أسدل الستار مؤقتاً على الصفقة التي شغلت الرأي العام الكروي بانتصار معتاد لباريس سان جيرمان على أقرانه من الأندية الإسبانية، هذه المرة لم يكن خصم باريس هو برشلونة كما جرت العادة في السنوات الماضية ولكن كان ريال مدريد كبير العائلة الإسبانية.
انتصر باريس بشكل مرحلي ببقاء كيليان مبابي بين صفوفه لعام آخر ينتهي بنهاية هذا الموسم الكروي بأحد أمرين لا ثالث لهما، إما بقاء اللاعب داخل صفوف الفريق الباريسي وتجديد التعاقد معهم والحصول على امتيازات مالية ضخمة وفوز باريس برهان البقاء الذي شكك فيه الكثيرون، أو الانتقال المجاني لريال مدريد والحصول على راتب قد يكون الأعلى في التاريخ، والانتصار هنا سيكون للفريق المدريدي الذي وقتها سيحصل على لاعب فذ بشكل مجاني ويوفر الكثير من الأموال لإنفاقها على صفقات أخرى قوية، وتوجيه ضربة معنوية لباريس سان جيرمان قد تعلن وقتها قيام حرب رياضية بين الناديين لا نعلم إلى أين سيصل مداها.
في كل الأحوال سيخرج مبابي من هذه الحرب منتصراً متسلحاً بالكثير من الأموال وسيكون أحد الناديين هو الخاسر في هذا الصراع.
البداية كانت مشروع باريس القوي
حين أتى ناصر الخليفي رئيساً لباريس سان جيرمان على خلفية شراء مجموعة قطر للاستثمار أسهم النادي وضع نصب عينيه شيئاً واحداً فقط صرح به لكل المقربين منه، وهو وضع النادي الباريسي في مصاف الأندية الكبيرة التي يخشاها الجميع، أخبر حينها وكالات الأنباء العالمية المهتمة بفكرة دخول رأس المال الخليجي للكرة الأوروبية أن زمن الاستخفاف بالأندية الفرنسية قد ولى ولن يعود، لن يجرؤ أحد من الآن فصاعداً على إجبار باريس على أن يترك لاعبيه للأندية الأوروبية الأخرى في الدوريات الأكبر، تصريحات قد نعود إليها فيما بعد، لأنها ستصبح جوهر الفكر المتبع في باريس، أنه لن يستطيع أحد مهما كان إجبارهم على التخلي عن لاعبيهم.
تصريحات الخليفي وجدت صدى عند كل المهتمين بالكرة الفرنسية والقائمين عليها، وأثنت عليها وزيرة الرياضة آنذاك "شانتال جوانوه"، كما أن الأمر أعجب ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حينها، وقام بتقديم مساعدات وخدمات عديدة لناصر الخليفي جعلته قريباً من صناع القرار، حتى أصبح هو أحد أهم صانعي القرار حين تم اختياره في أبريل/نيسان الماضي عام ٢٠٢١ رئيساً لرابطة الأندية الأوروبية خلفاً لأحد أهم الانقلابيين على الاتحاد الأوروبي بمشروع دوري السوبر الأوروبي المثير للجدل، أندريه أنيللي.
انطلاق المشروع الباريسي بقوة
منذ اللحظة الأولى وضحت الرؤية تماماً، الخليفي ومن خلفه مؤسسة قطر لا تمزح، تعاقدات قوية للاعبين لم يتخيل أحد انتقالهم للدوري الفرنسي بتلك المبالغ المالية المرتفعة، خافيير باستوري وماكسويل ثم كافاني وزلاتان إبراهيموفيتش وماركو فيراتي وأنخيل دي ماريا مروراً بالتعاقد مع مواهب فرنسية ولاعبين جيدين للمستقبل بالإضافة لإقناع لوران بلان بتدريب الفريق وكارلو أنشيلوتي وغيرهم، كان من نتاج كل تلك التعاقدات القوية التي لن يقوى أي ناد فرنسي آخر على مثلها أن استحوذ النادي على بطولة الدوري لأربعة مواسم متتالية قبل أن يكسر الفريق الذهبي لنادي موناكو تلك السيطرة بالفوز ببطولة الدوري عام ٢٠١٦/٢٠١٧، قبل أن يعود باريس للظفر بالبطولة لثلاث سنوات متتالية قبل أن يفوز بها نادي ليل في الموسم الماضى، أى أن باريس منذ رئاسة الخليفي للنادي فاز بسبع بطولات دوري من أصل تسع خاضها النادي، وهو رقم لا نراه كثيراً في الدوريات الأوروبية باستثناء طفرات السنوات الأخيرة لناديي اليوفنتوس وبايرن ميونيخ في دوريهما.
عقدة باريس الوحيدة
رغم السيطرة الباريسية المطلقة في فرنسا والفوز بكل البطولات المتاحة ورفع أسهم النادي في السماء وزيادة القيمة السوقية للنادي لثلاثة مليارات يورو، وهو رقم لم يكن يتخيله أكبر المتفائلين في فرنسا، فإن بطولة دوري أبطال أوروبا ظلت عصية على الفريق بحكم الخبرة أو سوء التخطيط للفوز بها أو ضعف الاختيارات على الصعيد الفني، كان الفريق يقترب من البطولة أكثر من مرة ثم يتراجع، كان أبرزها مباراة الريمونتادا الشهيرة ضد برشلونة، والتي يرجع إليها البعض في إقالة أوناي إيمري، وهو الذي تعاقد معه الخليفي على ضوء خبرته الأوروبية وقيادته لتحقيق الفوز بثلاث بطولات للدوري الأوروبي مع نادي إشبيلية، قبل أن يكون الفريق العاصمي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمه القاري والفوز بدوري الأبطال في عام الكوفيد ولعب المباراة النهائية للبطولة، ولكن لسوء حظه كان يواجه أقوى نسخة في تاريخ نادي بايرن ميونيخ الذي حقق اللقب وحرم الخليفي وفريقه من فرصة تحقيق حلمهم القاري، هزيمة أحبطت العديد من المهتمين بباريس سان جيرمان، لكنها أحبطت الفتى الفرنسي مبابي بصورة أكبر، لأنها أوصلته ليقين أنه لن يفوز بتلك البطولات الكبيرة ولن يحقق الكرة الذهبية، ولن يحقق حلمه وهو يلعب بين صفوف باريس سان جيرمان، حتى أتى الموسم التالي وأكد مانشستر سيتي تلك الظنون في عقل مبابي وأزاحه من دوري الأبطال في الدور نصف النهائي.
شغف ريال مدريد القديم بمبابي
في العام ٢٠١٧ قدم موناكو موسماً تاريخياً، كما ذكرنا سلفاً، فاز في نهايته بالدوري الفرنسي متفوقاً على باريس سان جيرمان ووصل لنصف نهائي دوري الأبطال قبل أن يخرج أمام اليوفنتوس، قاد البرتغالي جارديم فريق الإمارة الفرنسية لتقديم أفضل عروض ممكنة بقيادة لاعبين أمثال فالكاو وفابينيو وبيرناردو سيلفا وليمار، واليافع الصغير ذي الـ١٧ عاماً كيليان مبابي، رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز وضع نصب عينيه التعاقد مع ذلك الشاب المفعم بالطاقة والحيوية رغم أنه مازال في ذلك العمر الصغير ورصد مبلغاً من المال وتفاوض مع نادي موناكو، إلا أن باريس رفع عرضه لضم اللاعب إلى رقم جنوني بلغ ١٨٠ مليون يورو مقابل استعارته لمدة عام ثم التوقيع معه في العام التالي ليستطيع تخطي قوانين اللعب المالي النظيف، رقم كبير في ناشئ صغير لا يستطيع ناد عادي تديره مؤسسة كروية أو رئيس ناد دفعه بتلك السهولة، فتراجع بيريز وفاز باريس باللاعب، واعتقد الجميع أن بيريز قد نسي مبابي إلى الأبد، ولكن الرجل السبعيني رغم مضي كل تلك السنوات لم ينزع مبابي من رأسه وقرر إعادة الكرّة مرة أخرى للتوقيع مع اللاعب.
ولأن بيريز يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف ويجيد التفاوض مع اللاعبين ووكلائهم فلقد ملأ عقل مبابي بالرغبة في اللعب للريال من أجل تحقيق الحلم والفوز بالبطولات وقيادة المشروع المدريدي الكبير الذي سيكون هو أهم منتجاته الرياضية والتسويقية، بسبب كل ذلك رفض اللاعب مراراً وتكراراً عروض التجديد المقدمة من ناصر الخليفي، وأكد للجميع أنه لن يستمر في اللعب لباريس أبداً، كما ذكر في عدة تصريحات متلفزة أنه مقدر للمبلغ المالي الكبير الذي دفعه باريس لشراء عقده من موناكو، لذلك لن يخرج بشكل مجاني، ولكن على إدارة باريس أن تقبل بالعروض التي تصلها للتعاقد معي.
بيريز يدرك تماماً مع من يلعب هذه اللعبة، إدارة ناد من خلفها دولة غنية لا تهتم كثيراً بالأموال المنفقة وإلى أين تنفقها في سبيل الترويج للنادي وجعله في مصاف أكبر أندية العالم، بيريز يعلم أن إدارة باريس قررت عمل إجراءات عقابية طالت نادي برشلونة بعد إلغاء النادي الكتالوني عقد الرعاية الخاصة بمؤسسة قطر ثم التفاوض غير المباشر مع ماركو فيراتي، والتلويح بأن الأمر منتهٍ مع اللاعب دون الوضع في الاعتبار أنه مازال على ذمة ناد آخر ومتبق في عقده عام، خطايا ارتكبتها إدارة بارتوميو رئيس برشلونة السابق، وعصت اللاعب على ناديه حتى رفض التدرب والالتحاق بمعسكر بداية الموسم على أمل الضغط على ناديه للموافقة على رحيله لبرشلونة وختمها وكيل اللاعب "دوناتو ديل كامبلي" بالمقولة الشهيرة له تعقيباً على رفض انتقال اللاعب لبرشلونة بأن (فيراتي سجين عند أمير قطر).
منذ هذه اللحظة قررت إدارة باريس إعلان الحرب على برشلونة وإدارته، رفضت الانصياع لمطالب اللاعب وهددته بتركه في المدرجات عاماً كاملاً واستخدمت معه منطق العصا والجزرة، إما التجديد بمقابل مالي جيد مصحوباً بالاستغناء عن الوكيل غير المهذب طبقاً لتصريحاتهم أو الجلوس لمدة عام كامل في المدرجات بدون لعب، رضخ فيراتي للضغط المفروض عليه وجدد تعاقده واستغنى عن وكيله واستبدله بعاشق الأموال مينو رايولا الذي صاغ عقداً جديداً للاعب مع الإدارة الباريسية تاركاً برشلونة في وضع النوم غير مستعد للهجوم القادم عليها، أشهر قليلة وقام باريس بتوجيه صفعة قوية لبرشلونة وقام بشراء عقد نيمار وقام بدفع الشرط الجزائي للاعب قبل أن يسدد ضربة ثانية سريعة بالتعاقد مع الموهبة البرشلونية تشافي سيمونس الذي كان ينظر إليه البعض في برشلونة كخليفة محتمل لأساطير النادي، وقبل أن يستفيق النادي الكتالوني كان يوجه له باريس صفعة ثالثة برفض الاستغناء عن أدريان رابيو رغم استخدام برشلونة لنفس السلاح السابق والإيعاز للاعب بالتمرد على ناديه للانتقال لبرشلونة وكأنهم لم يتعلموا الدرس بعد، ولكن هذه المرة كان رابيو أكثر إصراراً من فيراتي وقرر لعب المباراة لنهايتها وجلس في المدرجات لنهاية الموسم ولم يقم بتغيير وكيله لسبب بسيط أن وكيله كانت والدته السيدة/ فيرونيك رابيو، ليرحل في نهاية الموسم مجاناً نعم إلى اليوفنتوس لكن باريس لم يرضخ ولم يبعه رغماً عنه وأفقده فرصة اللعب لبرشلونة، ذلك لأن النادي قد تغيرت وجهة نظره في اللاعب وبات غير مرحب به
نتذكر معاً ما وعد به ناصر الخليفي في بداية رئاسته للنادي بعدم السماح لأندية أوروبا بالاستخفاف بالأندية الفرنسية والحصول على لاعبيها، وعد قد يبدو إلى الآن أنه نفذه بحذافيره ولم يخالفه قط.
هل تعلم فلورنتينو بيريز الدرس؟
الكل كان يعلم أن بيريز يتفاوض مع مبابي للتوقيع لريال مدريد، ولكن بيريز لم يلمح ولم يعلن أي شيء، وظهر وكأنه تعلم من درس برشلونة وقام بالتجديد لكل اللاعبين المهمين في ريال مدريد بشروط جزائية كبيرة لا يستطيع ناد في العالم تحملها، حتى لا يقع فريسة لانتقام محتمل قد يقوم به باريس بحق ريال مدريد لاحقاً، كل ذلك قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية بخمسة أيام حين تقدم بيريز بعرض رسمي للتعاقد مع مبابي بمبلغ يفوق ما توقعه الكثيرون، العرض الأخير كان ١٧٠ مليون يورو + ١٠ متغيرات، عرض يبدو جنونياً للاعب يستطيع التوقيع مع ريال مدريد بعد ثلاثة أشهر من الآن مجاناً بدون مقابل، ولكن الريال فعلها من قبل مع تشيلسي حين قام بشراء عقده مع إيدين هازارد بمبلغ يفوق ١٣٠ مليون يورو رغم تبقي أشهر قليلة على نهاية عقده، عرض بيريز الكبير كان له سبب وجيه وهو تقديم رسالة للاعب أننا خلفك ولن نتركك ومستعدون لتنفيذ كل طلباتك بعدم الخروج مجاناً كما وعدت ناصر الخليفي ولكن ناديك غير موافق، والسبب الثاني وهو اتقاء شر الخليفي نفسه بتقديم عرض يفوق طموحات أي ناد للاعب تنتهي علاقته بالنادي بعد أشهر قليلة، وبالتالي لا مبرر لانتقام قادم محتمل، بيريز كان يقوم بكل ذلك وهو يضع لمساته الأخيرة على أحد أهداف باريس التعاقدية وهو اللاعب إدواردو كاما فينجا لاعب نادي رين الفرنسي، لنصحو ذات يوم على خبر بدون ضوضاء عن تعاقد الريال الرسمي مع اللاعب دون ترك مساحة لباريس لإفساد الصفقة بتقديمهم لعرض أكبر من عرض ريال مدريد لينجو من الفخ المحتمل الأول.
ردود فعل القائمين على باريس سان جيرمان
كان منتظراً أن ترفض إدارة النادي الباريسي كافة العروض المقدمة من ريال مدريد حتى لو تجاوزت المئتي مليون يورو، لأنهم ينظرون للأمر بمنظور غير رياضي أو تجاري، وإنما بمنظور مختلف نابع من الكرامة وعدم الإجبار على فعل شيء لا تريده الإدارة الباريسية، ولكنهم من أجل ذلك أهدروا فرصة قد تكون مهمة لهم في ملف مبابي بالحصول على مبلغ كبير كفيل بأن يدفعوه كاملاً في التعاقد مع لاعب مثل إيرلينج هالاند لديه كافة المقومات التي يتمتع بها مبابي ويستطيع مشاركة ميسي ونيمار في خط الهجوم وتقديم كافة الحلول الفنية التي يفتقدها مبابي ذاته كالقوة الجسمانية والالتحامات وضربات الرأس، انتقد ليوناردو المدير الرياضي للفريق الباريس ريال مدريد ووصف محاولاته بالتعاقد مع مبابي بأنها شيء سيئ لكرة القدم، كما غرد خليفة بن حمد، شقيق أمير دولة قطر، ملمحاً لرفض كل عروض الريال، وهو ما كان متوقعاً لأنه ليس بالأمر الجديد، منذ عامين حين طلب نيمار الخروج من باريس والعودة لبرشلونة قامت إدارة النادي برئاسة بارتوميو الذي لم يكن وقتها قد اكتفى بكل تلك الصفعات الباريسية بالتفاوض حول اللاعب بناء على طلب زملائه بالفريق، ولكن إدارة باريس فعلت كما فعلت هذه المرة، بالسخرية أولاً من العرض ثم وضع شروط تعجيزية للموافقة ثم رفضه تماماً قبل دقائق من غلق سوق الانتقالات الصيفية قبل أن تعود وتقنع اللاعب بالموافقة على تجديد تعاقده مع الفريق وإغلاق الباب أمام عودته لبرشلونة نهائياً.
هل تكسب إدارة باريس الرهان؟
رفض ذلك المبلغ المالي هو رهان كبير على مبابي قد ينجح مسعاه بإقناع اللاعب بالتجديد وقد لا ينجح، لا تملك إدارة باريس حالياً إلا محاولات النجاح للفوز بدوري أبطال أوروبا متسلحة بتشكيلة هجومية هي الأقوى على مستوى العالم، وتعاقدات كبيرة كسيرجيو راموس ودوناروما وهو الفريق التنافسي الأبرز في أوروبا حالياً، ناصر الخليفي كان قد لمح في مؤتمر تقديم ميسي لاعباً لباريس بأن مبابي كان يريد فريقاً تنافسياً ولا يوجد فريق تنافسي في العالم حالياً مثل باريس.
قد يفوز باريس بكل البطولات وقد لا يفوز ويخرج من دوري الأبطال خالي الوفاض، وقتها ستكون مهمة إقناع مبابي بالتجديد أشبه بالمستحيلة، خاصة أن اللاعب كان قد لمّح لإدارة باريس بأنه لا يريد اللعب بجوار ميسي أساساً فكيف هو الحال حين لا يفوز الفريق بالبطولة الوحيدة التي قد تشفع للاعب بالبقاء داخل باريس والتوقيع مع النادي براتب كبير يفوق راتب ميسي ونيمار، إن حدث هذا فستكون كل أمور باريس بخير، وإن رحل مبابي عن الفريق الباريسي بعد رفض ١٨٠ مليون يورو للتعاقد معه فسيكون النادي أضحوكة كرة القدم لسنوات قادمة، وسيسعى جاهداً بكل ما أوتي من قوة مالية ونفوذ داخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لإفساد كل تعاقدات ريال مدريد المحتملة القادمة وإفساد كل محاولاته للفوز بالبطولات حتى لو تكلف الأمر مئات الملايين.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.