أن توهب طفلاً صغيراً هي أعظم العطايا في الحياة، وعلى قدر تلك الأهمية تأتي المسؤولية، فلا يكفي أن توفر له المسكن والمأكل والمشرب، فهذه مهمة نعم، لكن الرعاية تحتاج منك مهاماً مختلفة، أن تعرف كيف تربي طفلك والطرق المناسبة له، ما هي مواهبه وكيف تكتشفها وتنميها، مم تحذر، وكيف تجعل من موهبته مجالاً لعمله المستقبلي؟ كل هذا وأكثر سنعرفه معاً في مقالنا الحالي.
ما هي الموهبة؟
الموهبة هي سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف، والموهوب هو الفرد الذي يملك استعداداً فطرياً وتصقله البيئة الملائمة، لذا تظهر الموهبة في الغالب في مجال محدد مثل الشعر أو الموسيقى أو الرسم وغيرها. وقد يكون الموهوب ذا قدرات معرفية متواضعة وقيّمة وقدرات أخرى قد تكون فائقة.
خصائص الطفل الموهوب
يتميز الطفل الموهوب عن الطفل العادي بعدة خصائص مميزة هي كالآتي:
الخصائص الجسدية: قد يتميز الطفل الموهوب بجسد قوي من الناحية الصحية، ويكون ذا نمو عالٍ في الشكل العام له أي الجسماني، وقد لا يكون كذلك مع تمتعه بموهبة فذة، وحينها يكون من الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
الخصائص العقلية: يكون الطفل أكثر تميزاً عن الأطفال الآخرين وذلك كون موهبته في عقله، حيث يتميز بحبه للمعرفة في كل شيء، بقوة الذاكرة، ويكون سريع الاستيعاب للأشياء، ويميل إلى اللعب الذي يحتاج إلى العقل مثل البازيل، كما يستطيع تعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة، ويستطيع تجميع كلمات كثيرة ويستخدمها في سن مبكرة للتعبير عما يريد وما يمر به من مشاعر.
الخصائص النفسية والاجتماعية: قد تراها في استطاعة الطفل الموهوب تكوين علاقات اجتماعية مع محيطه، والتكيف مع البيئة المحيطة به، فقد يتميز بالذكاء الاجتماعي، وقدرته على الاندماج مع الآخرين، ولكن بالحفاظ على شخصيته مستقلة، وفي أحيان أخرى قد يكون انطوائياً حتى، لكن له عالمه الخاص، وهي عقبة سنعرفكم لاحقاً كيفية التعامل معها. كما يتمتع بشخصية قيادية مع الأهل والأصدقاء، ويفضل تكوين صداقات مع الأكبر منه سناً حتى يستطيع الاندماج عقلياً معهم.
الموهبة والذكاء
الموهبة جزء من الذكاء ويدل عليها، وفقاً لنظرية جاردنر للذكاءات المتعددة.
هل الموهبة تشترط التفوق الدراسي؟
اختلف العلماء في هذه النقطة، فهناك من يرى أن الاثنين واحد ويمكن معرفتهما باختبار الذكاء، وفريق آخر يرى أن الموهبة منفصلة عن التفوق، لأن ليس كل موهوب متفوق دراسياً، ولكن يمكن أن نقول إن كل متفوق دراسياً يمكن أن يكون موهوباً.
متى تظهر الموهبة على الطفل؟
الموهبة هي الاستعداد الفطري لدى الإنسان وبالتالي يظهر الفرق بين إنسان وآخر بسبب ذلك الاستعداد، وغالباً تكون الأم هي أول شخص يلاحظ استعداد طفلها للتفوق في ناحية معينة بسبب احتكاكها الدائم به، ويمكن أن يظهر ذلك في سن الطفولة المبكرة، وفي عمر ما قبل المدرسة بالتحديد حيث يصبح التعلم في الصغر مثل النقش على الحجر، أي أن اكتشاف للموهبة في سن صغيرة يعني أنها ستنمو بطريقة صحيحة.
وعندما أجريت الدراسات التي اهتمت بنسبة المبدعين، وجدت أن الأطفال من سن الولادة حتى الـ5 تصل إلى 90% أكثر إبداعاً حتى يصل هؤلاء الأطفال إلى سن الـ7 فتقل تلك النسبة لتصل إلى 10% وحتى يصلوا إلى سن الـ8 تقل نسبة الموهبة جداً حتى تصل إلى 0,2% منهم، ذلك إذا لم يهتم الأهل بتنمية هذه الموهبة، وهذا يؤكد على أن الموهبة تظهر عند الطفل ما بين عامه الأول إلى الـ6 سنوات.
لكن لا توجد إجابة نموذجية عن هذا السؤال، الإجابة الصحيحة لدى كل من الأب والأم، أنتما من تملكان اكتشاف مواطن تميز الصغير، فدور الوالدين لا يقف عند حدود الطعام والشراب والتعليم والعناية والنظافة، بل يمتد إلى اكتشاف مواهبه ومهاراته ومواطن تميزه.
والخبر الجيد أن القطار لا يفوت أبداً، إن كان صغيرك قد تخطى الخامسة من عمره ولم تعثر بصحبته بعد على موطن موهبته، فالفرصة لم تمضِ، على العكس، مزيد من الوقت قد يعني مزيداً من الوضوح للموهبة. التعلم واكتساب المهارات مسألة تستمر على مدار العمر، لكن هذا لا يعني أن نتأخر؛ كلما استطعت البدء في عمر مبكر كان ذلك سبباً يشكرك عليه أبناؤك في المستقبل.
من أين تأتي الموهبة؟
الموهبة تنبع من داخل الطفل، ولا تأتي من خارجه، هذا يعني أن تشجيع الطفل على تبني اهتمامات معينة بدعوى تنمية موهبتهم قد يأتي بنتائج عكسية.
اكتشاف موهبة الطفل تبدأ من تركه حراً، يستكشف ما يريد دون أي توجيه بأي شكل ودون أي تلقين مسبق. الموهبة الحقيقية تظهر في لحظة حرية تامة يختار خلالها الطفل ما يحب فعلاً.
إذن الموهبة فطرية ولكن بالتعلم والتنمية يكتسب المهارة في الموهبة.
ما هي مجالات موهبة الطفل؟
القدرات العقلية: القدرة على تخزين واسترجاع المعلومات العامة والقدرة اللغوية والفصاحة في الحديث.
القدرة الأكاديمية: قدرات عالية في اختبارات التحصيل الدراسي في الرياضيات أو اللغة.
القدرة القيادية: القدرة على حل المشكلات وتحمل المسؤوليات والتفاوض وتوجيه الآخرين وسياستهم مع ارتفاع مستوى الثقة بالنفس.
القدرة الإبداعية والابتكارية: القدرة على إنتاج العديد من الأفكار المميزة أو تجميع العناصر التي تبدو متنافرة وربطها مع بعضها البعض.
المهارات الفنية أو الأدائية: تشمل هذه المواهب الخاصة في مختلف الفنون كالرسم والأدب والخطابة والشعر وغيرها.
القدرات الحركية والبدنية: وتشمل القدرات على الصعيد الرياضي والحركي.
ولكن نؤكد أن الموهبة لا تتمثل فقط في الغناء أو الرسم، بل من الممكن أن يكون طفلك موهوباً في الطبخ، أو حب القراءة وفهم محتوى الكتب، أو التميز الدراسي، أو فصاحة الكلام ونبوغ العقل، أو القدرة على استرجاع المعلومات والحفظ بسرعة وغيرها الكثير من الأفعال التي تثير الدهشة.
ما أهمية اكتشاف الموهبة مبكراً؟
يتساءل الكثير من الأهل والناس في المجتمع لماذا هذا الاهتمام الكبير باكتشاف مواهب الأطفال وتنميتها والأولى هو لقمة العيش؟
فنقول إن الأطفال هم عماد نهضة هذا المجتمع وتقدمه وازدهاره فيجب أن نساعدهم على اكتشاف مواطن قوته حتى يعود ذلك بالنفع على الجميع، فلن يدرك الأطفال أبداً الخيارات الأنسب عند اختيار الهوايات والأنشطة التي يجب أن يسعوا إلى تحقيقها إذا لم يتلقوا المساعدة مطلقاً من خلال تقديم خيارات مختلفة وتشجيعهم على مواصلة التعلم والمحاولة بجد.
فإنك ستساعدهم على معرفة الشخص الذي من المفترض أن يكونوا عليه، والشيء الذي يمكن أن يمثل شغفهم طوال حياتهم. وفي الواقع، لن تساعدهم على اكتشاف الأنشطة الضرورية بالنسبة لهم ومواهبهم الطبيعية فقط، وإنما ستساعدهم أيضاً على بناء ثقتهم وتعزيز احترامهم لذواتهم.
سيحمي ذلك أطفالك من أن يُجبروا على فعل شيء لا يتقنونه أو لا يهتمون به، وسيساعدهم على اكتشاف ما قد يرغبون في تحقيقه في حياتهم. يمكن لهذه العادات البسيطة أن تغير مسار حياة طفلك نحو الأفضل، وباتباع هذه العادات، ستجنبهم مشقة البحث عن مواهبهم واهتماماتهم لاحقاً، والتركيز فقط على تنمية الموهبة بالعمل لاكتساب عادات ومعارف تحولها لمهارة ومجال عمل مبدع.
كيف تكتشف موهبة طفلك؟
إذا أردت معرفة شخص ما عليك التقرب منه، وملاحظته لمعرفة ما يحب المشاركة فيه، ومن خلال المشاركة تتكشف لك مكنونات ذلك الشخص، وبالتالي تعرف بعض مداخله وكيف تتعامل معها، وهذا بالضبط ما ستفعله مع طفلك، وبالتفكير في أكثر شيء يحبه الطفل ويهوى عمله هو بالتأكيد "اللعب"، فإذا أردت دخول عالمه، إليك المفتاح.
فكلما أمضيتَ وقتاً نوعياً باللعب مع طفلك؛ سيكون لديك فرصة أكبر لتعرفه عن كثب، فطريقة لعبه، ونوعية أسئلته، وألعابه المفضلة؛ كل تلك مؤشرات قد تدل المربي على ميول طفله وبوادر أي موهبة لديه، وبعدها يبدأ في تطوير ما انجذب إليه الطفل ويشجعه ويساعده لينهج الطريق الصحيح دون ضغط ولا إجبار أو إسقاط لرغباتنا الشخصية على مساحته الخاصة.
ومن المهم أيضاً أن تكون البيئة المحيطة بالطفل مفعمة بالتجارب والأنشطة الثرية والمتنوعة؛ فكلما تعددت الخبرات ونوعية الألعاب؛ ساعد ذلك على تعريض الطفل لكواشف أكثر للخبايا التي أودعها الله بداخله، والبيئة لها دور هام في المساعدة على ظهور أو كمون تلك المواهب.
خطوات اكتشاف الموهبة
طالما كرر أساتذتنا على مسامعنا نفس العبارة في كل مرة درسنا فيها عن الموهبة، وهي أن أول خطوة للكشف عن الموهبة ومساعدة الموهوب هي خلق بيئة آمنة داعمة لمساعدة الطفل على التفوق في جميع مجالات حياته، وتشجيعه على القيام بأي شيء على نحو صحيح، حتى يظهر انجذاب معين لناحية ما.
وعلى الوالدين بعد ملاحظة اهتماماته توجيهه إلى الطريقة الصحيحة، بتعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل وقدرته على أن يصبح أكثر دراية بموهبته وأكثر مهارة، تنمية مواهبه من خلال عمل الأنشطة المختلفة التي تناسب اهتماماته، وربط موهبته بالنشاط المناسب لها لتطويرها، زيادة فرص النجاح؛ وذلك من خلال التركيز على الموهبة الحقيقية للطفل حتى لا يضيع وقته في التنقل بين الأنشطة المختلفة من سن الطفولة وحتى الجامعة، لأن ذلك يساعده كثيراً في اختيار حياته المهنية حين يكبر.
بالإضافة إلى اعتبار الطفل أكبر استثمار للوالدين وذلك من خلال مشاركته في أنشطة مختلفة، والاستمرار في اكتشاف جميع المهارات الموجودة لديه، وإعطائه الخيارات المختلفة لممارسة هواياته واهتماماته، وعدم إجباره على ممارسة هواية ما، ودعمه بشتى السبل، والتأهيل النفسي والأسري والمعرفي وتلقي مساعدات المختصين لمعرفة طبيعة شخصية الطفل وطرق مساعدته.
معوقات اكتشاف الموهبة
كما تسعى الكثير من الأسر لمعرفة مواهب أطفالهم وتنميتها ويبحثون ويتعلمون الطرق الصحيحة لذلك ويطبقونها، فإن هناك الكثير منهم لا يعلمون كيف يبدؤون، أو من أين يبدؤون، أو أنهم قد بدأوا بالفعل لكنهم لم يعرفوا سبب المعوقات التي حدثت ومنعتهم من استمرار رحلتهم في الكشف عن مواهب أطفالهم.
ودورنا التربوي في هذا المقال يحتم علينا مساعدتكم بطرح بعض الأسئلة التي تأخذكم للتفكير الصحيح وإعادة ضبط البوصلة، فأخبرني كيف يمكن أن نتعرف على موهبة طفل يُمضي ثلثي وقته بين جهاز وشاشة فلا يلعب إلا نادراً؟ وإن لعب فيكون نشاطاً شبه متكرر يومياً، فلا يجرب الجديد، ولا يكتشف محيطه؛ خوفاً عليه من السقوط، أو التخريب، أو الحماية الزائدة، أو بسبب قلة اهتمام الوالدين أو انشغالهم.
وكيف يمكن أن تستوعب موهبة طفل وقد حصرت معاني التميز في الجانب الدراسي والأكاديمي فقط؟ وما شذ عنه فهو مغفل وغير معترف به على نطاق الوالدين وحتى المدرسة أحياناً!
وكيف يمكن أن نتعرف على جوانب قوة في طفل ينظر له دائماً بأنه أقل من أخيه مثلاً! وكيف تظهر موهبة طفل لا يشعر بالحب من المقربين له وأن ما يفعله دوما غير كافٍ وينقصه شيء ما دائماً؟
كيف تظهر موهبة طفل في مجاله الذي يحبه ويهواه وأنت تجبره على هواية أخرى تحبها وتريدها أنت؟ وتجبره على الالتزام بالتدرب عليها دون مراعاة احتياجاته ونفسيته وما يريد هو لا أنت! كيف يبدع طفل وهو مسلوب الإرادة لا يشعر بالحرية ولا حق الاختيار والتقرير! كيف يبدع طفل منهزم نفسياً؟!
هذه فقط بعض الأسئلة التي إن أكملنا سردها لن تنتهي ولكن عليها قِس وتعلم، وتذكر أن العبارات السلبية تدمر الطفل، نظرتك الدونية لموهبته وأنه ليس العالِم الفذ وأن الموهبة تضييع وقت، وعدم احترامه ومواهبه يدمره، نفسية الطفل أعقد مما تتخيل، وبحرمانك له من موهبته تزرع بداخله غضباً يجعله يعاقبك ونفسه وكل من حوله بطرق لا تتخيلها.
طرق الكشف عن الموهبة لدى الأطفال
في رحلتك هذه ستحتاج إلى أدوات لابد منها للوصول، وهي الحب، الحرية، الحوار، الخطأ الجميل، وحاول مرة أخرى. هذه الأدوات الخمس الأساسية التي سنذكر تفصيلها، إضافة لأدوات أخرى فرعية تساعدك في الوصول.
الحب: يكون غير مشروط فلا موهبة مع حرمان من الحب، كرر على مسامعه أحبك، حتى وأنت مخطئ، حتى وأنت تعاقبه أخبره بأنك تحبه بالرغم من الخطأ، ولا تقل له افعل كذا لأحبك، فليكن حبك غير قابل للمساومة ودون شرط أو قيد إطلاقاً.
الحرية: أعط طفلك حرية غير مطلقة ولا مقيدة، لتكن حرية مسؤولة منظمة تربوياً، فالطفل ليسَ كما يعتقد الكثيرون عجينة تشكلها كيفما شئت، وإنما هو كيان مستقل ومتفرد بميوله ومواهبه واحتياجاته وقدراته وطاقاته، وأنت فقط مجرد راعٍ مسؤول لطفلك ولموهبته وتساعده على ظهورها وتنميتها، مساعداً محفزاً فعالاً، يوازن بين احترام رغبته وبين إشعاره الدائم بالمسؤولية.
الحوار: تحدث معه، استمع له، امنحه فرصة الكلام حتى إن لم يعجبك فستكتشف خياله وتدخل عالمه وتعرف كيف وفيما يفكر، لا تعط تعليمات طوال الوقت وإنما اطرح أسئلة، اسمع، حلل، لكي تفهم الشخصية بميولها ومواهبها.
الخطأ الجميل: ليست كل الأخطاء سيئة، فمن أخطائنا نتعلم ونرتقي ولهذا خلقنا، فعلّمه أنه حتى الخطأ فرصة مثمرة لاكتشاف الموهبة، ووجهه إلى الطريق الصحيح، ولا تعاقبه عندما يعترف بخطئه واعلم أن الكذب ينبع من الخوف ولا نريد طفلاً خائفاً، فالأمان يطلق الموهبة، والفشل ليس كذباً، وإنما خيال واسع يحتاج إلى توجيه ورعاية، وكرر على مسامعه أن الخطأ بداية الصواب ولا يعني أنه غير موهوب، ولكنه يحتاج للوقت وبذل الجهد فقط.
حاول مرة أخرى: راقبه وهو يلعب وانسَ نفسك وطموحاتك الشخصية قليلاً قبل أن تحقق فيه أحلامك، وإنما ساعده لتحقيق أحلامه ومواهبه هو فقط، لا تشعره بأنه حاول وفشل وانتهى الأمر إن أخطأ، وإنما علمه أن يحاول مرة أخرى في مجال آخر، وأنّ النجاح غير مقترن بعدد معين للمحاولات، نحاول حتى نصل للهدف.
كرر بعبارات تأكيدية: أنت لم تفشل عزيزي وإنما لم تجد شغفك بعد، لكنك ناجح في البحث والمحاولة، وهذا يكسبك خبرة ومعرفة كبيرة.
إضافة لتلك الأدوات الخمس الرئيسية لديك أدوات أخرى مهمة وهي:
الاختبار: يمكنك أن تجري اختبار ذكاء لطفلك بواسطة متخصص، ومن خلاله ستتعرف على نقاط القوة، والضعف لدى طفلك، فاختبار الذكاء يكشف عن المجال الذي يتفوق فيه.
تواصل مع معلمه: اسأل المعلم عن اهتمامات وسلوكيات طفلك أثناء اليوم الدراسي وعن ملاحظاته فهذا يساعدك على التعرف على مواهبه بشكل أسرع حين يتعاون كل من المنزل والمدرسة معاً ويكونان حلقة وصل من أجل التنمية فيما بعد.
ارجع خطوة للخلف: تقبل أن تمر على طفلك لحظات إحباط وملل ولا يريد أن يُكمل في هذا النشاط، فممكن أن يكون لا يثير فضوله ولا اهتمامه، أما إذا كان كسولاً ولا يريد تحمل المسؤولية، فعليك أن تدفعه بقدر الإمكان وتضع محفزات ومكافآت للاستمرار، وإذا كان لا يستطيع تحمل المسؤولية، فارجع خطوة للخلف وضع له قواعد وقائمة حرمان وقائمة محفزات.
الموهبة أقرب إليك مما تتخيل: قد تكون موهبة طفلك في تلك الشاشات التي تبعد طفلك عنها وأنت لا تدري، هذا لا يعنى أنه يحتاج لتقييد وقت استخدامها، هنا يجب عدم المنع المطلق وإنما تقييد الاستخدام مع الدعم والرعاية والتنمية فربما ميوله البرمجة فيلتحق بدورات تعلم للصغار.
اضبط بوصلتك: الأطفال ليس لديهم خبرة في التعامل مع كل المشاعر والمواقف ودائماً يحتاج أن توجهه إلى الطريق الصحيح، وإلى كيفية التعامل مع مشاعر الإحباط والملل حتى يتخطاها ويبدأ من جديد، ويحتاجك لتكون بوصلة سلوكه مضبوطة، فالأطفال يكتسبون السلوك الاحترافي في مواهبهم عندما يلاحظون سلوك مدربهم، فيتعلمون منهم حركات لم يتعلموها في التدريب العام، لذلك إذا كنت تمتلك نفس موهبة طفلك، أو تعرف شخصاً ذا خبرة اسمح له بملاحظاته والتعلم منه.
البيئة النفسية للطفل: الجو النفسي للطفل من العوامل المهمة التي تساعده على تطوير نفسه والاستمرار، فلا يستطيع الطفل أن يطور من نفسه والأسرة مفككة وبها خلافات كثيرة، وذهنه مشتت بسبب عدم الشعور بالأمان، لذلك اخلق جواً هادئاً أسرياً يسوده الأمن والأمان، فالانتقاد والإهانة وعدم التقبل أساليب تعوق تطور الطفل في جميع جوانب الحياة ليس موهبته فقط.
ثق بأن طفلك مختلف: ودع تلك الثقة تتملكه أيضاً، ولا تشاركه اللعب فقط؛ اجعل محيطه المنزلي جاذباً وعاملاً مساعداً لإطلاق المواهب ومحفزاً للإبداع لا لتدميرها وطمسها، ولا تنسَ أن تثقف نفسك بأنواع الذكاءات وطرق اللعب، وسبل تقصي المواهب وأصناف الشخصيات؛ حتى تلاحظ طفلك على بصيرة وتكون أول من يأخذ بيده نحو الكفاءة والازدهار.
ليس سهلاً لكنه يستحق: اكتشاف الموهبة ليست أمراً طبيعياً نولد به ويتطور مع الوقت، الموهبة بذرة إما ترعاها فتنمو، وإما تضمحل فتختفي. الفيصل في المجهود والمثابرة اللازمة للتطوير والعناية، كلمة السر في المرونة مع عدم الاستسلام أبداً، عليك دائماً أن تكون منفتحاً على أفكار طفلك وتطلعاته.
الصبر والاستمرارية: السعي لاكتشاف المواهب يحتاج لصبر مضنٍ والحرص على المداومة والممارسة في السعي، وبعدما نكتشفها حتى تنميتها والنبوغ فيها، لذا اجعل هدفك واضحاً ليهون عليك مشاق الطريق.
إلى هنا تحدثنا عن اكتشاف موهبة طفلك بالتفصيل، وانتظرنا في المقال التالي إن شاء الله، لتعرف كيف تنمي تلك الموهبة بأفضل شكل ممكن.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.