انتهت جولتان من دوري مجموعات كأس العالم فيفا قطر 2022، وعلى عكس الكثير من التوقعات كانت هناك مفاجآت في الجولة الأولى، مثل فوز السعودية على الأرجنتين في المجموعة الثالثة، وفوز اليابان على ألمانيا في المجموعة الخامسة، مع بعض التعادلات التي تغيرت معها نظرة الكثير من المنتخبات للجولة الثانية، حيث تمكنت بعضها من تصحيح مسارها بالحصول على النقاط الثلاثة، بينما تعقدت حسابات البعض الآخر.
ما يجعل الجولة الثالثة والأخيرة التي تقام جميع مباريات مجموعاتها في توقيت واحد، جولة حاسمة لمعظم المنتخبات التي تريد التأهل إلى الدور القادم (مرحلة الإقصائيات)، فما هي حظوظ المنتخبات؟ وكيف تعقدت هذه المجموعات بهذا الشكل؟ وهل سنرى مفاجآت أخرى بخروج منتخبات لها وزنها من البطولة مبكراً؟
تأهل منطقي للبطل والمرشح الأبرز للقب
كما كان متوقعاً تمكن المنتخب الفرنسي، حامل لقب البطولة، من ضمان التأهل مبكراً ضمن مجموعته (المجموعة الرابعة) بعد الفوز في الجولتين الأولى والثانية على منتخبي أستراليا والدنمارك على التوالي، لتترك الصراع على البطاقة الثانية بين المنتخبات الثلاثة التي تبدو حظوظها بيدها، وهو تحقيق الفوز فقط لا غير، مع أفضلية كبيرة للمنتخب الأسترالي الذي يكفيه الفوز أو التعادل مع خسارة الدنمارك لضمان التأهل بفارق الأهداف التي سجلتها.
في المجموعة السابعة، وكالعادة، ضمن المنتخب البرازيلي المرشح الأبرز لنيل لقب البطولة التأهل بعد تحقيق فوزين متتالين، أحدهما على المنتخب الصربي الذي كان سهلاً، بينما عانت لتحقيق الفوز على المنتخب السويسري الذي سبب إزعاجاً جدياً للمنتخب البرازيلي، ولكن انحنت في النهاية أمام قدرات لاعبي منتخب السيليساو لتخسر بهدف، ومع ذلك لا تزال حظوظها قائمة في التأهل للمرحلة المقبلة في حالة الفوز أو التعادل أمام المنتخب الصربي الذي لديه أيضاً حظوظه في التأهل ومعه المنتخب الكاميروني أيضاً في حالة تحقيق أي منهما الفوز وانتظار حسابات لعبة الأرقام التي ستكون العامل الرئيسي في حسم تأهل أي منهما للدور القادم.
وفي المجموعة الثانية ضمن أيضاً منتخب البرتغال التأهل للجولة القادم بعد تحقيق فوزين متتاليين أمام منتخب غانا وأوروغواي على التوالي، ليترك البطاقة الثانية لتتصارع عليها المنتخبات الثلاثة معاً، حيث إن الفوز ضروري للغاية لضمان النقاط الثلاثة، ومن ثم النظر إلى لعبة الأرقام والحسابات بينهما.
لعبة الحسابات والأرقام هي السائدة في الجولة الأخيرة
في باقي المجموعات ستكون الحسابات ولعبة الأرقام هي السائدة، ففي المجموعة الثالثة تعقدت حسابات المنتخب السعودي في التأهل للدور القادم بعد الخسارة أمام المنتخب البولندي، حيث أصبح مصيره مرتبطاً بالآخرين حتى في حالة الفوز على المنتخب المكسيكي، حيث إن التعادل سواء سلبياً أم إيجابياً بين المنتخبين الأرجنتيني والبولندي قد يطيح به من البطولة، ولا ننسى أن المنتخب المكسيكي أيضاً لديه حظوظه في التأهل في حالة خسارة أي من المنتخبين البولندي أو الأرجنتيني وفوزه على المنتخب السعودي.
بينما في المجموعة الأولى يبدو المنتخب القطري المضيف أكثر الخاسرين بعد خروجه مبكراً من البطولة بخسارته أمام المنتخبين الإكوادوري والسنغالي اللذين تبدو حظوظهما في التأهل قائمة بقوة في حالة فوز أحدهما على الآخر مع المنتخب الهولندي الذي تبدو حظوظه أكثر منطقية في التأهل للدور القادم، كونه سيلاقي متذيل المجموعة المنتخب القطري، الذي بإمكانه تفجير المفاجأة بالفوز على المنتخب الهولندي وتعقيد حسابات التأهل في المجموعة.
تأهل متوقع لأسود الأطلس
ضمن المجموعة السادسة كان المنتخب المغربي أكثر المنتخبات الإفريقية والعربية إقناعاً حتى الآن، حيث تمكن من خطف نقطة غالية من المنتخب الكرواتي، ثم تحقيق فوز باهر على المنتخب البلجيكي ليضمن صدارة المجموعة، حيث تبدو حظوظه أكثر في التأهل للدور القادم، حيث سيلاقي متذيل المجموعة المنتخب الكندي صاحب الخبرة المتواضعة في البطولة، ليكون المنتخب المغربي أمام تأهل تاريخي في حالة تحقيق الفوز أو التعادل، بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخرى بين المنتخب الكرواتي والبلجيكي بفضل أفضلية المواجهات المباشرة التي تصب في صالحه.
صدام سياسي بين إيران وأمريكا
طغت الأحداث السياسية في إيران على مباراة المنتخب في الجولة الأولى أمام المنتخب الإنجليزي، الذي استغل حالة التوهان والشرود لدى لاعبي المنتخب الإيراني لدك شباكه بستة أهداف مقابل هدفين، ولكن تمكن المنتخب من تصحيح المسار سريعاً في الجولة الثانية بالفوز على المنتخب الويلزي، ليرفع من حظوظه في التأهل للدور القادم، خاصة مع فوز المنتخب الأمريكي أمام إيران، والذي نقل الصراع من الملعب إلى ساحات منصات التواصل الاجتماعي.
حيث اعتبرت هذه المباراة بين المنتخب الأمريكي والإيراني في الجولة الأخيرة حالة خاصة، نسبة للصراع السياسي بين البلدين وحالة الخصومة والقطيعة بينهما والمستمرة منذ عقود، حيث إن فوز أمريكا على إيران كان أكثر من مهم، وساعد المنتخب على تسجيل نقاط أخرى خارج ملاعب كرة القدم، وبالتوازي مع ذلك فاز المنتخب الإنجليزي على جاره الويلزي وضمن التأهل.
هل تفعلها كوستاريكا وتطيح بالمنتخب الألماني؟
ضمن أقوى المجموعات في كأس العالم 2022، وهي المجموعة الخامسة، تمكن الساموراي الياباني من تحقيق المفاجأة والفوز على المنتخب الألماني في الجولة الأولى، لتتعقد مهمة المانشافت أكثر في التأهل للدور القادم، خاصة بعد التعادل أمام متصدر المجموعة المنتخب الإسباني، ليصبح أمر تأهله للدور القادم مرهوناً بنتيجة مباراة المنتخب الإسباني أمام المنتخب الياباني.
حيث إن فوز المنتخب الإسباني على اليابان أو تعادلهما سيطيح بالمنتخب الألماني مبكراً من البطولة، حتى في حالة فوزه على المنتخب الكوستاريكي الذي لا تزال حظوظه قائمة في التأهل للدور القادم في حالة الفوز على المنتخب الألماني أو تعادله وخسارة المنتخب الياباني أمام المنتخب الإسباني.
حسابات معقدة للتأهل للدور القادم
باستثناء المنتخب البرازيلي والبرتغالي والفرنسي، تبدو كل الحسابات معقدة للغاية في باقي المجموعات الأخرى، حيث إن التأهل للدور القادم، سواء كمتصدر للمجموعة أم ثاني المجموعة، تبدو مفتوحة على مصراعيها لجميع المنتخبات، ما يجعل مباريات الجولة الثالثة والأخيرة مهمة للغاية، شعارها (الفوز فقط ولا غير)، وانتظار لعبة الأرقام التي من المتوقع أن تكون حاسمة في تأهل معظم المنتخبات للدور القادم.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.