أثار فريق عمل مسلسل "لا كاسا دي بابيل" الإسباني غضب واستياء الجمهور العربي والفلسطيني بعدما ظهر أبطاله بمقابلة تلفزيونية على قناة إسرائيلية، امتدحوا خلالها الاحتلال، وانحازوا لظلمه، وانتهاكاته بحق الفلسطينيين.
هذا المسلسل الذي يحظى بمتابعة واسعة جداً في الأوساط العربية، يتحدث عن التحرر من النظام المصرفي العالمي، وظلم الدول والأنظمة القائمة بحق شعوبها، رغم هذا فإنه يروج للانحياز الظلم، والوقوف ضد الحق والمظلومين، من خلال وقوفه مع الاحتلال على حساب الفلسطينيين.
أبطال "لا كاسا دي بابيل" يمتدحون الاحتلال
أبطال المسلسل لم يكتفوا بمدح الاحتلال والتغزل به، بل امتدحوا أيضاً أعماله الدرامية، المستوحاة من أعمال الظلم والانتهاك، ضد الفلسطينيين مثل مسلسل فوضى "الإسرائيلي" الأمني، عدا مجاهرتهم بحب ما سموها "إسرائيل"، ورغبتهم في الترويج لها. وفي المقابلة، قال الممثل داركو بيريتش، الذي يلعب دور هلسنكي في المسلسل، إن زيارته السابقة إلى الأراضي المحتلة "كانت تجربة غير عادية، وآمل أن أعود إلى إسرائيل مرة أخرى. أعرف أن لدينا الكثير من المعجبين هنا، وهم أناس رائعون".
أما هوفيك كوشكريان، الذي يلعب دور بوغوتا، فعبّر عن إعجابه بمسلسل "فوضى"، ليضيف أنريكي أرسي، الذي يلعب دور أرتورو: "يجب أن أقول إن إسرائيل من بين دول التي أخطط لزيارتها بالتأكيد… لدي صديقة من تل أبيب. أنا حقاً أريد أن آتي. سمعت أشياء رائعة عن إسرائيل".
ومع انتشار المقابلة، دعا بعض المغردين إلى مقاطعة المسلسل، رداً على هذا "الإعجاب" بدولة الاحتلال.
تخفيض التقييم لـ"لا كاسا دي بابيل"
لم يكتف الفلسطينيون بالتعبير عن غضبهم من ظهور أبطال مسلسل "لا كاسا دي بابيل" الإسباني على قناة إسرائيلية؛ لتمجيد الاحتلال وأعماله الدرامية القائمة على الانتهاكات ضد الفلسطينيين.
بل دعوا النشطاء أيضاً إلى حملة لتخفيض تقييم المسلسل على منصة الأفلام العالمية "IMDB" إلى نجمة واحدة عبر الدخول إلى صفحة المسلسل والذهاب إلى خاصية التقييم أو rate.
كما دعا النشطاء إلى مراسلة الممثلة ألبا فلوريس صاحبة شخصية نيروبي؛ لإصدار موقف معارض لزملائها، الذين ظهروا على الشاشة الإسرائيلية، وهي الوحيدة التي تضامنت مع القضية الفلسطينية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
قبل يومين بدأ عرض الموسم الأول من الجزء الخامس من مسلسل، "لا كاسا دي بابيل"، على شبكة Netflix، وبثت القناة الإسرائيلية 12 المقابلة مع أبطال عمل المسلسل، مما أدى إلى حدوث موجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، بسبب إعجاب الممثلين بمسلسل "فوضى" الإسرائيلي، الذي يروج للرواية الأمنية الإسرائيلية، من أجل تبرير اعتداءاتها المستمرة على الفلسطينيين، وممارسة السياسات العنصرية بحقهم، بالإضافة إلى مدح أبطال مسلسل "لا كاسا دي بابيل" لدولة الاحتلال.
وبعد عرض الموسم الأول من العمل، ارتفعت عائدات "نتفلكس" 43%، كما زاد عدد مشتركيها 7 ملايين مشترك. ويذكر أن المسلسل من بطولة مجموعة من النجوم الإسبان، بينهم نجوى نمري، وألفارو مورتي، وإتسيار إيتونيو، وأورسولا كوربيرو، ومن إخراج وتأليف أكلس بينيا، وقد بدأ عرضه عام 2017، وحقق نجاحاً كبيراً على "Netflix"، ليكون أشهر أعمالها غير الناطقة بالإنجليزية.
قصة "لا كاسا دي بابيل"
تتلخص قصة مسلسل "لا كاسا دي بابيل" في إطار الجريمة حول مجموعة من اللصوص المحترفين يختارهم رجل ذكي يدعى "البروفيسور"، من أجل السطو على مصلحة سك العملة الإسبانية لطباعة 2.4 مليار يورو.
أحداث القصة تروى عن طريق واحدة من اللصوص تدعى "طوكيو"، بداية من أول لقاء مع "البروفيسور" مروراً بالتعرف على شركائها في الجريمة ومهارات كل شخص منهم، ثم التدرب على الخطة، وأخيراً تنفيذ عملية السرقة واحتجاز الرهائن لمدة 11 يوماً من أجل الضغط على الشرطة والمساعدة في طبع الأموال.
يضع البروفيسور مجموعة من القواعد التي عليهم اتباعها مثل عدم تبادل أي معلومات شخصية، فيختارون لأنفسهم أسماء مدن مثل برلين وموسكو وهلسنكي وريو، وعدم اللجوء إلى القتل في أي حال من الأحوال، والابتعاد عن الدخول في علاقات عاطفية قد تهدد نجاح العملية. لكن رغم التفكير في كل شيء وحساب كل خطوة، فإن الخطة تتغير عند اقتحامهم المبنى والاحتكاك بالرهائن.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.