- صرت أخشى الجلوس بمفردي بعدما كنت أستمتع به
يوماً ما..
كنت هناك..
أنا ونفسي فقط.
لكنك الآن صرت شريكاً لنا.. أو دخيلاً.. أو ربما متطفلاً. صدقاً، لا أدري ولا يهمني المسمى. المهم عندي هو أنني أجدك تقفز تلقائياً إلى ذاكرتي دون أدنى استئذان. ولا أعلم حقيقة هل أفرح لذلك أم أصاب بالحزن على حالي أم بالجنون!
- أنا لا أفكر فيها بل هي من تستحوذ على جميع تفكيري
عقلي يرفض أن يصدق.. لكن قلبي يفعل.. بل ويؤكد
يمنعه عقلي لكنه لا ينفك عن التمرد عليه
ولأجل ذلك..
لأجل عينيّ وازدهارهما
لأجل قلبي وسلامته
لأجل روحي واستكمال بريقها
ورغم أن روحي تحلق بعيداً بمجرد مرور طيفك إلا أنني أقسمت ألا أظل بمفردي
أستجمع قواي كي أدرس.. كي أعمل.. وأمعن التركيز في الأمر دون جدوى. أبحث عن سبب منطقي لذلك الشعور الخفي فلا أجد تفسيراً.. كيف وقعت هكذا وأنا القوي طوال عمري. وقلبي منعته بل حاربته طويلاً حتى لا يقع فريسة مشاعر لا أعترف بها..
ما الحب؟
وكيف يحدث؟
ولماذا حدث؟
فيعود إليّ صوتي برجع الصدى ولا أجد إجابة لتساؤلاتي.
- خرجت اليوم مع صديقاتي، مكثت جالسة في مكاني أهذي بأي شيء، كانوا ينصتون وكأنني قد اعتليت المنبر مع أنني كنت أضع الكلمات والحروف سوياً كي أسد فراغ الوقت حتى يمضي!
- بالنهار أشعر بأني شخص وبالليل شخص آخر، ومعك أنا "قلب" لا أعرفه.. بل أعرف بعضاً من ملامحه التي فقدت منذ زمن.. لكنني أتعرف عليه الآن وكأنه قلب طفل صغير. يعشق الالتصاق بك ولا يجد راحته إلا بجوارك.
دليني ماذا أفعل؟
كنت أرقب ساعتي وأعلم يقيناً أن الوقت قد تأخر وأن سندريلا يجب أن تعود قبل منتصف الليل لكنها كانت تتثاقل في حركتها حتى اضطرت في النهاية للمغادرة، ولا ضرر، فالمسافة للبيت يمكن عبورها في ثلاث دقائق فقط. في تلك الدقائق المعدودة وجدت طيفك يلوح لي ثانية وشعرت للمرة الألف بأنك ستخرج أمامي من أي شارع، رغم تأخر الوقت، رغم استحالة ذلك، رغم اللامنطقية في التمني إلا أنها صارت منطقي.. منطق قلبي الذي لم أعهد عليه الكذب.
- في البعد أنا معذب وفي القرب صرت أستعذب عذابي معكِ.
كيف ذاك ونحن لا نلتقي.. ولا نتحدث.. ولم يبح منا للآخر عن مشاعره.. ولو حتى بكلمة أو تلميح.. أخبرني رجاءً.
- ألا تعلمين أنك سيدة أحلام يقظتي.. أنت من يدير الدفة.. أنت الآمر الناهي على قلبي. حكيت لك جميع الحكايا قبل النوم أتحدث إليك وكأنكِ بجوارى.. أسهر معك.. نلهو.. نمرح سوياً.. نضحك من قلوبنا حتى يغلبنا النعاس فنستفيق على دقات قلوبنا وقد ازهرت من جديد.
- يا الله.. قلبي لا يصدق. كنت أظن أنني الوحيدة التي تراك في أحلام اليقظة.. وكنت أظنك لا تبادلني نفس المشاعر.. حاولت استجماع قواي كي أبوح لك.. أو حتى ألمح ولو من بعيد.. لكن كبرياء الأنثى منعني وها أنا ذا أنتظرك حتى تبوح.. حتى تدخل البيوت من أبوابها.
- مشاعري متدفقة كنهر يسيل بلا توقف، تندفع مثل شلال من أعلى قمة في العالم.. لا أستطيع السيطرة عليها.. مهما حاولت.
لكن عقلي لا زال قابعاً في مكانه يشاهد فقط من بعيد وكلما حاولت معه لا أجد استجابة منه.
لكن، أليس الحب مجازفة؟ مغامرة وتوق للحبيب؟
أليس الحب مبادرة واقتحام، اقتحمني إذن إن كنت حقاً تشتاقني.. تريدني بداخلك أنت فقط.
- أنت لا تفهمينني ولن تفعلي..
أنا رجل ورغم قوة مشاعري إلا أنني لن أسمح لها بالسيطرة على عقلي.
أنا في معادلة يجب أن يتغلب فيها العقل على المشاعر ويجب أن يخرج منتصراً وبجدارة.
من الوهلة الأولى أعلم أن روحك لي لكنك لست لي.. تلاقت أرواحنا في مكان ما لكن ذلك لا يعني أننا يجب أن نلتقي. اختلاف الظروف يمنع عقلي من الاستمرار.. أخشى من خوفي.. صرت أسيراً له ولا أستطيع الحراك.. سامحيني.
- لا تقلها..
الخوف لا يعرف طريقه لقلب "الرجال". في عُرفي.. وعرف كل امرأة..
إن لم تُقدم وتنتزعني بكل قوة.. وتعلنها للعالم أني لك وحدك وأن قلبي لن يكون سوى لقلبك، فأنا لا أريدك.. وسأزهد فيك، ولو كنت آخر رجل في العالم.
- هلا غفرت لي؟
لم يعد يجدي الغفران.. لأنني طويت الصفحة ورغم ألمي سأبدأ من جديد.
وداعاً.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.