موسم الهجرة نحو الكوميديا.. استسهال أم وصفة مضمونة للنجاح؟

عدد القراءات
624
عربي بوست
تم النشر: 2022/04/11 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/11 الساعة 12:06 بتوقيت غرينتش
موسم الهجرة نحو الكوميديا.. استسهال أم وصفة مضمونة للنجاح؟

رغم الصورة القاتمة التي أضحت تحيط بالكوميديا العربية في السنوات الأخيرة حيث كان الفشل المصير المحتوم المحدق بأغلب المسلسلات الفكاهية، ورغم التأكيد على وجود أزمة نصوص واستحضار البعض للتجارب الماضية ومقارنتها بما يعرض حالياً؛ لكن كل هذا لم يمنع من وجود موجة "هجرة " نحو الكوميديا خلال الموسم الرمضاني الحالي.

بإلقاء نظرة على خريطة المسلسلات الرمضانية التي تعرض سنجد أن أسماء ظلت بعيدة عن الكوميديا لسنوات طويلة قررت العودة فجأة لتطل وتجدد نفسها، وتحاول النجاح بعد سلسلة تجارب ظلت تراوح مكانها، وهنا نذكر على سبيل المثال الفنانة "يسرا" التي واظبت على الحضور في موسم رمضان الدرامي منذ سنوات، وقررت هذا العام خوض تجربة كوميدية عبر مسلسل "أحلام سعيدة" رفقة غادة عادل ومي كساب وانتصار وهشام إسماعيل والنص من تأليف هالة خليل وإخراج عمرو عرفة والإنتاج كالعادة لشركة "العدل جروب" المعروفة باختياراتها الصائبة والمدروسة.
الملاحظ أن الشركة الأخيرة تحاول تكرار نفس تجربتها مع الفنانة نيللي كريم من خلال العمل الكوميدي "بـ 100 وش" الذي حقق نجاحاً ملحوظاً وشكل مفاجأة للجمهور من خلال رؤية بطلته المعروفة بالأعمال الاجتماعية ومناقشة القضايا المجتمعية الساخنة في قالب كوميدي جديد وغير مسبوق؛ والسؤال المطروح هنا: هل ستنجح "العدل جروب" في إحياء يسرا بنفس الطريقة يا ترى؟ 

أسماء أخرى تحاول من خلال الكوميديا البحث عن طوق نجاة ونسيان إخفاقات سابقة على غرار الفنانة "مي عمر" التي خرجت من جلباب زوجها المخرج محمد سامي بعد التجربة المثيرة للجدل "نسل الأغراب" وما رافقها من صخب امتد لشهور طويلة حتى بعد انتهاء الماراثون الرمضاني.

مي عمر استعانت بالفنانة روبي لتشاركها بطولة مسلسل "رانيا وسكينة" من تأليف محمد صلاح العزب وإخراج شيرين عادل. وفي السياق نفسه نجد عملاً آخر من الفصيلة ذاتها يجمع بين فيفي عبده وشيرين رضا بعنوان "شغل عالي".
وبعد غياب، عاد الفنان مصطفى شعبان للكوميديا من خلال مسلسل "دايماً عامر" واتخذ من مشاكل التعليم محوراً له. وعاد الفنان أكرم حسني بعد أن استوعب درس فشل مسلسله مع أحمد فهمي "رجالة البيت" ليحاول مصالحة جمهوره والتأكيد على أن نجاحاته السابقة وبالأخص في مسلسل "الوصية" رفقة أحمد أمين لم تكن بمحض الصدفة؛ ويخوض التحدي بعمل يحمل اسم "مكتوب عليا" وأصداؤه لحدود اللحظة إيجابية ويحسب له اختيار فكرة جديدة والتغريد خارج السرب عكس العديد من الأعمال الكوميدية الأخرى السالفة الذكر.

ولعل المسلسل الذي خلق الحدث مجدداً بعد غياب لسنوات ويحظى بمتابعة كبيرة سواء محلياً أو عربياً والحديث هنا عن مسلسل "الكبير أوي" في جزئه السادس  للفنان أحمد مكي الذي واصل الرهان على أغلب الأسماء التقليدية مثل بيومي فؤاد ومحمد سلام وهشام إسماعيل وحسين حجاج واستطاع تجاوز "مطب" كبير يكمن في انسحاب دنيا سمير غانم وشخصيتها "هدية"، بل تعويضها باكتشاف جديد خلط كل الأوراق وهي الفنانة رحمة أحمد في دور "مربوحة" ليؤكد مجدداً تفرده وحفاظه على خصوصيته التي تميزه عن الجميع وسنعود في مقال خاص بالعمل لاحقاً.

الكبير أوي كوميديا
الكبير أوي مواقع التواصل الاجتماعي

ومن المفاجآت السارة التي أفرزها الموسم الرمضاني الحالي في شقه الكوميدي عودة الفنان أيمن زيدان أيضاً لهذا النوع الذي أبدع فيه لعقود طويلة من خلال مسلسلات لا تنسى على غرار "جميل وهناء" و"يوميات مدير عام" وغيرهما من التجارب التي حفظها المشاهد العربي عن ظهر قلب.

ويحمل العمل اسم "الفرسان الثلاثة " وهو من تأليف محمود الجعفوري وإخراج الشاب علي المؤذن، ويشارك في بطولته جرجس جبارة وجمال العلي وشكران مرتجي، إلى جانب أسماء شابة مثل همام أيمن رضا وجيانا عنيد وآخرين في توليفة تجمع المخضرمين بجيل الشباب؛ رغم أن توقيت عرض المسلسل عبر التلفزيون السوري الذي أشرف على إنتاجه كان "مستفزاً" للجميع بما فيه صناعه الذين استغربوا لطريقة اختياره؛ لكن الحلقات الأولى تبدو مبشرة للغاية رغم كل ما سبق من عراقيل.

الخلاصة أن الكوميديا ورغم الشعار العريض الذي يتسيد المشهد اليوم ومفاده غياب الحس الإبداعي إلا أنها تظل "الملجأ" الدائم للفنانين حين يشعرون "بالخطر"؛ فهل هذا الأمر "استسهال" أم قناعة راسخة بأنها الحل السحري لتحقيق النجاح والوصفة الأقرب لنيل ود المشاهد؟ 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عادل العوفي
كاتب وصحفي مغربي
درستُ الإعلام والصحافة، وعملتُ بالعديد من المنابر العربية مثل: القدس العربي ورأي اليوم اللندنيتين، وصحيفة المسار بسلطنة عمان، وغيرها، بالإضافة إلى كتابة مقالات رأي في منابر أخرى. عملت مُعدّاً، ومقدم برامج تلفزيونية، وكاتب سيناريو، وآخر أعمالي في هذا المجال مسلسل "عائلة بوخالد" في قطر
تحميل المزيد