قضى فيديريكو فالفيردي معظم مسيرته في شبابه مع بينارول، لعب أول مباراة له مع بينارول في المباراة الأولى من موسم 2015-2016 ضد نادي سيرو. بعدها أصبح جزءاً من منتخب شباب الأوروغواي، وجذب اهتمام أندية عريقة مثل أرسنال، برشلونة، تشيلسي وريال مدريد.
في يوليو/تموز 2016 انتقل فالفيردي من بينارول إلى الفريق الثاني لريال مدريد. بعد شهرين، لعب فالفيردي أول مباراة مع الكاستيا ضد ريال يونيون، في المباراة التي خسرها ناديه. وأصبح لاعباً مهماً في الكاستيا خلال موسمه الأول، سجل هدفه الأول مع الكاستيا ضد ألباسيتي في ديسمبر/كانون الأول 2016.
قال عنه سانتياغو سولاري، مدربه في الكاستيا، في 29 يناير/كانون الثاني 2017: " أنا سعيد جداً معه، وقد تكيَّف بشكل جيد جداً مع النادي والبلد".
أُعير بعدها إلى ديبورتيفو لاكورنيا ليلعب أكثر، ومع عودته من الإعارة، أُعجب المدير الفني الجديد آنذاك جولين لوبيتيغي خلال التجهيزات للموسم الجديد بفالفيردي، وتمت ترقيته للفريق الأول.
دولياً، حصل فيديريكو فالفيردي على الكرة الفضية في كأس العالم تحت 20 سنة عام 2017، حيث إن منتخب الأوروغواي احتل المركز الرابع في البطولة.
في 5 سبتمبر/أيلول 2017 سجل أول أهدافه مع منتخب الأوروغواي الأول ضد منتخب باراغواي.
شخصياً، لطالما أحببت هذا اللاعب، صحيح أنه لا يملك نفس قدرات مودريتش، ولم يكتسب دقة تمريرات كروس، وليس باللاعب الذي تخشى الخصوم أن تواجهه كما هو حال كاسيميرو. لكن فالفيردي يملك شيئاً فريداً ومدهشاً، وهو أنه لا يعترض أمام الواجب، ودائماً ما يقف أينما أُمر، حتى وإن كان يدرك أن ذلك المركز قد يجعله يسقط من عين محبيه؛ لأنه لا يقدم به الأداء المطلوب، لكنه على العكس دائماً ما قبل الأمر ونادرا ما فشل فيه.
جاء زيدان ثم أتى أنشيلوتي، ولعب فالفيردي في مركز الوسط على يمين الدائرة وعلى يسارها؛ لعب كلاعب محور مهمته تعطيل هجمات الخصم وقطع الكرات، ثمّ جاء الدور ليتحول لنصف جناح يمارس دوره بالتناوب بين التغطية الدفاعية والمساندة الهجومية.
خلال هذه الفترة تحدث جمهور اللاعب ومحبوه أنه على المدرب أن يحدد مركزاً واحداً للاعب لينمو ويتطور ويصل مرحلته الأخيرة والأعلى من الكمال في مسيرته، لكن الحكاية معاكسة لذلك.
ربما علينا أن ننظر للحكاية أن عليها أن تسير على هذا الطريق، على هذا المبدأ، فالفيردي خُلق فقط للتأقلم مع مقتضيات كل مرحلة، ومع ما يحتاجه مديره؛ ولأننا أمام الكرة العصرية، فالكل يدرك أن هذا هو مشروع لاعب المستقبل؛ عليك أن تكون متحرراً من قيود المركز وقادراً على صنع توليفة تمتلك من الخبرات المتراكمة تلك التي تسمح لك بالعيش وفق ما يتطلبه مركزك.
يقول الكاتب محمد حبيب: "مشكلتي مع النظام الإحصائي والحسابات المتبعة في كرة القدم بشكل عام هي كيفية الحساب من الأساس، إذ يقتصر اهتمامها فقط على مُسجِّل الهدف وصانعه؛ رغم أنه من البديهي والمعروف بالضرورة أنه ما كان ليتم تقديم التمريرة الحاسمة أو تسجيل الهدف لولا عمل المنظومة كاملة بالشكل الصحيح.
في كل منظومة يوجد من هو قائد في كل شيء، دفاعياً وهجومياً. في حالة ريال مدريد، هذا اللاعب هو الأوروغوياني الشاب فيديريكو فالفيردي".
عموماً، الجانب التكتيكي دائماً ما أربطه كمتابع أو ككاتب مع ذكاء اللاعب، أن تجيد التصرف في لحظة معينة أمر يتطلب مجالاً واسعاً من قدرتك على استيعاب اللقطة، سواء في التدريبات أو خلال إعادة المباراة؛ لكن أن تصل لتجيد أدواراً مختلفة بأساليب متعددة في مراكز متناقضة، فما هذا إلاّ أمر عظيم، عظيم لأبعد درجة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.