إهدار الطعام، رغيف في القمامة!
إهدار كبير، ثلث الأغذية المنتجة للاستهلاك البشري على مستوى العالم تُفقد أو تهدر، وهذا ما يعادل نحو 1.3 مليار طن سنوياً، بقيمة تبلغ ما يقارب تريليون دولار أمريكي.
رمضان بريء
تعد منطقة الشرق الأوسط الأكثر تبذيراً للطعام، خاصة في شهر رمضان، إذ ترتفع فيه نسبة الإسراف وإلقاء الطعام في القمامة مقارنة بباقي الشهور بنحو 25%.
أمم مُهدِرة
يهدر المستهلكون في البلدان الغنية كمية كبيرة من الغذاء تعادل صافي إنتاج منطقة جنوب الصحراء الإفريقية من الطعام كل عام!
مفارقة قياسية
كل المواد الغذائية المنتجة وغير المستهلكة كافية لإطعام نحو ملياري شخص في العالم، وهذا ما يمثل ضعف أعداد الأشخاص الذين يعانون نقصاً في التغذية.
أضرار بيئية
الإسراف في الطعام لا يعني رميه في القمامة فحسب، بل إهدار للمال والطاقة والمياه والبيئة، وإذا قررنا وضع فضلات الطعام المهدر في بلد، فإنها ستكون الباعث الثالث للاحتباس الحراري.
ولا شك في أن السلوك الجديد الذي تجلى عبر وسائط التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت الأسر تستعرض ما تطبخه من وجبات وحلويات ومشروبات متنوعة، على وسائل التواصل الاجتماعي، تسبب بهدر كبير في هذه الفترة.
للاستفادة من كميات الخبز الزائدة:
لا داعي للتخلص من فائض الخبز عندكم، فبإمكانكم حفظه بطرق عديدة لاستخدامه في وقت لاحق.
بتجفيفه وطحنه يمكن تحويله إلى بقسماط، عن طريق تحميصه في الفرن حتى يصبح لونه بنياً ذهبياً ثم تركه ليبرد ويجف، ثم بإمكانكم لاحقاً تخزينه في حاوية محكمة الإغلاق وتجميده.
وفي تقرير نشر بصحيفة "البيان"، تبين أنّ إهدار الطعام ما هو إلّا نتاج ثقافة غذائية خاطئة، مبيّنةً أنّ "التبذير والإسراف والإفراط في شراء كميات ضخمة من الطعام لا تزال هي عادات الكثيرين ممن يعتبرون أن التبذير في الشراء دليل على الكرم"، مردفةً القول: "نحن في حاجة لتغيير جذري لهذه الثقافة، عن طريق تكثيف جهود وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية والغذائية التي عليها دور إعادة تشكيل المفهوم الشرائي للجماهير، على أن يعلم الفرد أنّ الطعام لا يُقاس بكميته بقدر ما يقاس بقيمته الغذائية".
وتؤكد المنظمة العالمية للمستهلك، أنه "يجب مقاومة محاولات استخدام الأزمة الحالية للتراجع عن تحصين سلامة المنتجات أو الحماية الاجتماعية أو البيئية التي من شأنها أن تضر أكثر المتضررين من الوباء". ويوصي خبراء، بتجنب الشراء دفعة واحدة من الأسواق، وعدم المبالغة في الاستهلاك. (المصدر: العربي الجديد)
ومن المعروف أن دول الخليج، وبحكم عادات وتقاليد شعوبها، اعتادت إعداد وتقديم وجبات الطعام بكميات أكبر بكثير من حاجة الأشخاص، سواء في المناسبات أو في الوجبات الاعتيادية اليومية، وكانت تلك العادات وراء تصدرها نسب الإهدار عالمياً، حيث تأتي المملكة العربية السعودية في صدارة دول العالم بهدر الطعام، وفق ما ذكرته دراسة سابقة أعدتها مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، وتقدر نسبة هدر الغذاء في المملكة بأكثر من 33%، أي نحو 8 ملايين طن سنوياً.
ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها لتجنب هدر الطعام:
· العمل على إعداد الطعام بكميات مناسبة، على ألا تزيد الكميات على حاجة الأفراد الذين سيقدم لهم الطعام.
· الحرص على معرفة تواريخ صلاحية المنتجات الغذائية، لكيلا يتم إتلافها والتخلص منها عند انتهاء صلاحيتها.
· الاستفادة من بقايا الطعام من خلال البحث عن أفكار جديدة للتعامل مع الطعام الزائد.
· تقديم الفائض من الطعام للمحتاجين والجمعيات الخيرية، بدلاً من إلقائه في القمامة، مع التأكد من عدم انتهاء صلاحيته قبل التبرع به.
"ويمكن القول بأن قطاع الضيافة أحد أكبر المتهمين في مسألة هدر الغذاء، ولهذا تعاونت وزارة التغير المناخي والبيئة مع شركة وينو لتشجيع مختلف الشركات في قطاع الضيافة على الحد من النفايات الغذائية، عبر إطلاق جهاز مدعوم بالذكاء الاصطناعي لتقليل الغذاء المهدر، وتتيح أداة فيجن المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتابعة لشركة وينو، للفنادق والمطاعم حساب كمية الطعام الذي ينتهي في صناديقها ونوعه، وتستخدم الأداة الصور والمقاييس لحساب تكلفة المواد الغذائية المهدرة.
ويتيح ذلك للعاملين في مجال الأغذية رقابة أفضل على احتياجاتهم من المنتجات ومتطلبات العملاء، وتعديل إمداداتهم الغذائية وفقاً لذلك، وتجاوزت الدولة هدفها بتوفير مليون وجبة خلال العام الأول من استخدام الأداة في العام 2018.
وفي العام 2019 تم توفير مليوني وجبة، وثلاثة ملايين وجبة في العام 2020. وأتاحت الأداة للفنادق توفير أكثر من 1.6 مليون دولار سنوياً". (المصدر: الخليج)
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.