لم يكد خبر طلاق الفنانة ياسمين صبري من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة يتسرب، قبل إعلانه رسمياً، حتى راحت الرسوم البيانية تظهر بشأن "الفوائد" التي عادت على ياسمين من تلك الزيجة، تحت عنوان "مكاسب ياسمين صبري من أبو هشيمة" والتي تضمنت أموراً خيالية، كطائرة خاصة وشبكة بآلاف الدولارات، فضلاً عن أسطول سيارات من 24 سيارة ومصنعين للملابس الجاهزة والعدسات اللاصقة، وسيارة رولز رويس، وغيرها؛ حتى إن القائمة تضمنت "باقة ورد"، لم يفهم المتابعون سر تضمينها في المكاسب، لكن ياسمين صبري خرجت عبر موقع صدى البلد لتؤكد أنها تنازلت عن جميع حقوقها الشرعية كي تحظى بالطلاق من أبو هشيمة مؤكدة: "كل شيء قسمة ونصيب.. والحمد لله الانفصال تم في هدوء".
السخرية للجميع
تحول خبر حول "أبغض الحلال" إلى مناسبة لـ"عد المكاسب" والسخرية من صاحبته بعد قيام الكثيرات بنشر صورهن يرتدين فساتين وملابس من قماش "التايجر" مع جملة "أنا أهو يا أبو هشيمة"، على اعتبار أن الأمر مضحك، الحق أنني شعرت بالغثيان، وتساءلت حول السبب الذي يقف وراء كل هذا التشفي والسخرية من حدث جلل في حياة شابة تنازلت عن حقوقها كي تحظى بالطلاق، بل إنها تزوجت دون مهر أو مؤخر صداق وكان كل ما جنته مجموعة "هدايا" في عامين اثنين هما مدة الزواج الذي انتهى لصاحبة الـ34 عاماً دون أطفال!
منذ ارتباطهما في 19 أبريل/نيسان عام 2020، تطاردهما الشائعات بشأن الانفصال، والحق أن ياسمين كانت في كل مرة ترد بهدوء وبطريقة غير مباشرة، تارة عبر صورة، وتارة عبر منشور، لكن اللافت هو محاولاتها- حتى اللحظة الأخيرة- إثبات أن كل شيء على ما يرام، حيث طاردتها الشائعات خلال شهر رمضان الكريم بشأن ارتباط زوجها بفنانة لبنانية وهو ما حاولت ياسمين نفيه قبل أن يقع الانفصال فعلياً عقب الخبر بشهر تقريباً.
وقع الطلاق وصار "مزحة" و"تريند" حتى إن الشيخ مبروك عطية حول الأمر بدوره إلى مسألة مضحكة عبر فيديو قام خلاله بتفنيد "المقتنيات" باعتبارها حقيقة، قبل أن يوجه رسالته للفتيات قائلاً: "غيرانة.. كان نفسك تبقي هي وتاكلي الصينية، ياريت أكون هي وآخد أنا العربية مش آخد أبو هشيمة التاجر الناجح لا خالص هو السواد ناحية اللي معاه قرشين، اللي معاه قرشين إحنا عايزينه يشحت، إهدوا، شايل طاجن ستك ليه عندك سواد ليه، دع الملك للمالك ولا هو هيبطل جواز ولا هي هتبطل جواز وتبقى الدنيا جميلة". صحيح أنه بدا مدافعاً عنهما، لكنه ساهم بطريقته في زيادة الهجوم على ياسمين التي ظل سؤالي بشأنها: لماذا هي مكروهة إلى هذه الدرجة؟
ربما هي الصور!
لم تتوقف ياسمين صبري لحظة عن نشر صورها الخاصة، تارة من داخل منزل الزوجية، الفخم للغاية، وتارة من داخل الولايات المتحدة، صور عديدة لياسمين صبري وأشقائها، تضمنت ممتلكات فاخرة، أبرزها السيارة الرولز رويس، والتي راحت صورها وشقيقها وهما يتجولان بها في الشوارع تنتشر عبر الصحف، في الواقع كانت ياسمين تحرص على وجود شخص للتصوير.
هكذا اعتادت المباهاة لما تملك، فتطل من وقت لآخر بصور تظهر كم الرفاهية التي تعيش فيها بصحبة أبو هشيمة، مع كل صورة جديدة كان السؤال يثار بداخلي من جديد ما الحاجة لنشر صور مماثلة في دولة تبلغ فيها نسبة الفقر 29.7%، ما النفع الذي قد يعود عليها أو على المشاهدين حين يشاهدون صورتها في طائرتها الخاصة تحتسي القهوة، أو يتابعون رحلتها البحرية المثيرة بصحبة زوجها، ما الفكرة؟ ما الذي تحاول إثباته، ربما النتيجة الوحيدة من هذا كله كان الاستفزاز الشديد، الذي لم ينفجر في وجهها بمجرد الطلاق وحسب، ولكنه امتد إلى تتبع بعض التفاصيل الدقيقة جداً كـ"الطائرة الخاصة" وهل هي بالفعل ملكية خاصة لها ولزوجها أم أنها مستأجرة لغرض وتعود لحال سبيلها من بعد ذلك؟ هذا بالضبط ما فعله بيتر عزيز، والذي قام بنشر الصور والطرق التي أثبت بها أن الطائرة الخاصة التي اعتادت ياسمين الظهور داخلها، مستأجرة وليست مملوكة لها أو لزوجها، لتنهال التعليقات المتشفية والداعمة له ولجهده في "التحري" وراء "طائرة ياسمين الوهمية"، وربما بسبب هذه الصور جميعاً لم تجد الزوجة الأولى لأبو هشيمة، السيدة عبير، سوى "الصور" كوسيلة لها لتظهر من جديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ"صورة" في أعقاب خبر الطلاق.
ثأر المرأة العربية
لا تلعب ياسمين في كل المرات دور البطولة في استفزاز الجمهور، أحياناً يأتيها الأمر الخارج، لم يصدق الكثيرون أنفسهم حين تم الإعلان في مارس/آذار الماضي عن اختيار ياسمين صبري سفيرة لمنظمة المرأة العربية فى لندن، بل تكريمها هناك، الشابة التي قالت في 2020: "أنا بحب المرأة وبحب أدافع عن المرأة، مافيش قضية أوي، لكن الحاجات اللي ممكن تكون بتمر بيها الست كل يوم أو عندها مشكلة". صارت سفيرة للمرأة وقضاياها، ربما هذا الخبر وحده كفيل بإثارة الضغائن ضد ياسمين التي كثيراً ما تداركت تصريحها بالحديث في إكسبو دبي عن ضرورة وجود عدالة بين الرجل والمرأة مؤكدة: "لو تقدم رجل وامرأة لنفس الوظيفة بنفس المهارات، سيقع الخيار على الرجل في 90% من الحالات، إذا أردنا المضي قدماً من أجل كوكب الأرض، فعلينا تمكين النصف الآخر من العالم، أي النساء، هكذا نحصل على عالم متوازن"، حتى ذلك الأخير بدا مستفزاً، حيث لخصت ياسمين الشابة المصرية، التي عانت من طلاق والديها، مشاكل المرأة في غياب المساواة عن سوق العمل.. ربما هي بحاجة لمزيد من الانخراط في عالم المرأة المصرية والذي ربما رأت جزءاً منه عقب تجربة الطلاق عقب التنازل عن الحقوق.
التمثيل السيئ
ما زلت أحاول تخمين سر الكراهية الشديدة التي حولت خبر الطلاق إلى مادة سخرية، ربما لأن البعض لا يفصل بين تمثيل الفنان وحقيقته، فلا يتم النظر له سوى أنه صاحب تلك الشخصية رديئة التمثيل التي ظهرت في العمل الفلاني هي من حظيت بالطلاق وليس ياسمين نفسها، الشابة التي نصحها محمود عبد العزيز بعدم التمثيل، وكذلك انتقدها طارق الشناوي وماجدة خير الله على اعتبار أن الجمال وحده لا يكفي، وأن رداءة التمثيل لا تمر مرور الكرام!
استغلال والدها للنهاية
حظيت العلاقة المتوترة والحرب الكلامية بين ياسمين صبري ووالدها باهتمام عارم من الصحف والمواقع الإلكترونية، تحولت وقتها إلى "تريند" يجلب الزيارات والإعلانات والأرباح، لكن استغلال التوتر لم يكن مادة دسمة طوال فترة حدوثه فحسب، ولكنه تخطى الأمر ليتم استغلاله عقب الطلاق، فالوالد الذي آثر-لأول مرة- ألا يعلق على الأمر قال جملة واحدة دالة: "ليس لدي تعليق بشأنه" ليتم استغلال عدم التعليق باعتباره "تعليق" بُنيت عليه موضوعات كاملة تحت عنوان "شاهد أول تعليق من والد ياسمين صبري بعد انفصال ابنته" على اعتبار أن ثمة معلومة بالداخل، والأهم ليبدو وكأن الرجل- الذي أعلن عدم موافقته أو رضاه عن الزيجة- قد انتصر أخيراً وتبين صواب وجهة نظره.
ظاهرة التعافي السريع
ربما كان الأمر بحاجة إلى بعض الدراما كي يكون هناك تعاطف، حدث هذا في حالة شيرين عبد الوهاب، حيث نالت ما يكفي من التقدير والتعاطف، خاصة عقب ظهورها حليقة الرأس محطمة المشاعر، تبكي على المسرح لفرط تأثرها وتغني من أعماقها حزناً وكمداً على تجربتها السابقة، لكن على النقيض جاء طلاق ياسمين صبري، هادئاً لطيفاً متبوعاً بابتسامة رائقة وشياكة معتادة من ياسمين التي ظهرت في اليوم التالي لخبر طلاقها في صورة جماعية مع فريق عمل المسلسل الجديد لها "الشادر" حيث ستعيد الكرة من جديد وتظهر في دور فتاة شعبية بصحبة مجموعة من الفنانين كأشرف عبد الباقي وطارق صبري، من إخراج سامح عبد العزيز، كأن شيئاً لم يكن، لا بكاء، ولا منشورات غاضبة، ولا دراما عنيفة، ولا أي شيء، ربما لم يكن هذا كافياً لإشباع الفضول، المرأة التي تبدو قوية في أعقاب الطلاق مكروهة، تبدو وكأنها الطرف الأقوى في العلاقة وهو ما لا يسر الكثيرين، هكذا تبدأ الانتقادات والسخرية بضمير مرتاح فصاحبة الشأن- برأيهم- غير مكترثة ولا تأبه لما وقع تواً!
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.