صرح الألماني توماس توخيل، مدرب فريق تشيلسي: يوم الخميس الماضي بعد الفوز بمباراة نوريتش سيتي بالدوري الإنجليزي: "طالما لدينا عدد كافٍ من القمصان وحافلة تنقلنا إلى المباريات، سنلعب وسننافس."
تبع التصريح الجريء قراء جريء من الحكومة البريطانية بوقف الحسابات البنكية والبطاقات الائتمانية لنادي تشيلسي، وأشارت تقارير صحفية إلى أن بذلك القرار الفريق لن يكون بمقدور النادي حتى شراء الوقود لحافلات الفريق أو صرف رواتب اللاعبين والمدربين والعاملين بالنادي.
المستهدف من هذا القرار بالأساس هو رجل الأعمال الروسي وصديق بوتين، رومان أبراموفيتش، الذي قامت الحكومة البريطانية بتجميد كافة أصوله وحساباته داخل بريطانيا.
إن كان سبب قرارات الحكومة البريطانية هو ضرب أحد أعمدة نظام الرئيس الروسي وحرمانه من قوة اقتصادية هائلة، فما ذنب "البلوز"، ولماذا تقع العقوبات على مشجعي ومحبي الفريق الذي صار مستقبله غامضاً.
الحقيقة أن التعجب من قرارات الحكومة وطريقة تعاملها مع نادي تشيلسي لا يثير استغرابي. لطالما كان الاتحاد الانجليزي منحازاً ضد تشيلسي، وذكر ذلك علانية مدرب الفريق السابق البرتغالي جوزيه مورينيو بتصريحه: "دائماً هناك مؤامرات لإسقاط تشيلسي من الاتحاد الإنجليزى، وعندما أعتزل التدريب سأعمل في الإعلام للدفاع عن تشيلسي فقط".
خسارة تشيلسي لأربع نهائيات محلية من أصل آخر خمسة لعبها وفوز الفريق بالنهائيات الأوروبية ليس محض صدفة وإنما سبب ذلك تعنت التحكيم والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ضد تشيلسي والتحيز لبعض الفرق الأخرى.
فقط استغلت الحكومة البريطانية والاتحاد الإنجليزي فرصة الأحداث الراهنة لذبح تشيلسي ورموا بعرض الحائط كل شعاراتهم وتصريحاتهم بفصل السياسة عن الرياضة.
شظايا الحرب ضربت تشيلسي في مقتل
تصريح توماس توخيل المذكور أعلاه بعد مباراة "نوريتش سيتي" وكذا تصريحه الأخير بأنه على استعداد لقيادة حافلة "7 راكب" لإيصال اللاعبين لملعب المباراة والمنافسة بجدية ليست تصريحات استهلاكية أو كلمات عابرة.. فبطل أوروبا وجد نفسه حبيس الصراعات السياسية التي طالما صدعوا رؤوسنا بأنها لا يجب أن تتداخل مع الرياضة.
وهم أنفسهم من وقعوا عقوبات ووجهوا تحذيرات لكل من نطق أو أيَّد أي قضية عادلة لكن "غير أوروبية".
وآخر من تضرر من ازدواجية معاييرهم كان الألماني من أصول تركية مسعود أوزيل لاعب فنربخشة التركي حاليًا وأرسنال السابق الذي كتب بضعة سطور عن الأهوال التي يعيشها مسلمو الإيغور على يد النظام الصيني، فأوقفه نادي أرسنال وخرج ببيان مفاده أن سياسة النادي هي عدم إقحام السياسة بالرياضة، لكن هو نفس النادي الذي يرفع علم أوكرانيا ويدعمها ببيانات رسمية ويقاطع كل ما هو روسي.
الآن يتحول تشيلسي من "وحش كاسر" إلى فريق لا سند له، تنهال عليه الضربات وقرارات وتهديدات الكارهين، شظايا الحرب أصابت "البلوز" في مقتل.
وجد النادي نفسه بين ليلة وضحاها وسط صحراء قاحلة، ما يجب على أرباب كرة القدم والرياضة بشكل عام التحرك والتحدث فوراً من أجل فصل كرة القدم، والتي يستمتع بها القاصي والداني، الفقير قبل الغني، عن أفاعي السياسة وبراثن الحرب والمنتفعين.
دائمًا ما يُقال "تشيلسي نادي الدراما والبطولات" من عام تأسيس النادي 1905 وتحديداً منذ 2003 وحتى وقتنا هذا، في كل جولة وكل مباراة وفي كل موسم يعيش هذا النادي وجماهيره قصة وقضية وإثارة درامية.
ختامًا، تلك بلادكم وتلك معاييركم وأولئك مواطنوكم لم يطلب أحد أن تتعاطفوا أو تؤيدوا أي مسلم ولا يحتاج المسلم بعد ربه إلى دعم من أحد، فقط اعترفوا بازدواجية معاييركم واعوجاج ميزانكم.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.