصل وحاز على إعجاب الجمهور، لكنني هنا سأتحدث عن رأيي الشخصي، عن تلك الشابة التي تعلقت بها في مسلسل "هبة رجل الغراب"، والذي تعترف هي نفسها بأنه وضعها على أول الطريق، كنت من المجموعة التي أصابتها الصدمة حين تغيرت الأدوار وحصل ممثلون مختلفون على الأدوار، وهي من بينهم، هكذا رحت أبحث عنها في أعمال لاحقة، وقد أجادت كما فعلت في مسلسل "ألوصية" لكن الآداء اللافت والرائع لها في المسلسل لم يتكرر بذات القوة لاحقاً، كما أنني وجدت صعوبة كبيرة في استعياب قيام امرأة جميلة مثلها بحقن الفيللر وإجراء تغييرات حتى لو كانت بسيطة في وجهها؟ تغير الأداء وتغيرت الملامح، وتغير رأيي أيضاً، نعم أحبها لكنها لم تقدّم دور البطولة الأول لها على الوجه المتوقع بأي شكل.
شريف منير
مسلسل مميز، تصويره رائع، وقصته جيدة جداً، ولكن ثمة ثغرة، نعم، هي شريف منير، الممثل الموهوب، الذي برز اسمه في فيلم "الكيت كات"، والذي قدّم عدداً ضخماً من الأدوار تجعله في مصافّ النجوم المتمكنين، لكن ما هذا؟ أصابني أداؤه في مسلسل "إيجار قديم" بالضيق، لم أستمتع بالأداء كما اعتدت في أعمال هذا الرجل، أو ربما لم يمتلك مفاتيح الشخصية على الوجه الأكمل، كان أداؤه مملاً، وبالرغم من الانتقادات العديدة التي توجه لأداء الممثل الشاب محمد الشرنوبي في مجال التمثيل، فإن أداء شريف منير كان الأسوأ –في رأيي الخاص- على الإطلاق من بين أبطال المسلسل، بالقياس على نفسه.. هذا الرجل يحمل الكثير ليقدمه ولا أدري ما الذي يتطلبه هذا؟ ورق جيد، أم مخرج يعلم إمكانات الممثل الذي أمامه، أم ممثل يتعامل مع الأمر باعتباره شغفاً لا مهنة؟
خالد الصاوي
لم أكد أشاهد أدواره هذا العام حتى تيقنت أن هذا الممثل غاب عن الوجود، الرجل الذي قدّم شخصيات أيقونية عدة، تحولت أكثرها إلى "ميمز"، لفرط واقعيتها وصدقها، اختفى لمدة عام كامل، رغم حضوره في عملين!
خالد الصاوي الذي يقنعك أنه شاذ ومنحرف إن أراد، ويدفعك لأن تمقته حقاً حين يقدم لك دور الشخص السمج المستفز، وهو طيب للغاية وبريء جداً أيضاً إن تقمّص الشخصية، ولكن هذا كله تبدد هذا العام، في مسلسليه "أعمل إيه؟" و"الثمانية".. تعجبت مما رأيت، ذات النبرة في كلا المسلسلين، في الواقع اختفت نبرته تقريباً وتحشرج صوته تماماً حتى صرت أفهم الكلمات بصعوبة، ولا أدري السبب، ربما يكون ذلك خارجاً عن إرادته، لكن الأكيد أن الأداء المتشابه لرجل واثق جداً من نفسه، يملك مفاتيح الحكمة ويتعامل باعتباره الأكثر ذكاء من الآخرين، وأيضاً الأكثر مثالية، قد حوّله من "ممثل قدير" إلى "موظف" في مجال التمثيل، يؤدي الدور ويحصل على أجره، ثم يرحل، كأنه لم يظهر أصلاً.
ليلى علوي
لم أستوعب دورها في مسلسل "منورة بأهلها" أبداً، رغم كم الثناء والحفاوة التي لاقاها العمل، لم أهضم الكثير بشأنه، خاصة دور ليلى علوي، تلك التي ظهرت في سياق الأحداث بشكل مفاجئ، وكأن الجمهور يعرف من هي تلك المرأة، دون تمهيد، ولكن لا بأس، هذه مشكلة لا تتعلق بالتمثيل، ماذا عن دورها في المسلسل وأدائها لشخصية سلوى شاهين؟ في الواقع لم أستسغ الدور، سلوى شاهين بالنسبة لي امرأة بلا ملامح، رغم إتقان الماكياج وتسريحة الشعر والملابس، لكن ما عدا ذلك بدا كالماء بلا طعم ولا رائحة، هكذا تابعت السيدة التي تظهر بأحد المشاهد وهي تجبر ابنها على قتل والده، وقد ظلت طوال العمل تفاجئني بردود أفعال غير منطقية وتعبيرات باردة، وأداء مفتعل أصابني بالضيق.
خالد النبوي
إلى السماء ارتفع خالد النبوي عبر دوره في مسلسل "راجعين يا هوى" بشخصية "بليغ أبو الهنا"، ثم عاد ليصطدم بالأرض عبر دوره في مسلسل "نزوة"، شعرت بالغثيان من هذا الدور، حسناً لنبدأ من الأول، المسلسل يدور حول قصة خيانة عمر (خالد النبوي) الروائي والأكاديمي المتخصص في الأدب لزوجته مها (سالي شاهين)، عمر أب لثلاثة أبناء، ومع الوقت يدخل في علاقة مع هالة (عائشة بن أحمد)، وتتورط ابنته في علاقة غير شرعية مع شاب، لتبدأ سلسلة من الأحداث، يبرر لك المسلسل الخيانة والعلاقات غير المشروعة، فعمر ضحية تسلط أهل زوجته، الذين يتدخلون في حياتهما، وهالة تعاني من فقدان ابنها، لذا تبحث عن حلول بديلة، ولكن لماذا انتقدت خالد النبوي بالذات؟ لأن دوره بدا لي مستفزاً، وأداؤه أيضاً باهت، مجرد تكرار لذات الآداء الذي قدمه في أكثر من مسلسل سابق، نبرة الصوت المنخفضة الهامسة، والرجل الذي تقع في حبه النساء من أول نظرة.. لم أستمتع بأدائه، ولم يسعدني تمثيله هذه المرة.. ثمة خطأ ما أتمنى ألا يتكرر.
روبي
حين طالعت إعلانات "رانيا وسكينة" قبيل شهر رمضان، بدا الجواب واضحاً من عنوانه، لكنني لم أتعجل، وقررت أنني سأتمهل كي لا أتسرع في الحكم، وإن كان حكمي بشأن مي عمر قد انتهى منذ وقت طويل، أن ثمة أزمة حقيقية تتعلق بقدرتها على التمثيل، لذا فهي خارج التصنيف، هذه القائمة تتعلق بمن عانوا –برأيي- كبوات، لذا سأتحدث عن "روبي"، تلك التي رأيتها بحق كممثلة في مسلسل "أهو ده اللي صار"، كأنني لم أرها من قبل على الإطلاق، فضلاً عن براعتها الشديدة في مسلسل "سجن النسا"، إلا أنها لم تبدُ لي ولو حتى "مؤدية" في "رانيا وسكينة"، الذي وضعته على قائمتي كواحد من أسوأ المسلسلات التي قدمت فيها روبي أسوأ أدوارها على الإطلاق.
هند صبري
اختيار غير موفق على الإطلاق لهند صبري هذا العام، وقعت فيه حين وافقت على تجسيد دور البطولة في فيلم "فضل ونعمة". أما الفنان القدير ماجد الكدواني، أداء مفتعل لم تفلح معه محاولة الكدواني لاحتواء الأمر، في الواقع جاء أداء هند صبري في هذا العمل عامراً بالمبالغة على كل المستويات، بداية من تعبيرات الوجه، مروراً بحركة الجسم، وانتهاء بالإيفيهات غير المضحكة وحتى طريقة إلقاءها لم تكن على ما يرام.
صحيح أن هند صبري نجحت في رسم الابتسامة على الوجوه من قبل، عبر دورها في جزئي "عايزة أتجوز"، لكن المعادلة لم تنجح بالكيفية ذاتها في "فضل ونعمة"، لذا ربما هي بحاجة لإعادة النظر بعد هذه التجربة.
دينا الشربيني
الممثلة الشابة، التي أبهرتني بدورها في مسلسل "جراند أوتيل"، والتي تخرجت في كلية الإعلام، ولم تكتفِ بموهبتها، فراحت تلتحق بورش التمثيل وتحسين المخارج، أراها موهوبة جداً، وأحب تمثيلها، حين تبرع فيما تفعل، لأنها هذا العام لم تبرع بأي شكل في دورها بمسلسل المشوار، رغم الشهرة الكبيرة لمحمد رمضان وأعماله الدرامية في شهر رمضان الكريم، وتمثيله اللافت، إلا أنه لم يترك علامة، ولا أحد سوف يتذكر دوره أو دينا الشربيني في مسلسل هذا العام، أذكر كيف تندرت صديقتي على حالة التجاهل الشديد للمسلسل، فقالت لي: "محمد رمضان عامل مع دينا الشربيني أغنية اسمها مش متشافين، والله عجبتني لأنهم ماكذبوش.. هم فعلاً مش متشافين".
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.