كما كان متوقعاً وصلت العلاقة بين نجم البرتغال كريستيانو رونالدو وناديه مانشستر يونايتد إلى فصلها الأخير، بعد إعلان النادي فسخ التعاقد بينه وبين اللاعب بشكل فوري، على الرغم من تبقي 6 أشهر على عقده مع الفريق، ليكتب الطرفان نهاية حقبة ثانية شهدت الكثير من المد والجزر، بدءاً منذ الفترة التحضيرية، وتواصلت على مدار الموسم الحالي، وصولاً للنهاية المتوقعة بالانفصال بعد المقابلة العاصفة التي أجراها اللاعب قبل بداية مونديال قطر 2022.
كما تدين تدان والبادئ أظلم
توقيت نشر اللاعب لمقابلته الصحفية المثيرة مع الإعلامي بوريس مورغان قبل بداية المونديال بأيام يبدو أنه كان مدروساً بعناية من فريقه الإعلامي، تمكن فيها اللاعب من خطف الأضواء بشدة حتى من العرس الكروي العالمي نفسه، حيث تم تداول تفاصيل المقابلة بكثافة، وقُتل تحليلاً في جميع المنابر بلا استثناء، وقد كان للاعب ما أراد من بقائه تحت الأضواء حتى وهو في ملاعب المونديال.
بينما شعر النادي بجرح في كرامته بعد خروج اللاعب العلني للحديث عن أمور يفترض أن تُناقش خلف الأبواب المغلقة، وهو ما ضرب به اللاعب عرض الحائط وهو ينتقد مدربه على الملأ، ما جعل النادي مضطراً أن يدافع عن مدربه بكل قوة، مضحياً باللاعب لحساب المدرب، وهو الأمر المتوقع نظراً لتأزم الأمور بينهما منذ قدوم المدرب الهولندي الذي وضح أن لا مكان للاعب البرتغالي في خططه بعد إجلاسه على دكة البدلاء في معظم المباريات التي خاضها الفريق في الدوري الإنجليزي.
والآن مع إعلان الانفصال في هذا التوقيت واللاعب يستعد لخوض مباراته الأولى أمام المنتخب الغاني؛ يكون النادي قد رد الدين للاعب في توقيت حساس كما فعل اللاعب سابقاً في مناقشة أمور النادي على الملأ، ليكون الطرفان قد تعادلا في المعركة الإعلامية، وليكتبا نهاية مرحلة مهمة للاعب والنادي، شهد فيها نجاحات ساحقة لكل منهما في الفترة الأولي، وتوترات وشد حبال وصراعات خفية كادت تعصف باستقرار النادي في الفترة الثانية.
إلى أين سيذهب كريستيانو رونالدو بعد نهاية فترته مع مانشستر يونايتد؟
يعتمد مستوى الاهتمام الذي يمكن أن يتوقعه اللاعب البالغ من العمر 37 عاماً على الفرق التي تؤمن به وعلى قناعاته الشخصية ونظرته في طريقته لإسدال الستار على مسيرة مهنية مثمرة امتدت لأكثر من 22 عاماً مع فرق النخبة الأوروبية، وعلى الرغم من أن الدائرة المحيطة باللاعب كانت تصر على أن هناك عروضاً بالفعل قد قدمت للاعب على مدار فترة الانتقالات الصيفية السابقة، إلا أن معظم التقارير ذكرت أن معظمها تراجعت بعد المطالب المالية الكبيرة التي أرادها النادي الإنجليزي.
لكن الآن بعد تأكيد الانفصال بين النادي واللاعب لن تكون هذه مشكلة، وسيكون الأمر متروكاً للاعب ليقرر ما يريده في سنوات مسيرته الأخيرة في ملاعب كرة القدم، وبصرف النظر عن تصريحه في المقابلة بأنه "سيعتزل على الفور إذا فازت البرتغال بكأس العالم 2022″، فإن اللاعب دائماً ما يردد بأنه يريد اللعب حتى بلوغه سن الأربعين، وهو ما سيأخذه إلى نهاية موسم 2024-2025.
وفي حين أن كأس العالم ستكون على رأس جدول أعمال اللاعب في الأسابيع المقبلة، إلا أن هذا قد لا يمنعه من التفكير في أوقات فراغه عن النادي المناسب ليبدأ به العام الجديد، ومع ذلك، لا يزال من الصعب التنبؤ بالفريق الذي سينضم إليه، بعد أن فشلت معظم مساعيه في الميركاتو السابق في الانضمام إلى أحد أندية النخبة من التي تلعب وتنافس بشكل جدي في بطولته المحببة دوري أبطال أوروبا، ما قد يجعل العودة إلى منافسة النخبة في أوروبا صعبة مرة أخرى، ومع ذلك، فهو الآن لاعب حر رسمياً، ما سيغير الأوضاع تماماً بالنسبة له وبالنسبة لأي نادٍ يريد كسب توقيعه، فما هي أبرز الخيارات أمام اللاعب البرتغالي؟
الدوري الأمريكي لكرة القدم
مع انتهاء موسم الدوري الأمريكي لكرة القدم مؤخراً، فإن الانتقال إلى أمريكا الشمالية من شأنه أن يمنح رونالدو بداية جديدة تماماً في العام القادم 2023، وسيساعد في تعزيز صورة الدوري الأمريكي في العالم قبل استضافة كأس العالم في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في عام 2026، ولكن مع ذلك فإن اللاعب بالتأكيد لن ينضم إلى أي فريق، ما يجعل استبعاد عدد من الأندية من المعادلة، لكن نادي إنتر ميامي الذي يملكه ديفيد بيكهام قد نُسب إليه اهتمام كبير باللاعب، ومن المثير للاهتمام، أن النادي الأمريكي أيضاً قد تم نسب إليه اهتمامه بشدة بالتوقيع مع الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي الذي ينتهي عقده مع فريقه الفرنسي بنهاية الموسم الحالي، فهل يجتمع اللاعبان أخيراً في نادٍ واحد؟
سبورتينغ لشبونة البرتغالي
لم تكن عودة رونالدو إلى اليونايتد في فترته الثانية ناجحة بالقدر الذي كان يريده المشجعون، ولكن قد يكون هناك حظ أفضل له إذا عاد إلى وطنه لينضم إلى نادي الصبا سبورتينغ لشبونة، حيث بدأ مسيرته الكروية، حيث من المحتمل أن يكون النادي البرتغالي قادراً على تقديم الفرصة للاعب للظهور في بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، على الرغم من أنه سيكون مضطراً للعب في الدوري الأوروبي هذا الموسم بعد حصول الفريق على المركز الثالث في مجموعته.
نادي تشيلسي الإنجليزي
رحيل كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد لا يعني بالضرورة أنه سيودع الدوري الإنجليزي الممتاز، مع استمرار ارتباط فريق تشيلسي به، حيث ذكرت التقارير أن المالك الجديد تود بويلي قد استكشف إمكانية تحريك اللاعب للعاصمة اللندنية قبل بداية الموسم، لكن المدرب الألماني توماس توخيل كان ضد الاقتراح، وهو ما رجحت التقارير أنه سبب إقالته من تدريب الفريق في وقت سابق من هذا العام. ومع ذلك، سيكون من المفاجئ أن يدعم غراهام بوتر هذه الخطوة بالنظر إلى تاريخه في تطوير اللاعبين الشباب.
المملكة العربية السعودية
ذكرت العديد من التقارير أن العرض الرسمي الوحيد الذي تلقاه مانشستر يونايتد في فترة الانتقالات السابقة لخدمات رونالدو جاء من المملكة العربية السعودية، حيث ذكرت بعض المصادر أن نادي الهلال السعودي قد عرض عليه عقداً ضخماً بقيمة مليونيْ جنيه إسترليني في الأسبوع، مع عرض مشابه من نادي النصر أيضاً، ولكن تم رفضه من قبل اللاعب.
ولكن الآن مع الزخم التي تعيشه المنطقة العربية مع استضافة قطر لكأس العالم، قد يعيد اللاعب النظر في هذا الموضوع بعد أن أصبح حراً، حيث قد يروق للاعب المساهمة في تقديم المزيد من الزخم الكروي في المنطقة العربية، وفي الوقت نفسه الاستفادة من عرض مثير مربح مادياً قد يكون خير ختام لمسيرته الكروية الطويلة في الملاعب.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.