بعد غياب طويل عن الساحة الموسيقية أطل علينا مروان بابلو من جديد، نجم الراب المصري "Trap music". بابلو، الذي أعلن اعتزاله قبل أكثر من عام، بقي حاضراً بأخبار وشائعات عن العودة المحتملة، وتكهنات عن أسباب الاعتزال في البداية، ومن ثم تسريبات لمشاهد من أغنيته/تراكه الجديد. (لفهم أكثر لساحة الراب ومصطلحاته اضغط هنا)
"غابة" هو أحدث إصدارات مروان بابلو، الذي بتخطّيه حاجز الـمليون مشاهدة في 4 ساعات، وحاجز الـ4 ملايين مشاهدة في 24 ساعة فقط، يكون أنجح "أغنية/تراك" مصري، وأول من يصل لهذا الرقم، ليكون "التراك" الأسرع انتشاراً في تاريخ الراب المصري، كما أصبح أول "تراك" مصري يصل للمركز العاشر في قائمة Youtube Trend.
"كلامكو كله مثير للشفقة
أول ما جيت حلت البركة
طبقنا طابق على طبقك
دوا حقي دي مش صدقة
حلك مني عشان إنت عطلة
مشفتكوش أيام الحارة
أيام ما سهرنا تحت المطرة
أيام الأكشن والإثارة"
– من "غابة" مروان بابلو.
داما أم بابلو؟
(داما) هو الاسم المستعار السابق الذي استخدمه مروان لسنوات، قبل أن يتحول إلى "بابلو". وما لا يعرفه الكثيرون أن مروان بابلو حالياً أو "داما" سابقاً، صاحب تاريخ يمتد لـ6 سنوات من صناعة الموسيقى والغناء، واشتهر في 2016 باسم "داما" وكانت له عدة تراكات مميزة مثل (زئبق) و (دراما تيك).
"مش هاعرف احكي كل حاجة ف غنيت
اللي حبوني قالولي مريض لما خفيت
استغربت وفهمت لما لفيت
نزلت الشارع جبت فلوه وجيت"
_ من تراك "دراما تيك" لــ"داما"
وفي حوار قديم أجراه معن أبو طالب مع مروان بابلو، في عام 2016، ونشر علی موقع "معازف" يقول داما آنذاك: "إحنا كلنا سفاحين. يعني عشان نعيش في الواقع لازم نبقى سفاحين، زي الغابة كدا فاهم.. في الغابة في أسود وحيوانات بتتاكل من الأسود، فانت أكيد مش حتختار تبقى حاجة بتتاكل فاهم. أكيد حتختار تبقى سفاح".
_ من حوار داما/ بابلو في 2016 مع معازف.
يبدو تأثير "داما" في أحدث تراكات مروان بابلو واضحاً للغاية، إذ إن نفس المنطق والرؤية الذي تحدث بهما قبل عدة سنوات هما اللذان كتبا تراك "غابة" الذي تم إطلاقه يوم الخميس 25 فبراير/شباط 2021، في تمام الواحدة صباحاً.
"بص أنا بقيت محطوط في المزيكا خلاص، المزيكا دي الاستغناء عنها صعب. فيعني خلاص أنا هاعمل مزيكا، عايزني أعمل مزيكا ولا مش عايزني أعمل مزيكا حاعمل مزيكا، بس بص أنا جت عليا فترة لما سقطت في سنة تالتة ثانوي دية قلت بس خلاص، دي المزيكا حتضيعني، ومستقبلي حيروح بسببها، وقفت. وقفت كتابة ووقفت كل حاجة، اكتأبت، راجعت الكراسة اللي قدامي، سبت كل حاجة في المزيكا وركزت في الدراسة. بس بعد فترة ما قدرتش، رحت جايب الكراسة وبدأت أكتب، لقيت جوايا راحة نفسية، استريحت قوي، أنا بقى في اللحظة ديت عرفت إني مش حستغني عن الحوار دا أبداً، بيريحني، أنا باستريح وأنا كدا، فاهم".
– من حوار صحفي لداما سابقاً، مروان بابلو حالياً
توقف "داما" عن الغناء في 2016 ثم عاد في 2017 باسم "بابلو" بتراكات عديدة أبرزها (الغلاف)، (عايز فين؟) (أبو مكة).
بعد توقف "بابلو" عن الغناء خرج في بث مباشر عبر صفحته الشخصية على إنستغرام، وبدأ البث بجملة "أنا حزين إن أنا مموتش"، ووضح في البث أسباب اعتزاله التي تمثلت في الضغوط التي كان يواجهها والتي دفعته للاعتزال.
وأبرز تلك الضغوطات يمكن تلخصيها فيما قاله: "الناس استنت مني، الضغط زاد، الضغط بقی كبير أوي، الناس حطت لي توقعات عالية أوي وأنا بني آدم عادي".
في أولى حفلات "بابلو" في مدينة الإسكندرية، مسقط رأسه، أمطرت السماء مما كاد أن يتسبب في تأجيل الحفل، تم جمع جميع أدوات الصوت التي كان من المقرر إقامة الحفل بها بسبب المطر، ولكن "بابلو" الذي أراد أن يقدم نفسه لجمهوره الذي آتی أغلبه من القاهرة، قرر أن يقيم الحفل في مكان مغلق، وهو ما حدث بالفعل، ليبدأ بعدها "بابلو" في الانتشار في مصر كلها بحفلات ومقابلات وغناء مع نجوم في مجال الراب، مثل "أبيوسف"، أو مع فريق "كايروكي" الذي أحيا معهم أكثر من حفل.
سر النجاح
بابلو محبوب لعدة أسباب، أبرزها أنه يمثل نفسه، يكتب عن مشاكله، يتوقف وقتما يحب دون التزام، ورغم أي عواقب، شاب يشبهنا، لا يدّعي أنه يشبهنا، هو يشبهنا بالفعل. نجم ولكنه متواضع، يسب ويلعن في العلن وفي لقاءاته مثلما نفعل جميعاً، يكتئب وينعزل فيحزن كل محبيه، ويظل حديث كل محبي الراب حتی في غيابه.
يظهر وينجح ويحتل المنصات ويكون الأكثر استماعاً وتريند اليوم والأسبوع والشهر فيفرح كل محبيه. المميز في بابلو هو عدم النمطية، الاجتهاد الدائم وعدم الاستسلام للرفاهية التي قد يسببها النجاح، الرغبة الدائمة في مشاهدة تراكاته، وليس سماعها، كما يمكن سماع جميع الأغاني، هي حالة فردية خاصة بمروان بابلو. اجتهاده دائم، ليس فقط لتصدر التريند الذي يصعب تصدره بالأعمال المميزة الناجحة، ولكنها رغبة لوضع بصمة مختلفة في المجال الفني، رغبة في صناعة اسم "بابلو" الذي يتفرد ويتميز عن الجميع.
"أصل في الدنيا الناس نوعين
ناس بتصدي
وناس بتلمع
دماغ شغالة مش بتنام
ده سبب فشلنا في العلام".
-من تراك "الغلاف".
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.