لا يختلف كثيرون حول إمكانيات مدرب تشيلسي غراهام بوتر الفنية، إلا أن الرهان، وما كان يدور الحديث حوله قبل توليه مهمة تدريب تشيلسي، هو مدى قدرة الوافد الجديد لنادي تشيلسي على حجز مكانه بين كبار المدربين في الدوري الأقوى في العالم.
وكان الرهان أيضاً على مدى قدرة غراهام على التعامل كمدرب لأحد أندية كبار أوروبا، وقد بدت الشكوك مؤخراً، وكثرت التساؤلات، وعلامات الاستفهام عن أحقيته بمكانة مدرب فريق كبير كتشيلسي وهل كان الاختيار المناسب من عدمه أم لا!
وهناك عوامل عديدة تشكل تحدياً كبيراً لمدرب تشليسي الجديد، القادم من نادي برايتون على رأسها طموحات جماهير البلوز، والفارق التاريخي الكبير بين التجربتين الحالية والسابقة للمدرب غراهام
الفرق بين تشيلسي وبرايتون
برايتون فريق هدفه أن ينهي الموسم بمركز في منتصف جدول الدوري، و ليس كتشيلسي الفريق فائز بدوري أبطال أوروبا قبل عام، ويحصد بطولة على الأقل كل موسم منذ بداية عهد ابراموفيتش -مالك النادي السابق- عام 2004، عدا خمسة مواسم متفرقة خرج منها الفريق بلا بطولات تعد على أصابع اليد الواحدة.
فتشليسي فريق لا ينظر إلا للوقوف على منصات التتويج، واعتاد أن ينافس بكل البطولات المشارك بها، جماهيره لا تهتم بالظروف المحيطة، ولا تحتمل الصبر كثيراً خاصًة مع الإرث الذي تركه ابراموڤتش، وهي الإنجازات السريعة وإقالة كل من يخسر بضع مباريات.
كما أن هناك مباريات لا تقبل الجماهير خسارتها بأي حال مهما كان وضع الفريق كمباراة ديربي ضد الأرسنال أو مباراة أمام فريقك السابق برايتون.
وهو ما حدث بخسارة تشيلسي أمام برايتون ثم أرسنال على التوالي، مع التذكير أن الألماني توماس توخيل مدرب الفريق السابق خلال فترة توليه تدريب تشيلسي لم يخسر مباراتين بالدوري توالياً، وهو ما زاد من انزعاج جماهير تشيلسي من نتائج فريقها بالدوري تحت قيادة بوتر حتى الآن.
وربما لا تكون نتائج المدرب الجديد في مجملها سيئة بنظر البعض، فقد فاز بسبع مباريات، وتعادل ثلاث وخسارة مباراتين فقط من أصل 12 مباراة لعبها تشيلسي بجميع البطولات تحت قيادته، إلا أن جماهير تشيلسي لا تحتمل الخسارة أو التعادلات المتتالية، ومتعطشة ودائماً للفوز والتتويج بالبطولات.
الصبر على بناء المشروع
في المؤتمر الصحفي الأخير له تحدث غراهام بوتر عن أهمية الصبر على المشروع والفترات التي تحملتها جماهير بعض الفرق، كحال مانشستر سيتي، وليڤربوول وأرسنال.
وهي تصريحات تحمل بباطنها أنه بحاجة للوقت لبناء المشروع المتفق عليه مع مالك النادي تود بويلي، لكنها تعني استنزاف رصيده سريعاً عند جل جماهير تشيلسي.
فالفريق بحاجة لإعادة هيكلة عدة عناصر من لاعبي الفريق، وسيتم السعي لذلك خلال فترات الانتقالات القادمة بالتخلص من بعض الأسماء وجلب أخرى، لذا على الأرجح سيصبر ملاك النادي على بوتر لإثبات وجهة نظره وصحة قرار إقالة توماس توخيل.
فالإدارة التي أقالت مدرب وجلبت آخر، ستفعل كل ما هو ممكن لإثبات صحة قرارها وتصبر، لكن لن يدوم ذاك الصبر كثيراً أمام غضب الجماهير وتدهور شخصية الفريق.
ولنكن واقعيين بلا ندب على الماضي، والخوض في تفاصيل لن تجني شيئاً ولا داعي لتمنيات يصعب حدوثها.
غراهام بوتر الآن أمام مدفع جماهير تشيلسي، ولن ينقذه أحد سوى نفسه كترك "عنجهية" الإنجليز، وضمان بعض اللاعبين مشاركتهم الأساسية مهما قدموا من أداء سيئ، كذلك بناء شخصية قوية داخل وخارج الملعب.
هدوؤه أمام الكاميرا.. قوة أم ضعف؟
بوتر بحاجة لبرهنة هدوءه أمام الكاميرات هل هو هدوء قوة وثقة بالنفس أم خجل وضعف شخصية؟
وبوتر أيضاً بحاجة لإثبات ذلك بالنتائج، والأداء داخل الملعب، فلا يختلف كثيرون حول إمكانيات غراهام بوتر الفنية، ولكن الرهان وما كان يدور الحديث حوله قبل توليه مهمة تدريب تشيلسي هو هل سيحجز بوتر مكانه كمدرب Class A بين كبار المدربين أم يظل مدرب فرق منتصف جدول؟
وفي الأخير يمكننا القول إن بوتر تائه مع تشيلسي حتى الآن تائه تكتيكياً، وضعيف جداً على المستوى الشخصي حتى يثبت العكس.
فعندما تكون مدرب برايتون وتحجم خطورة منافسك وتلعب بلا شخصية هجومية وكأن التعادل هدفك من المباراة ويرضي طموح فريقك! فتنتهي بخسارة أمام متصدر الدوري الانجليزي فأنت مدرب عظيم أحرجت إحدى الفرق الكبيرة.
لكنك عندما تكون مدرب تشيلسي وتخسر ضد الغريم التقليدي ففوراً ستمتد إليك أصابع الاتهام.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.