إسباني وأمريكي ومصري.. حكايات من سكن الطلاب في ألمانيا

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/18 الساعة 10:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/20 الساعة 11:06 بتوقيت غرينتش
iStock

(1)

كانت فترة السكن الطلابي رغم قصرها ثرية ومفيدة ومدهشة في المجمل، أو قل إنني لا أذكر من هذه الفترة إلا الأمور الأساسية وهي سعيدة في المجمل؛ حيث تعرفت على أشخاص كثر، وخضت تجارب جديدة، واكتسبت معارف مفيدة، وفي نهايتها اجتزت امتحان القبول ولله الحمد. 

وأنت في العادة لا تحصل على سكن جامعي بسهولة. فالأمر يقتضي بداية، وأنت ما زلت في دورة اللغة، أن تخاطب مكتب الطلاب الأجانب بجامعتك المستقبلية، وتسأل الحصول على غرفة في السكن الجامعي. فإذا كان يوجد فأنت محظوظ وسيحجزونها لك، بالطبع بعد أن تقدم أوراقك، خاصة ورق المنحة وورقة من المشرف أو المشرفة بأنك طالب عنده أو عندها بالفعل. وهذا ما قامت به مشرفتي الرئيسية "فراو فيلاند". وبعدها اتصل بي المكتب محدداً موعد تسلمي للحجرة. 

(2)

وعندما وصلت مدينة "بامبرغ"؛ حيث سأدرس، ذهبت مباشرة للسكن الطلابي فقال لي مشرف السكن: ستسكن بداية في سكن مزدوج مع طالب أمريكي يدرس الأدب الألماني يدعى "روي ميلس". فأخذت المفتاح وذهبت للسكن. وعندما فتحت الباب قلت لمن بالداخل: أنا زميلك الجديد في السكن. فقال: أنا لست "روي" ولكني صديقه "روجيه"، إسباني، وقد ترك لي المفتاح قبل أن يذهب في رحلة عبر فرنسا وإيطاليا مع صديقته وأبيه وأمه. فقلت له: وهل تدرس الأدب الألماني مثله؟ فقال: لا، أنا أدرس اللاهوت. وعندما عرف أنني مصري سألني إذا ما كنت قبطياً. فتفلسفت وقلت له: هل تعرف أن كلمة "قبطي" تعني "مصرياً" ولذا يوجد "قبطي مسيحي" و"قبطي مسلم" مثلي أنا. فابتسم ولم يعلق فسكتُّ أنا أيضاً. 

وبعد أن دخل الحجرة خرجت أنا واتصلت بصديقي سامي سليمان الذي سبقني إلى المجيء بستة أشهر. 

وكان من أوائل الكلمات الألمانية التي تعلمتها أن مشرف الدكتوراه إذا كان رجلاً يسمى (دُكْتُر- فاتر) أي "الأب المشرف"، أما إذا كان المشرف سيدة فإنها تسمى (دُكْتُر- مُوتر) أي "الأم المشرفة". ولأن "سامي سليمان" كان يدرس في القسم نفسه وتحت إشراف الأستاذة نفسها فكنا نتفاكه معاً ونقول: نحن إذاً إخوة من الأم "المشرفة". وآنذاك قمت وسامي بجولة في وسط المدينة، ثم في الجامعة حيث عرَّفني على مدرجاتها ومكتباتها، ثم على أفضل سوبرماركت التبضع ومنه اشتريت المستلزمات الضرورية لسكني الجديد. 

(3)

وعندما عدتُ للسكن في المساء سعدت أن "روجيه" هذا لم يكن موجوداً، فأكلت وأخذت حماماً ثم جلست على مكتبي، وبينما أفكر في كم سيبقى "روجيه"، وفي إمكانية أنه كاثوليكي متعصب يدرس اللاهوت، سمعت ضحكة رقيعة جداً أمام باب السكن، وفتح "روجيه" الباب ومعه طالبة إسبانية صغيرة الجسم، ولكنها تبدو ذات خبرة عريضة بالحياة ورغبة عارمة في الاستمتاع بها!

وكانت ضحكاتها الفاضحة لا تتوقف حتى بعد أن دخلت معه إلى حجرة "روي". وبعد فترة قصيرة بدأت أسمع أشياء غريبة، وليس بيننا إلا حائط واحد، نعم هو يمنع الرؤية بالعين، ولكنه يطلق العنان لتخيلاتي التي تتضخم. فقلت لنفسي: "يا دي النيلة. التلفزيون مليء بالأفلام إياها، والحجرة المجاورة فيها الأفلام إياها أيضاً. ليه كده يا دنيا؟ يعني ننتحر إحنا في هذا الليل البارد الطويل؟". ولم أجد مفراً إلا أن أصنع مثل زميل كان لي في "مانهايم". فلبست مثله ملابسي الثقيلة، وخرجت مثله في عزّ البرد، أتمشى في الشوارع الفارغة حتى محطة القطارات التي لا تنام، وبعد لفة واحدة في المحطة قلت لنفسي: لابد أن اللعب قد انتهى الآن فلأرجع. وعندما عدت كانا قد ناما بالفعل وعلا شخيرهما فنمت أنا أيضاً. 

(4)

وعندما استيقظت صباحاً اكتشفت أن "روجيه" والبنت الإسبانية قد اختفيا. فقلت لنفسي: خسارة كنت عاوز أسأله لماذا يدرس اللاهوت أو إذا كان قسيساً في كنيسة! وخطر في بالي أن القساوسة ربما يفضلون أشياء أخرى! 

وبعد فترة قصيرة رن أحدهم جرس السكن، ولما فتحت وجدت أمامي شاباً طويلاً جداً، شعره منكوش جداً، وفي وجهه نمش كثير جداً. وكان أصغر مني جداً؛ لأنه ما زال طالباً في الجامعة. وسألني بلكنة أمريكية إن كنت أتكلم الإنجليزية. فقلت له: نعم ولكني أفضل الألمانية الآن. فطلع لبلب في الألمانية، وقال لي إن اسمه "روي ميلس"، وإنه زميلي في السكن. فذكرت له اسمي وسألته: لماذا ترن الجرس إذا؟ فقال: زميلي "روجيه" وعدني أن يترك المفتاح في صندوق البريد ولكنه نسي. فقلت له: هذا طبيعي ومتوقع بعد ليلة الأمس، وحكيت له الحكاية فصرخ: "شَيْصا". وهي كلمته الألمانية المفضلة كما سأعرف فيما بعد، وهي بالمناسبة "كلمة عيب" فانسوها. وذهب لسريره ونزع الأغطية بقرف كبير. ثم سألني: من أين أنت؟. فقلت: من مصر. فصرخ بصوت عالٍ، كما يفعل الأمريكان عادة، لا أدري لماذا: إيه؟ مصر؟ وهنا؟ مش ممكن؟ فسألته: ومن أين أنت؟ فقال: من أريزونا بأمريكا. فصرخت بطريقته وقلت: ماذا؟! أريزونا؟! وأين تقع أمريكا هذه؟! فضحك وقال: أنا تعجبت فقط لأنني خلال الإجازة الصيفية في أمريكا كنت أعمل في مطعم مصري لسندوتشات الفول والطعمية! وأخبرني أنه حفظ كل الشتيمة المصرية خاصة بالأم! وكان يريد أن يسعدني بذكر بعضها أمامي. فأسكته بالطبع وقلت له: معرفتك أنت وصاحبك "روجيه" تشرف بالفعل. فقال وهو يدخل حجرته: يبقى فكرني في مرة أعمل لك طعمية أمريكاني. فقلت لنفسي: أفلح إن صدق!

(5)

وبعد حديثنا هذا ذهبت لمكتب الطلاب الأجانب لتوقيع عقود السكن. وهناك عرضوا عليّ الاشتراك في مشروع طريف ومفيد اسمه "تندم – باتنر" وهو عبارة عن طالب ألماني في نفس سنك تقريباً ويدرس لغتك الأم في الجامعة نفسها ويريد تبادل المنفعة اللغوية معك كنوع من التدريب لكليكما؛ فيكلمك بالعربية (لغتك الأم) وتكلمه أنت بالألمانية (لغته الأم). 

هذا هو الوجه الجيد والمعتاد للمشروع الذي أعجبني بداية، لكنني اكتشفت فيما بعد أنه ككل شيء له جوانب أخرى طريفة أو غريبة إن شئت الدقة. أذكر على سبيل المثال أنني عرفت فيما بعد طالباً ألمانياً كان متخصصاً في مرافقة البنات الإيطاليات واللاتينيات ويرفض ما سواهن، وبالطبع يرفض الذكور من كافة الجنسيات. وكان هذا الطالب يسكن معي في نفس المبنى، وكان الجميع يعرف ذلك ويتندر عليه. وفيما بعد أصبح رفيقاً لبنت إيطالية كانت تدرس معنا الألمانية استعداداً لامتحان القبول بالجامعة. وأذكر أنه فيما بعد تفاخر بأنه حطم معها رقمه القياسي بأن نالها بعد أسبوع واحد فقط!

المهم عندما عرضوا عليّ قائمة الطلاب المسجلين في المشروع وافقت على مقابلة طالب منهم اسمه "ريشارد تيم" يدرس اللغة الفارسية كلغة أولى والعربية كلغة ثانية. وأخذت رقمه ولكن لم أتصل به، وفقط بعد بضعة أيام وجدته هو يتصل بي. وعندما تقابلنا وجدته مفتوناً بالثقافة الفارسية ويرى أن إيران وألمانيا لهما أصل واحد، وأن التشابهات بين الألمانية والفارسية أكثر من أن تحصى. وفي إحدى المرات لخص ريشارد الأمر بأن إيران هي ابن العم الذي بقي في الأرياف بينما نحن- يقصد الألمان- الذين هاجروا إلى المدينة فعاشوا حياة مختلفة! وفيما بعد قابلت الكثير من الألمان الذين يرون مثل هذا الرأي، وربما لهذا فإن وضع الإيرانيين في ألمانيا أفضل من غيرهم بكثير، وربما لا يفوقهم في هذا إلا اليهود الألمان. 

(6)

المهم قابلت هذا الرفيق الألماني عدة مرات في الجامعة وخارجها. وفي إحدى المرات قال لي إنه يريد أن يصطحبني- لو أردت- لزيارة أسرة ألمانية- إيرانية حديثة التكوين. وبالطبع وافقت؛ فأنا اجتماعي بطبعي ولا تكفيني الحركة داخل القوقعة الأكاديمية. وفي الموعد تقابلنا أمام سكن الطلاب، فمرت أمامنا سيارة "بورشا" فقال ريشارد بالألمانية: يا بخته مع البنات. فقلت بالعربية: لماذا؟. فقال لي "حكمة ألمانية" خلاصتها: من معه "بورشا" في الواقع يكون "بورشا في السرير". ضحكت وقلت: الله أعلم. 

وكانت الأسرة المقصودة عبارة عن شاب ألماني-إيراني وسيم وفتاة ألمانية بارعة الجمال. ويبدو للناظر أنهما يعيشان قصة حب كبيرة. وكانت الفتاة بالمناسبة قريبة لريشارد هذا. وآنذاك كان الجميع يتحدث عن مصرع ديانا ورفيقها المصري وما قاله القذافي آنذاك. واشتركنا في حديث رباعي ونحن نأكل المكسرات الإيرانية ونرى صور رحلة الشاب الأخيرة لإيران بلد أجداده التي لم يكن يعرفها؛ لأنه وُلد في ألمانيا، التي لجأت إليها أسرته بعد الثورة الإيرانية. 

المهم أن الشاب الألماني-الإيراني ظل يستعرض فكاهات الرحلة، خاصة في البازار والمطار. وفجأة قام برشاقة وأحضر زجاجة نبيذ أحمر وأحضرت الفتاة أربعة كؤوس فشعرت بخضة فلاح مصري أصيل استيقظ ليصلي الفجر فوجد نفسه في أحد كازينوهات القمار في لاس فيغاس!

وقبل أن يصب في الكأس الرابعة كنت قد تمالكت نفسي فقلت له: إنني لا اشرب فاعفني. ثم أضفت وليتني ما فعلت: إنني لم اشربها قط، أقصد الكحوليات. وعندها استدارت الفتاة ناحيتي وشرعت في محاولة إقناعي: طيب جرب ولو لمرة حتى تتذكرنا بها فيما بعد.. نصف كأس فقط أو حتى ربعه.. واشرب بهدوء ولا تتعجل. ولأنني ضعيف أمام جمال المرأة الخبيرة فقد وافقت فهلل لها الرجلان، والحقيقة كنا جميعاً معجبين بقدرتها على الإغراء أقصد الإقناع. فتناولت الكأس وليس بها إلا القليل وقلت: رشفة واحدة فقط كي أعرف الطعم، ولتكن ذكرى تشبه ذكرى آدم عندما تناول التفاحة من يد حواء!

وتذوقت النبيذ الأحمر للمرة الأولى- والأخيرة – في حياتي. ورغم أنني لم استسغ طعمه إلا أنني شربت رشفة ثانية بهدوء وروية كما نصحتني. وكنت أراقب نفسي وأنتظر أن يحدث شيء ما، ولكن لم يحدث أي تغيير. فأخذت الرشفة الأخيرة ووضعت الكأس بعيداً. وحاول الشاب الذي كان قد شرب عدة كؤوس كاملة أن يصب لي مرة أخرى فرفضت وقلت: هذا يكفي لتكوين رؤية علمية عن النبيذ ولماذا اختلفوا حوله!

وقد حدث كل هذا والرفيق "ريشارد" لم يمد يده لكأسه بعد. وعندما سألاه: لماذا لم تشرب؟ قال: سأقود السيارة ليلاً لمسافة طويلة ولا أريد أن أشرب الآن. فسببته في سري، وكان هذا هو الأثر الوحيد الذي أذكره لنبيذ تلك الليلة! وبعد ذلك أوصلني "ريشارد" لسكن الطلاب ودعني لأنه ذاهب بالفعل لزيارة والديه في مدينة أخرى. 

وفي الصباح استيقظت بألم شديد حول عيني اليسرى. واستغربت أن يحدث هذا من نصف كأس نبيذ! وفي اليوم التالي ذهبت لطبيب العيون ثم ذهبت لطبيب الضغط الذي قال لي: يبدو أن ضغطك مضطرب ولا بد أن تمتنع عن أشياء كثيرة منها الكحوليات! وبعدها عندما رسبت في امتحان القبول الأول أقنعت نفسي بأن هذا عقاب إلهي ولا ريب، وخفت أن أطرد من جنتي أيضاً. 

(7)

وخلال هذا الأسبوع الأول والحاسم عرفت أيضاً أن هناك عدة مساكن طلابية أفضل وأقرب للحرم الجامعي، بل إن أحدها يوجد في موقع جميل بمنطقة المشاة، على النهر قرب الحرم الجامعي. فخططت أن أطلب النقل لأحد هذه المساكن مع بداية العام الجديد. وحتى ذلك الوقت كنت استخدم باصات المدينة وأخطط مثل طلاب آخرين لشراء دراجة مستعملة؛ لأن الدراجات تسرق هنا بكثرة. 

وكان باص المدينة الذي أركبه يسير مسافة طويلة ويمر في طريقه بقاعدة أمريكية ضخمة جداً، كانت لضخامتها تبدو وكأنها "مدينة – دولة" أو "أمريكا مصغرة" كما يقال. وهي مغلقة على الأمريكان فقط، فلا يدخلها أحد إلا بجواز أمريكي أو بصحبة حامل له. وقد سألت زميلي "روي ميلس" إن كان قد دخلها، فاتضح أنه دخلها وكرهها، وأصبح من النادر أن يمر حتى أمامها ولا يريد. ولكنه حكى لي أنها مثل أمريكا صغرى، وأن كل ما فيها أمريكي؛ مدارس وملاعب وسينمات وسوبر ماركت ومحلات للملابس؛ وأنه يوجد كما قال "بيت للدعارة" داخلها. 

وكل هذا لخدمة عدد ضخم من العسكر الأمريكي، الذي لا يخرج من هذه القاعدة كثيراً. وأذكر أن المرة الوحيدة التي رأيت فيها الجنود الأمريكيين بالملابس العسكرية خارج تلك القاعدة كان في ممر المشاة وسط المدينة، وكان الجنود يشكلون طابورين أمامهما مدرب عسكري يصرخ بقوة كما في الأفلام الأمريكية، والعساكر يرددون خلفه أو عليه بقوة أكبر. هذا بينما الألمان يقفون صامتين ومتعجبين مما يحدث في ممر المشاة، وكانوا بالتأكيد يتساءلون مثلي عن سبب هذه الحركة الغريبة والنادرة!

(8)

المهم في أحد الأيام وبعد انتهاء دروس اللغة ركبت الباص عائداً إلى السكن الطلابي؛ فلاحظت أن الركاب يقفون في طرفي الأتوبيس بينما بقي وسطه فارغاً إلا من فتاة شقراء ترتدي بلوفر بلون بشرتها. ذهبت مباشرة إلى وسط الأتوبيس ووقفت بالقرب من تلك الفتاة. وكنت أشعر وأنا أتقدم باتجاه وسط الأتوبيس بنظرات الركاب التي تراقبني فلم أعِر الأمر أي اهتمام. كنت أضع سماعات صغيرة في أذني واستمع لدروس الألمانية استعداداً للامتحان التالي. وقد شعرت أيضاً بأن تلك الفتاة نظرت باتجاهي مرتين بشكل مفاجئ. فقلت في بالي: الناس هنا إما مجانين أو أن شكلي مش ولا بد، أو ربما لم يروا شخصاً شرق أوسطياً من قبل. وعند المحطة قرب القاعدة الأمريكية ضغطت البنت على زر النزول واستدارت باتجاهي وقالت بالألمانية "لو سمحت". وأنا أفسح الطريق وأقول تفضلي واجهتني بصدرها كأنها تريني شيئا! فنظرت ورأيت أن البلوفر مجرد شبكة واسعة الثقوب، وأنها لا ترتدي تحته أي شيء آخر. وأثناء ذهولي نزلت هي من الأتوبيس بسرعة ورشاقة غزالة منطلقة ودخلت القاعدة الأمريكية وجميع من في الأتوبيس ينظر إليها حتى السائق. وهنا نظرت للناس حولي وقد استعادوا مواقعهم وسط الأتوبيس وقلت لنفسي: الركاب يعرفونها. إذاً هي تركب الأتوبيس كثيراً. وفي الحال ألغيت خطط شراء الدراجة. 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عبد السلام حيدر
أستاذ جامعي متخصص في التاريخ
أستاذ جامعي متخصص في التاريخ
تحميل المزيد