منذ فجر الإنسانية وقد عُرِف أن الذكر للأنثى والأنثى للذكر، فمنذ خُلِق آدم (عليه السلام) وحواء من ضلعه، ومن البديهي أن تكون تلك هي غريزة الأمة الآدمية، حتى الحيوانات.. جنس ذكر يلزم جنس أنثى، هذا البديهي والمنطقي، ولكن وللأسف سيأتي -كما أتى- على أمة آدم (الآدميين) زمانٌ يلزم فيه الذكر آخر من نفس جنسه، وهكذا الأنثى تلزم نفسها بجنس أنثى آخر، وبالفعل قد أتى ذلك في عهد لوط (عليه السلام)، فكان الناس يأتون الذكران من العالمين، وكانوا يذرون ما خلق الله من أزواجهم وراء ظهورهم، فبدلاً من أن تُنطف النطفة في رحم أنثى كانت تُنطف في دُبر ذكر من ذكر!
فيا لها من مأساة، ويا له من حُزن وأسى، أن يأتي الذكر ذكراً، وأن تأتي الأنثى فتاةً، ويذرون من خلق الله لهم من زيجاتٍ وأزواجٍ وراءهم، فكان عقاب الله لهم أن جعل عاليها سافلها، ومطراً من سجيل، وهكذا كان عقابهم.
كيف تتسلل إلينا المثلية الجنسية؟
تبدأ المثلية الجنسية في التوغل تدريجياً، مثل القيام بعمل إيموجي على الهواتف الذكية يعبر عن ذكر حامل! نعم كما قرأت.. ذكر حامل، ومن ثم عمل أفلام كرتونية بها مثلية جنسية بشكل غير مباشر، مثل طفلين يُظهران شهوة جنسية لدى بعضهما البعض، أو إضافة بعض الأعلام مثل علم المثليين في فيلم كرتوني، أو ظهور مثلاً طفل يرتدي قميصاً ملوّناً بألوان علم المثليين الجنسيين.
ومن ثم العقل الباطن تلقائياً لدى الطفل المشاهد لمثل هذه الأفلام الكرتونية يألف مثل هذه الألوان ويحبها، بل ويشترط الطفل على أمه أو أبيه أن يشتريا له قميصاً بنفس هذه الألوان، ألوان علم المثلية الجنسية، وإلا سيسجر ويغضب منهما ويتظاهر عليهما أنهما لا يحققان رغبته.
ومن ثم تدريجياً ظهور أقمشة ملونة بنفس ذات الألوان وأكياس وملابس ومحافظ وصور وفيديوهات، كل شيء بالتدريج، مثل أي شيء يعتاد أي شخص عليه، فقد بدأ أيضاً بالتدريج، حتى إسلامنا، الدين الإسلامي خير دين عرفته البشرية جمعاء، قد بدأ بعض منتسبيه بالتدريج، فإن مثل هذه المثلية الجنسية في عصرنا الجديد ستبدأ بالأفلام الكرتونية كما وضحنا في السطور السابقة، ستعمل على التحكم في عقلية الطفل ولا سيما عقله الباطن، وستبدأ بحالة زواج مثلي في دولةٍ ما، في زمنٍ ما، في وقتٍ ما، كل شيء بالتدريج، ومن ثم وبالتبعية ستعلن بعض الدول الاعتراف بهم كنوع ثالث، وتعتمد خانة جنس جديد.. "الجنس: مثلي" أو "sex: gay" في بطاقة إثبات الهوية!
حتى أكياس المقرمشات "الشيبس" والمأكولات لن تسلم من شرورهم وسيرسمون عليها أشكالاً ورمزيات تدل عليهم وترصد فجورهم، وسيضعون أعلامهم على كل شيء تقريباً ليخلقوا حالة من التعاطف العقلي، والمصطلح هذا -التعاطف العقلي- أول مرة يُستخدم في مقالتنا، واستخدمناه فيما معناه أن القلب هو مصدر التعاطف مع الأشخاص والأشياء، وقد يكون على خطأ أو صواب، ولكن العقل لا يتعاطف، ولكننا نقصد هنا أن العقل هو الذي يتعاطف، أي أن هذا التعاطف صحيح فقط، لذا سيكون نوع التعاطف معهم هو تعاطف عقلي أي على صواب، وعلى فطرة، لذا سينحرف إليه معظم الناس للأسف!
ولأن كل شيء يبدأ بالتدريج، حتى أن الطفل الناشئ الصغير يبدأ المشي بالتدريج، حتى نمو الجنين في رحم أمه يبدأ بالتدريج، فإن المثلية أيضاً ستبدأ بالتدريج. فلا إسلامنا ولا حتى فطرتنا الآدمية والإنسانية تحث على ذلك للأسف! وحتى لو كان مرتكب هذه الفاحشة غير مسلم، فإنه وللأسف لا ينتمي فعله للآدمية في شيء، حتى الحيوانات التي لا تعقل ولا تزن الأمور بميزان العقل، فطرتها الزواج للذكر من الأنثى، والأنثى من الذكر، ومن هنا ندرك أن منطق الحيوانات أيضاً لا يسمح لمثل هذه المثلية أن تكون، فتلكمُ الفساد في الأرض، وهذا إنذار بفساد في الأرض، والإنذار الأجم بقيام الساعة ودنو أجلها من الحدوث، ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم.
الطبيعي قد يصير مستغرَباً!
من أهم عواقب هذا الأمر.. هو أن الزواج الآدمي المعتاد الذي تقره مبادئنا وآدميتنا بين ذكر وأنثى سيصبح في بعض المجتمعات غريباً نوعاً ما! وستقل بذلك نسب الزواج الطبيعي كما عهدناه وعهدته آدميتنا، ومن ثم قلة العنصر البشري على مستوى العالم، أو على مستوى تلك البلدان التي ستتعرف بهم وبوجودهم للأسف، وحتى المسلمين الذين سينجرفون مع هذا السيل الفاسد العطن له يطبقون مبادئ شريعتنا الإسلامية ومبادئنا الآدمية للأسف، ولن نتكاثر وبالتبعية لن نتزايد، ومن ثم لم ولن نطبق بذلك قول رسولنا: "تَنَاَسَلُوْا تَكَاَثَرُوْا فَإِنْيِّ مُبَاَهٍ بِكُمْ اَلْأُمَمَ يَوْمَ اَلْقِيَاَمَةِ". فوا أسفاه.
سيلعبون في مبادئ الركيزة الآدمية وحوسبة العقل الباطن من خلال قيامهم مثلاً بتقديم شخص ذكر الجنس على شكل وهيئة أنثى ترتدي حلقاً في أذنيها، يقدم محتوى علمياً أو تعليمياً هادفاً، ويبررون ذلك بأن هذا لمواكبة العصر، بل ومن ثم سيقومون بتقديم كورسات مثلاً على هيئة فترات متتالية للشباب وذلك في أكثر المجالات طلباً ولتكن البرمجة مثلاً، ومن هنا تعتاد العين على مشاهدة شخص يعرف نفسه أنه مثلي، أو متحول، يتحرك أمام الكاميرا بصورة مريبة.
كل هذا يتضح لحضراتكم على كونه شيئاً عادياً مألوفاً، ومن ثم القيام من خلال العقل الباطن بربط تلك المألوفات بالشخص المثلي، ومع مرور الزمن وللأسف، يعهد الشاب على هذا النوع من المحتوى التعليمي، فلو جاء ذكر طبيعي غير شاذ، أو أنثى طبيعية غير شاذة، لتقديم نفس المحتوى، سينفر الشاب من المحتوى ذاته بحجة أنه غير مألوف وهكذا.
سيأتون بقبيحٍ آخر، وهو كتاب ما أو رواية مثلاً، عليها صورة لفتاةٍ تبدو كما لو كانت ذكراً ومن ثم عند مشاهدتك لغلاف الكتاب هذا تألفه، والأسوأ من ذلك هو استخدامهم لبعض الكلمات الجنسية المثلية داخل طيات ذاك الكتاب، فيقرأها الشخص ويعتاد عليها، من الصورة الرمزية التي وُجِدَت على غلاف هذا الكتاب، ومن ثم يعمل العقل الباطن على التعاطف العقلي -كما أشرنا في السطور السابقة- ومن هنا يدعون أن محاربة هذا الكتاب أو مؤلفه أو حتى ناشره هو من قبيل التخلف والرجعية، وانعدام لثقافة الشخص الذي يحاربه، وعدم مواكبة العصر.
ستأتي بالتدريج عن طريق زعزعة بعض الرسائخ الآدمية الإسلامية، مثل محاربة الدين وأهله، مثل أن يأتوا بشخص ذكر يرتدي حجاباً! وعندما نعارض ذلك الفعل أو فُحش المثلية، وكيف أن ذكراً يرتدي حجاباً ويتعامل كأنثى، يرددون شعارات من قبيل ألستم أنتم من تقرون بفرضية الحجاب للأنثى، وهذا أنثى مثلي ومن حقه أن يرتدي الحجاب. فهذا فحشٌ، وسوءٌ، وبَخثٌ. هكذا قُلت، وهكذا كتبت، وأتمنى أن أكون قد بلغت، فاللهم فاشهد.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.