حياة لامعة، تبدو سعيدة وعامرة بأسباب البقاء، ظروف مادية معقولة، سبل راحة عديدة، حياة يتمناها الجميع، لوجوه جميلة تبدو حيواتهم رغدة ومثالية جداً، تتأكد الصورة مع سيل المنشورات والصور السعيدة جداً، والتصريحات المتبادلة حول الحب العظيم، ثم فجأة ودون مقدمات ينهار كل شيء، ويضحى الحب الكبير صدمة مخيفة تثير شك المتابعين في أنفسهم قبل الآخرين.
حسناً ما هي إذاً أشهر الأسباب التي تنتهي بالوجوه الشهيرة، والثنائيات الملهمة إلى أبغض الحلال؟ تلك هي الأسرار.
نظام حياة خاص
كثير من السفر، والسهر، عروض خارجية، ومكالمات من معجبين وزملاء، أوضاع في العمل، وقبلات قد يفرضها السيناريو أو المخرج، هكذا يصير الفنان على المحك مع شريك حياته، البعض يرضى ويعتبر الأمر جزءاً من العمل، كما سبق للمخرج هادي الباجوري أن أعلن تصالحه التام مع أي شيء يفرضه عمل زوجته عليها، وهو ما أثار موجة انتقادات ضده انتهت بالطلاق قبل أن يعودا معاً من جديد، لكن الأغلبية تجد نفسها رافضة للواقع كل على طريقته، فالبعض يرفض الغياب المستمر، والبعض الآخر يرفض التفاوت في النجومية، بينما تذهب أزمات البعض لأبعد من ذلك بكثير.
الغيرة الشديدة
في الحياة العادية، تتسبب الغيرة في 20% من حالات الطلاق، وهي نسبة لا تختلق في حياة النجوم، حيث تبدأ مجموعة من المحاذير والخطوط التي يضعها الزوج، أو الزوجة لبعضهما البعض، ومع اختراقها ينهار كل شيء، حدث ذلك مع الفنانة الشابة منة عرفة، حيث بدت محاذير زوجها محمود المهدي واضحة "لا للمس بأي شكل"، وهو ما استجابت له منة بشدة، وأوضحت في أكثر من مناسبة "أنا لا بتشال ولا بتحضن ولا بتباس"، إلا أن المحاذير ذاتها تسببت لاحقاً في الطلاق، لكن هذه المرة كان السبب "مكالمة تليفون" لتتأكد الفكرة أنه مهما كانت الرغبة في الالتزام بالمحاذير فسوف يقع المحظور بشكل أو بآخر.
الحق أن غيرة الزوجة أيضاً عادة ما ينتهي الأمر معها بالطلاق، هذا ما جرى مع مديحة كامل ومحمد فوزي، وقد نشرت مجلة آخر ساعة بتاريخ 24 مارس/آذار 1954 تفاصيل الطلاق بين الثنائي الشهير والتي كان السبب فيها سفر فوزي إلى لبنان، والتي من وقتها كف عن مرافقة زوجته، لتتحول العلاقة بينهما من زوجين وصديقين حميمين، إلى الطلاق حين لم تحتمل مديحة الإهمال.
الضرب
ما زلت أعجز عن تصور ما كان يجري بين كل من شادية وعماد حمدي، تعرضت فنانتي المفضلة لكثير من الضرب والسب على الملأ، تارة في الاستوديو أمام هدى سلطان وفريد شوقي، وتارة أمام المعجبين، وانتهى الأمر بمحاولته اقتحام غرفتها وضربها بـ"يد الهون"؛ ما تسبب لها في مرض عصبي لازمها لفترة .
الضرب أيضاً كان السبب وراء طلاق الفنانة شيرين عبد الوهاب من زوجها الأول الملحن مدحت خميس، ذلك الذي ضربها وتسبب سوء معاملته في إسقاط جنينها الأول منه حتى لا تربطه بها صلة بعد الطلاق، لكن هذا أيضاً ما جرى تقريباً مع المطربة شاهيناز، والتي تعرضت للضرب وسوء المعاملة ووالدتها من زوجها السابق ويدعى إيهاب، الأمر ذاته ذكرته كل من إيمان العاصي، وعلا غانم، ونجوى كرم، حيث تعرضن جميعاً للضرب الذي كان سبباً رئيسياً في الانفصال.
من صاحب الكلمة؟
يظل السؤال قائماً طوال الوقت في أكثر بيوت النجوم، من صاحب الكلمة، أحياناً تسير الأمور بطريقة ودية أنت مرة وأنا مرة، وأحياناً ينهار كل شيء أمام حرب فرض السيطرة، هكذا جرت الأمور بين كل من أحمد خليل وسهير البابلي، أراد الفنان الشاب وقتها أن يكون "رجل البيت" فيتحكم بالمواعيد والحياة على طريقته، لكن هذا لم يناسب البابلي، لينتهي الأمر بطلاق هادئ دون مشاكل.
من ينفق على البيت؟
في أزمتها الأخيرة مع طليقها حسام حبيب، عبرت شيرين عن رغبتها في أن تشعر بإنفاق زوجها وقوامته عليهم، حيث أكدت أنها لم تكن ترغب في أكثر من الشعور أنه يعمل ويكسب مالاً مهما كان مقدار المال: "الراجل يفضل راجل حتى لو بيكسب في الشهر 10 جنيه، والست تفضل ست حتى لو بتكسب في الشهر 2 مليون جنيه، أنا الست دي، لو جوزي شغال سواق تاكسي وسابلي 10 جنيه وقال لي ده مقدرتي يا بنت الحلال، هقول له على راسي وأبوس جزمته وأحطها فوق دماغي كمان. لكن ملوش دعوة أنا بكسب كام".
الخيانة
تلعب الخيانة دور البطولة في أكثر حالات الطلاق، مهما بلغت درجة الحب، لعل المثال الأبرز على ذلك قصة الحب التي جمعت كلاً من تحية كاريوكا ورشدي أباظة، حيث وصفتها الأولى بأنها قصة حب غير مسبوقة وسعادة خالصة عاشتها بصحبة زوجها، وقال الثاني إنه لا يرغب في أن يزور أحد قبره سواها، مع ذلك انتهت زيجتهما بالخيانة وبطريقة درامية جداً.
الخيانة كانت السبب أيضاً في انهيار الحياة الزوجية للفنانة الشابة بلقيس فتحي، صحيح أنها ظهرت بصحبة المذيعة المصرية منى الشاذلي لتؤكد: "أبو ابني ومتواصلين عشان الطفل اللي بينا، اختلفنا أو اتفقنا ليه الاحترام، هو كامن معايا على طول، مرافق ليا في كل مكان، مايظهرش معايا لمدة 5 شهور، حصل لغط، هو فين؟ كان اتصال مع صديق صحفي، عشان أنهي الأمر، ثمة قضية خلع، تم التطليق، ومتعايشة مع وضعي وحياتي، وهو أيضاً، واحنا الاتنين متفقين على الطفل، لم نتفق على صيغة اتفاق محددة وخلعت في المحكمة، عيب أنا أو وهو نتكلم في التفاصيل، قمة الرقي الانفصال بمعروف والتسريح بإحسان".
لكنها لم تتمكن من إنكار السبب لاحقاً، حيث اعترفت به دموعها وملامح وجهها التي عكست لوعة قلبها على ما جرى.
غياب التفاهم
"غياب التفاهم أصعب من الخيانة؛ أن نصل إلى مراحل نعجز عن النقاش، عدم القدرة على النقاش مشكلة، اتخذنا قرارنا بالطلاق"، هكذا اعترفت سلاف فواخرجي عن سبب طلاقها.
قبل ذلك بعدة عقود انتهت أيضاً قصة حب كبيرة جمعت كلاً من الفنان حسن يوسف، ولبلبة، كان الأول يحب الثانية كثيراً، لكن غياب التفاهم بين الطرفين أثر على العلاقة حتى انتهت، وامتد التأثير إلى علاقته بزوجته الثانية شمس البارودي، حيث لم يكن حسن يوسف قادراً على نسيان لبلبة بسهولة، في لقاء له أكد "صبرت صبر أيوب، تمنيت بيت هادئ وزوجة تستقبلني نهاية اليوم، أن نجلس معاً ونتناقش، لكن هذا كله لم يشفع؛ حيث انتهت العلاقة بالطلاق نظراً لشغف لبلبة الشديد بعملها وحياتها العملية ورفضها الإنجاب من حسن يوسف، رغم رغبته الشديدة في الاستقرار وتكوين أسرة".
الغيرة الفنية
الغيرة الفنية تختلف عن الغيرة الشخصية، في الثانية يكون السبب الجنس الآخر غالباً، أما في الأولى فيكون العمل هو السبب، هذا ما وقع بين كل من عبلة كامل ومحمود الجندي، حيث وقع الطلاق بين الطرفين بعد اشتعال الغيرة الفنية بينهما، عن ذلك يحكي محمود الجندي: "الزواج نظام اجتماعي له كيمياء غريبة شوية، إزاي الاتنين يعيشوا ويكملوا، الاتنين يكون عندهم استعداد المركب تمشي والحياة تستمر، المركب مامشيتش لظروف خارجة عن إرادتي، كان بيتعرض عليا أعمال مجاملة ليها، معملتهاش، وحسيت الحكاية هتبقى كده محبش أكون جوز الست، أو أشتغل عشان هي كان نجمها أعلى مني وأنا شغلي أقل، إحساس الغيرة الفنية ومكاني أنا كراجل البيت، ما ينفعش أبقى في المنطقة الأقل.. إحساس فلاحي لكن مسيطر عليا".
في الواقع كانت الغيرة الفنية السبب أيضاً في طلاق تحية كاريوكا من زوجها المخرج فطين عبد الوهاب: "كان مساعد مخرج وقتها، محبش إنه يكون جوز الست، ومارضيتش أقعد في البيت وقلت له لو مش هتوافق أشتغل نتطلق، وفعلاً اتطلقنا رغم إني كنت حامل منه".
التحكمات
بالرغم من وضوح الأمور قبل الزواج، إلا أن كثيراً من الأزواج يمعنون في التحكم، بعد الزواج بطرق مختلفة، كأن يرفض فكرة العمل بالمجال الفني من أساسه كما حدث مع الفنانة الشابة مروة الأزلي، والتي تروي: "اتجوزت مرتين؛ أول مرة في عمر 21 سنة، أهم حاجة في الجواز التوافق مش الحب، الناس تكون طباعها متوافقة لما بنعيش في بيت واحد مش بنعيش بالحب، لكن بالتوافق، فترة كانت كلها سيئات، أسوأ سنتين في حياتي، كنت باخد ورشة تمثيل، لأ، ماتكمليش الورشة، ممنوع تكملي، بدعوى الناس والمجتمع والعائلة، طيب كانوا فين قبل ما نتجوز، حاولت أتأقلم لكن مقدرتش، عديت خيانة مع صديقتي، لكن كان في موقف قررت إني مش هاكمل أبداً بعد اللحظة دي".
أو أن التحكم يحدث بطريقة مختلفة، فيتحكم الزوج فيما تقوم به زوجته وما لا تقوم به، كما جرى مع الفنانة غادة عادل والتي حصلت على الطلاق أخيراً، وخرجت بصحبة زوجها في برنامج مصارحة حرة لتؤكد "كنت مكبوتة"؛ حيث أوضحت أن أحد أبرز أسباب الطلاق كان تحكم زوجها المخرج مجدي الهواري في عملها وما تقوم به وما لا تقوم به منذ بداية مسيرتها وحتى وقوع الطلاق.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.