اشتهر في الريف المصري وبين "حكاوي" جدرانه وعلى ألسنة الناس الحديث عن قرية سُميت "عزبة إيطاليا" وكان سبب تسميتها كثرة سفر أهلها إلى إيطاليا طالبين الرزق الحلال والعمل أياً كان نوعه أو مكانه.
وفي عزبة إيطاليا اليوم أو كما أعيد تسميتها بالدوري الإيطالي الممتاز، اعتدنا على وجوه المدربين حتى وصل الأمر إلى تبديل المدربين بين الفرق الكبرى في الدوري، فإذا تركت متابعته في الأعوام الماضية ثم صادف أن شاهدت أي مباراة ستجد المدربين هم أنفسهم، وقد تبدلت فقط أماكنهم.
ففي آخر 10 أعوام في الدوري الإيطالي، لا تستغرب اسماً مثل كونتي الذي حقق أكبر الإنجازات مؤخراً لنادي يوفنتوس، ثم بعدها تتفاجأ بوجود كونتي مع إنتر ميلان، وفي حالة كانت المباراة ضد نابولي ستفاجَأ بوجود جاتوزو الذي صادف أن سمعت أن إي سي ميلان قام بتعيينه مدرباً فنياً كخطوة جريئة!
والأدهى من ذلك أنه جاء خليفة في محاولة لإيجاد حل لرحيل ماوريسيو ساري الذي ذهب ليوفنتوس لتعويض كونتي، مع العلم بأن كونتي جاء إلى إنتر ميلان بعد رحيل لوتشانو سباليتي الذي حاول تكرار نجاحه مع روما ولكن بقمصان إنتر ميلان.
ولكن تخيل ما هي آخر الأخبار؟ تعيين سباليتي مديراً فنياً لنابولي خلفاً للراحل جاتوزو. ولكن هل يكون جاتوزو بلا عمل؟ كلا، بلا شك، فجاتوزو أعلن تدريبه لنادي فيرونتينا الإيطالي، وإنتر ميلان يفكر في ماوريسيو ساري كبديل لكونتي.
فهذا هو الوضع الحالي في الكرة الإيطالية تتغير القمصان مع تطابق الأسماء. الأمر أصبح شبيهاً بلعبة البازل، تحاول تجميع المدربين كل في فريقه المناسب الملائم لقدراته حتى تتمكن من النجاح.
ولكن على الرغم من هذا فأندية إيطاليا لا تحب الاستقرار حتى رغم النجاحات، ومن جانب آخر فتلك الإدارات بعد عدة تجارب فاشلة، ودائماً ما تلجأ لأصحاب التجارب الناجحة كما نرى في تجربة يوفنتوس وعودة إليجري بعد عدة تجارب أثبتت فشلها حتى في الحفاظ على السيطرة على لقب الكالتشيو.
ولكن في جانب آخر نرى تجربة تعيد اسماً برتغالياً كتب الأمجاد في الأراضي الإيطالية قبل رحيله وهو جوزيه مورينيو. جوزيه الذي معه استطاع الإنتر تحقيق آخر أمجاده وبعده وقع الإنتر في بئر ظلمات عاد منها لأول مرة هذا العام بفوزه بلقب الدوري.
إن عدتم عدنا.. هكذا قالها مورينيو فأعلن نادي روما تعيين البرتغالي كمشروع جديد بهدف العودة إلى القمة مجدداً، والآن الموسم القادم أصبح فيه جزءان، جزء غامض لا يمكننا التنبؤ بماهيته وجزء يمكننا الجزم بما سيحصل فيه.
الجزء الأول هو الحكم بنجاح أو فشل أي من التجارب الحالية في الدوري الأقوى هذا العام، فلا يوجد فريق في الفرق الخمسة الأولى في إيطاليا حافظ على مدربه عدا إي سي ميلان وأتلانتا اللذين استطاعا المنافسة هذا العام بل وتحقيق نجاح مبهر بالنظر إلى حداثة التجربة وقوة النتائج. فلا أظن إي سي ميلان سيكتفي بوصافة الدوري بعد غريمه الإنتر ولا أتلانتا، سيظل الطموح يكتفي بتلك المراكز، فالحصان الأسود أصبح لقباً مملاً لأبناء جاسبريني.
ومع خطط إنتر ميلان بخصوص بيع نجوم الفريق وتغيير المدير الفني، هل سيصبح هذا اكتفاءً بلقب الدوري هذا العام أم تجديداً في دم الفريق للمنافسة على القادم؟ وهل تجديد دم الفريق يكون ببيع قوامه الرئيسي؟ وأمام ما سيحدث في سوق الانتقالات القادمة هل يمكننا السماع عن صفقات قوية داخلية أو خارجية تزيد الكالتشيو اشتعالاً؟ فالبعض يصف ما حدث هذا الموسم باستغلال سقطة اليوفي وليس قوة المنافسين.
فيوفنتوس إليجري الذي سيطر على إيطاليا طولاً وعرضاً لم يكن يسمح أصلاً بظهور منافسين فضلاً على منافستهم، ولكن هذا العام استطاع يوفنتوس بشق الأنفس التأهل لمركز يؤهله لدوري الأبطال الموسم القادم. كما أنه بوجود مشروع لازيو المبشر لا بد من إعلان حالة طوارئ في كل أندية إيطاليا لأنه هذا العام في حالة ظهورك بمظهر غير جيد لن تتمكن من رؤية فريقك إلا خارج السبعة الكبار في الترتيب العام.
ولكن مع كل تلك المنافسة الداخلية الساخنة لم يكن للفرق الإيطالية تأثير قوي في المنافسات الأوروبية، ففي دوري الأبطال غادرت جميع فرق الدوري الإيطالي مبكراً من الدور الـ16.
بينما في الدوري الأوروبي استطاع روما القيام بثورة والوصول إلى نصف نهائي البطولة قبل أن يكشف الفارق الكبير في المستويات عندما واجه مانشستر يونايتد وخسر بنتيجة 6/2 بشكل أظهر فرقاً كبيراً بين قوة الفريقين.
فهل بكل تلك التجديدات يستطيع الغزاة الإيطاليون العودة للمنصات الأوروبية أم يكتفون بمعارك داخلية؟ ولكن لا يمكننا التعجل في الحكم على أغلب التجارب في الدوري الإيطالي خاصة أن الموسم القادم سيكون موسم إعداد لأغلب الفرق الإيطالية وصناعة جيل يعيد أمجاد السيطرة على أوروبا مجدداً.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.