كان للهجوم على أوكرانيا تأثير على نواحٍ عديدة، ومنها مبيعات الأدوية في فنلندا، فمن خلال عملي بإحدى الصيدليات في فنلندا لاحظت ارتفاع الطلب بشكل كبير على شراء حبوب اليود وتخزينها من قِبل الفنلنديين، والسبب يرجع إلى تخوّف المواطنين في فنلندا من استخدام روسيا أسلحةً نوويةً، والتي تُسبب الإشعاعات الناتجة عنها الكثير من الأضرار للجسم، وأبرزها الإصابة بمرض السرطان.
فما علاقة حبوب اليود بالأسلحة النووية؟ دعوني أشرح الأمر بشكل بسيط
في حالة حصول أي انفجار نووي أو أي نوع من الحوادث التي تؤدي إلى انبعاث اليود المشع في الهواء، فإن هذا اليود المشع والعالي الطاقة سوف ينتقل للجسم عبر التنفس، ليقوم الجسم بتخزينه وتجميعه في الغدة الدرقية، مؤدياً لسرطانات وأمراض عديدة مرتبطة بالغدة الدرقية.
في هذه الحالة كيف تعالج حبوب اليود؟
حبوب اليود الموجودة في الصيدليات (يوديد البوتاسيوم KI)، والتي تكون بتركيز ١٥٠مغ تحتوي على اليود غير المشع، وعند التعرض للإشعاعات فإن الجسم يخزنه في الغدة الدرقية، ما يقلل فرصة اختزان اليود المشع والضار في الجسم، حيث إن اليود من العناصر الأساسية التي تساعد الغدة على العمل بشكل سليم داخل الجسم.
عند التعرُّض للإشعاعات -لا قدر الله- يجب أن يتم تناول هذه الحبوب مباشرة، حيث إن التأخر يقلل من قدرة الجسم من امتصاص اليومد غير المشع، وحماية الجسم من الآثار الناتجة عن هذه الإشعاعات.
ويعتبر الأطفال والنساء الحوامل من الفئات المهم حصولهم على حبوب اليود؛ كون الأطفال والأجنة هم الأكثر حساسية للتأثر بهذه الإشعاعات.
إن حبوب اليود بجرعة 130 مغ تحمي الغدة الدرقية من الإشعاعات النووية، وفي حال حصول أي انفجار نووي سوف يكون من الصعب مغادرة المنازل، لذلك من المهم شراؤها وتخزينها في المنزل، أو ربما تقوم السلطات الرسمية بتوزيعها على المواطنين.
مع العلم أن اليود بجرعة 130 مغ هو أضعاف جرعة اليود الذي يوصي به الأطباء في الحالات المرضية العادية، والتي تبلغ 150 ميكروغراماً يومياً.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن اليود يتضارب مع بعض الأدوية الأخرى، وهي الليثيوم lithium، والأميودارون amiodarone، وقد يسبب أضراراً تلحق بالجهاز الهضمي والمناعي والدرقي؛ لذلك يجب أخذه فقط عند الحاجة الضرورية بإذن من السلطات، ولا يجب تناوله في حال وجود أمراض في الغدة الدرقية أو في حال تم استئصالها.
إجراءات احترازية من الجيد معرفتها في حال حصول إشعاع نووي
1- أثناء ذهابك للاحتماء في أي بناء قم بتغطية أنفك وفمك بأي قطعه قماش، مع محاولة الحفاظ على عينيك مغلقتين للتقليل من فرصة دخول الإشعاعات داخل جسمك عبر المجاري التنفسية
2- اذهب لأقرب مبنى واحتمِ داخله إذا كنت في الخارج، وأفضل مكان سوف يكون القبو.
3- إذا كنت قرب محطة مترو أنفاق فاحتمِ في أسفلها، كونها توفر حماية جيدة من الإشعاعات.
4- بعد وصولك للبيت أو لمكان آمن قم بخلع الملابس برفق، واحتفظ بها في كيس مغلق، كي تحمي نفسك من الملابس الملوثة بالإشعاعات.
5- إذا كنت في منزلك احتمِ داخل غرفة منعزلة بعيداً عن أي منافذ تهوية، والتي لا تسمح بدخول الإشعاعات مع الهواء للداخل.
6- اغسل وجهك أو أي أجزاء ظاهرة من جسمك عندما كنت في الخارج مع تجنب خدش جلدك، لأنك لا تريد أن تدخل الإشعاعات للدورة الدموية.
7- يمكنك أيضاً الاستحمام بالشامبو وتجنب الكوندشنر (البلسم).
8- تجنّب الذهاب للسطح الخارجي لأي مبانٍ؛ كون الأشعة تتجمع هناك بكثرة.
9- ابقَ في مكان مغلق لمدة لا تقل عن 24 ساعة.
10- اتبع إرشادات السلطات عبر الراديو.
لا قدر الله، في حال تعرضك لتسمم بالإشعاعات النووية قد تتعرض لعدد من الأعراض، منها: فقدان الشهية، الشعور بالدوار والتقيؤ، فقدان الوعي أو الإسهال.
هذا النوع من الأعراض قد تشعر به بعد مرور بضع ساعات من التعرض، وبسبب طاقة الإشعاعات العالية قد يتأثر الجلد على شكل جفاف والتهابات جلدية أو حتى تساقط الشعر.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.