سوزانا موراتا، والدة ألفارو، حين قابلته صُدمت من شخصيته، فهو مغاير تماماً لما يفعله في أرض الملعب، مهذب، هادئ، لبق، مثقف، عكس ما تراه في التلفاز.
جورجيو كيليني لم يكن أبداً ما تراه أنت، فهو، علاوة على أنه مدافع عظيم، رجل ناجح في كافة نواحي الحياة، فبدرجة الدكتوراه في الاقتصاد والتجارة، وبدرجة خبير في مركز قلب الدفاع، جمع جورجي بين جد الحياة ورفاهياتها.
ألفارو لم يكن أقل صدمة من والدته، فالتدرب مع جورجيو مخيف، اللعب ضده مخيف، قال ذلك، قاله واصفاً إياه بالغوريلا، التي توضع معها في نفس القفص، لكي تسرق طعامها منها.
ليو هو العكس، أصغر بسنتين، يبدو كما لو كان يتعامل مع أخيه الأكبر، هما مختلفان تماماً وهذا ما جعلهما متشابهين.
بونوتشي وصل متأخراً، بعد أن كان كيليني قد ثبت أقدامه، وحرك شعاره، وأبحر لزمن طويل في بحار كرة القدم، لكن، ورغم التأخر، فإن كيليني يفهم بونوتشي بالنظرة، يفهمه كما قال "أكثر مما أفهم زوجتي".
في البداية، كان ليوناردو يعاني من مشكلة لم تكن هينة، وهي قلة الثقة بالنفس، ما اضطره لتعيين مدرب تحفيزي، مدرب يُشعره بأن الأمور على ما يرام.
كان اسمه ألبيرتو فيراريني، وفي عام 2014، قبل مواجهة يوفنتوس وروما، دخل ألبيرتو حاملاً فصوصاً من الثوم، طلب من بونوتشي أن يأكلها. في البدء، ظن ليوناردو بخديعة ما، لكن كانت لألبيرتو وجهة نظر، وهي أن المحاربين القدامى كانوا يتناولون الثوم قبل المعارك، هذا يجعلهم نشطين، مركزين، وراغبين في الانتصار.
نفذ ليوناردو الأمر، ابتلع الثوم، وقبل أن يخرج، زاد ألبيرتو طلبه عنصراً جديداً، وهذه المرة، أن يتنفس بونوتشي في وجه توتي وجيرفينهو، فهذا، هذا بالتحديد، سيخرجهما عن أطوار اللقاء.
نجح ألبيرتو، نجحت فكرته نجاحاً باهراً؛ فليوناردو سجل هدفاً قاتلاً في تلك المباراة، وفاز يوفنتوس بنتيجة 3/2، وكان هدف الانتصار مثلما أراد فيراريني لمحاربه وجيشه.
كيليني لا يختلف كثيراً، تقاسما نية الدفاع عن مداخل يوفنتوس بشكل خاص، وإيطاليا بشكل عام، هذا ما دفع الناس للسؤال الذي بات تقليدياً جداً، وأصبح مألوفاً لدى محرك البحث جوجل: هل كيليني وبونوتشي على درجة من القرابة؟
أندريا بارزالي، زميلهما السابق، يستطيع الإجابة على السؤال بصورة رائعة، فالإجابة هي: "لا، ليسا على درجة قرابة، لم تجمعهما الحياة من قبل كرة القدم، لكنهما يفهمان بعضهما البعض، حينما تتشارك مع صديقك كل هذه السنوات، فأنت تعرف بماذا يفكر، وما الذي سيفعله، ماذا فعل في هذا الموقف من قبل".
كيليني يحتاج إلى لغة التواصل، بونوتشي عصري أكثر، لكن السر ليس هنا، السر تعرفه إيطاليا، وتحفظه عن ظهر قلب، وهو أن المدافع كلما كبر في العمر، يكون مثل العطر، يكون أجمل.
هذا ما أفصح عنه بارزالي، فكلما تقدم المدافع في العمر، أصبح أكثر خبرة، أصبحت لديه إجابات كثيرة لكل الأسئلة، وهذا ما يحدث مع جورجيو وليو.
ما كانت إيطاليا لتصل إلى ما وصلت إليه دونهما، وما كان ليو سيحتاج إلى أكثر من جورجيو، ليتقاسم معه هذا العمر والخبرة، لأنها الصداقة، والنجاح المشترك، الذي يصعب بشدة إيجاده، إلا مع أناس بعينهم.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.