شاهدت مؤخراً مسلسل maid "الخادمة" الذي يُعرض على شبكة نتيفلكس، الذي يحكي عن أم شابة تفر من علاقة مسيئة لتجد نفسها في وظيفة تنظيف المنازل بينما تكافح من أجل إعالة طفلها وبناء مستقبل أفضل له.
قصة المسلسل حقيقية وتناقش قضية العنف المنزلي، ومأخوذ عن مذكرات حققت أعلى مبيعات في أمريكا وتحمل نفس الاسم للكاتبة وصاحبة القصة الحقيقية اسمها ستيفانى لاند.
المسلسل يستحق حقاً المشاهدة، وقد شجعني على كتابة هذا المقال الذي سأناقش فيه تسع حقائق نتعملها عن العنف الزوجي يجب أن يكون المجتمع والنساء على وجه الخصوص على معرفة بها:
تحذير: هناك بعض التفاصيل تحوي حرقاً لأحداث المسلسل
أولاً: "شريك البطلة "أليكس" لم يضربها، لكنه ضرب بقبضته فوق رأسها فحطم الحائط الخشبي، ورمى بمحاذاتها إبريقاً زجاجياً فتهشم الإبريق على الجدار".
ليس بالضرورة أن تتعرض المرأة للعنف الجسدي المباشر حتى نعتبرها ضحية عنف زوجي، يكفي فقط شعورها بالتهديد من التعامل العنيف، حتى لو لم يكن في جسدها كدمة واحدة، لا يجب أن تنتظر المرأة حتى يتحول التهديد إلى حقيقة!
ثانياً: "شون كان يصرخ في وجه أليكس، ويصفها بالمجنونة، ويحطم معنوياتها":
إن العنف الجسدي ليس الشكل الوحيد للعنف، فالعنف النفسي والعاطفي لا يقل أثره عن الجسدي، وإن كان يصعب إثباته.
ثالثاً: "عادت أليكس إلى زوجها، بعد فشل محاولتها الأولى للخروج من العلاقة":
قد تحتاج المرأة سبع محاولات حتى تتمكن أخيرا من الخروج من علاقة عنيفة، إذا لجأت إليكَ امرأة معنفة ثم عادت لزوجها، فأخبرها أن بوسعها دوما اللجوء إليك مرة أخرى، فإن الخروج من العلاقات العنيفة يتطلب عدة محاولات.
رابعاً: "عادت أليكس لشريكها في لحظة ضعف عاطفي انتهى بهما إلى السرير":
إن أكثر أسباب عودة النساء لشريك يعنفهن هو الابتزاز العاطفي، والضعف في اللحظات الحميمة.
خامساً: "بدا وكأن شون قد تغير فعلاً ليقنع أليكس بالعودة له، حيث أقلع عن الشرب، وأصبح لطيفاً وداعماً لها في عملها، وعندما رجعت له سرعان ما عاد هو إلى طبيعته العنيفة بعد أول شجار بينهما":
لا يتغير الرجل العنيف أبداً، حتى لو أوهم زوجته أو نفسه بذلك.
سادساً: "كان والد أليكس شاهداً على تعامل زوجها معها، ومع ذلك رفض أن يشهد أمام القضاء بذلك؛ لأنه نفسه كان زوجاً عنيفاً مع أمها":
قد لا يستطيع رجال العائلة التعاطف مع العنف الذي تتعرض له ابنتهم، عندما يكونون هم أيضاً رجالاً عنيفين، بل إنهم يتعاطفون مع الزوج لأنهم يرون فيه انعكاساً لهم.
سابعاً: "طلب والدها منها تحمّل سلوك زوجها العنيف ريثما يتعافى من إدمانه للكحول، واتهمها بأنها زوجة سيئة لأنها رفضت دعم زوجها أثناء أزمته":
إن مسؤولية التعافي من الإدمان أو العصبية أو المرض النفسي، تقع على عاتق الرجل وحده، وليس من واجب المرأة تحمُّل العيش مع رجل تشعر معه بالتهديد، وليس من حق أحد اعتبارها زوجة غيرَ صالحة إذا رفضت ذلك.
ثامناً: "سلب شون زوجتَه هاتفها وسيارتها، وطرد صديقتها، ومنعها من إعطاء عنوانها لأحد، وحرمها من النقود والعمل":
إن عزل المرأة عن العالم، ومنعها من التواصل مع الآخرين، ومن كسب النقود، هي أهم عوامل التحكم فيها، وهي بيئة مثالية لتعنيفها.
تاسعاً: والدا أليكس خذلاها، ولم يقدما لها الدعم، ولذا لم تستطع أليكس التحرر من العلاقة العنيفة أخيراً إلا بدعم مؤسسات الدولة، وبعض الصديقات، وبالاعتماد على نفسها في العمل:
الأسرة أهم داعم للمرأة المعنفة، ولا يمكن لامرأة أن تحمي نفسها من العيش تحت رحمة زوج عنيف، دون دعم أسري ومؤسسي، ودون أن يكون لديها استقلال مادي.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.