سنتحدث في هذا المقال عن مدرب تشيلسي الجديد توماس توخيل. أُقيل فرانك لامبارد يوم الإثنين الماضي، وتم إعلان توخيل أمس الأربعاء بديلاً.
ما هو أسلوب توخيل؟
حسناً لنبدأ بالجانب السلبي، وربما الجانب الأكثر إثارة للقلق، توخيل قاسٍ، ومن المعروف أنه يتصادم مع مجلس إدارة النادي الذي يديرها، وأبرزها باريس سان جيرمان.
الآن كما نعلم، واجه مجلس إدارة تشيلسي أوقاتاً عصيبة مع مجموعة من المدربين في السنوات الأخيرة، بما في ذلك جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي وماوريتسيو ساري والآن فرانك لامبارد.
من المحتمل جداً ولن أتفاجأ إذا جلست هنا أكتب مقالاً آخر عن مدير جديد لتشيلسي في غضون شهور قليلة قادمة، مضيفاً توخيل إلى قائمة الراحلين. ومع ذلك، يجب أن ندخل في تلك المسألة بعقل متفتح، فنحن كمشجعين سوف ندعم المدرب الجديد بشكل كامل، وهناك الكثير من الأشياء التي نتحمس لها بخصوصه. أفضل ما لديه هو المرونة والعملية التي يتمتع بها توخيل عند استخدام تشكيلاته، وهو أمر تم انتقاد لامبارد لعدم القيام به.
لعب باريس سان جيرمان توخيل بشكل أساسي بخطة 4-3-3 مع الكثير من السرعة والتركيز على الهجوم كالسيل العارم. لكن توخيل كان مرناً ومعروفاً أيضاً باستخدام طريقة 4-2-2-2 أيضاً، وهي طريقة تناسب مواطنيه كاي هافرتز وتيمو فيرنر. وبداية من هذه الخطة، فإنه يحول شكلها تبعاً لمجريات المباراة والظروف القائمة وتدور التغييرات 5-3-2 إلى 4-4-2 وحتى 3-5-2.
أثناء حقبته في ماينز الألماني، اكتسب توخيل سمعة كواحد من أكثر المدربين الشباب ذكاءً من الناحية التكتيكية في كرة القدم الألمانية؛ حيث كان يغير التشكيلات بانتظام للتكيف مع ظروف كل مباراة، مع التمسك دائماً بأساسياته الفريدة. وقال لصحيفة الوقت (die Zeit) الألمانية: "هناك بالتأكيد أسلوب منسوب إليَّ جلبناه إلى طاولة اللعب في ماينز، سرعة التقدم للأمام وكرة القدم ذات العقلية الهجومية. أنا أفضل صفات معينة وأسلوب لعب نشيطاً، جرأة في الدفاع وسرعة في الهجوم".
ومن المعروف أيضاً أنه يتخذ مناهج غير تقليدية لعمله، فوفقاً لموقع البوندسليغا، مرة واحدة بعد هزيمة سيئة حفز لاعبيه باقتباس من أسطورة الدوري الأمريكي للمحترفين مايكل جوردان: "لقد فشلت مراراً وتكراراً في حياتي. وهذا هو سبب نجاحي".
كما تم الإشادة بتوخيل على تنفيذه لأساليب التدريب المبتكرة، وقد اشتهر باستخدامه للمراقبة اللصيقة (Man to Man)، تماماً كما فعل مع أندير هيريرا على تياجو ألكانتارا في نهائي دوري أبطال أوروبا 2020 ومن تابع المباراة يعرف أن باريس أضاع أكثر من هدف محقق، وكان هيريرا في أول شوط السبب الأكبر لخلق هذه الفرص.
نقطة إيجابية أخرى هي أن توخيل معروف بأنه مدرب "رعاية" رائع للمواهب، فهو يحب تطوير اللاعبين الشباب تماماً كما فعل مع كريستيان بوليسيتش وعثمان ديمبيلي في دورتموند. إذا نظرت إلى هذا من منظور تشيلسي، فإنه يرسم صورة رائعة لفتيان الأكاديمية، وخاصة إلى جانب حقيقة أن توخيل يحب أن تكون فرقه حيوية ومليئة بالسرعة.
المهمة الأولى
كانت أولى مهامه التدريبية تحت قيادة رالف رانجنيك في شتوتغارت، الذي يُعتبر أحد أكثر المدربين والمديرين التنفيذيين تأثيراً في العالم، لذلك تم تعليمه على يد واحد من أفضل المدربين وتخرج في مدرسة رانجنيك الصلبة.
في ماينز، أول وظيفة تدريب فردية حقيقية له، قادهم توخيل إلى المركز التاسع في حقبته الأولى حيث كان الأول للنادي في الدرجة الأولى. ثم قادهم إلى الدوري الأوروبي للمرة الأولى في تاريخ النادي بعد أن احتل المركز الخامس في 2011/12.
لا يزال توخيل المدرب الأكثر نجاحاً في تاريخ ماينز، حيث بلغ متوسط عدد النقاط في المباراة الواحدة (1.41) أكثر من يورغن كلوب، الذي كان مسؤولاً هناك في 2005/2006.
ثم حدث الشيء نفسه في دورتموند، حيث أصبح أنجح مدرب في تاريخهم بمتوسط 2.09 نقطة لكل مباراة في الدوري الألماني. حقق فريق دورتموند تحت إدارته معدل فوز بنسبة 62.9% وفاز بكأس الاتحاد الألماني لكرة القدم في موسم 2016-2017.
في باريس سان جيرمان، قادهم إلى المركز الثاني في دوري أبطال أوروبا، وفاز بدوري الدرجة الأولى مرتين، وكان معدل فوزهم 74.80%.
توخيل في المستطيل الأخضر
لعب توخيل اللعبة قليلاً عندما كان أصغر سناً في أوغسبورغ كمدافع، لكن تم تسريحه في سن 19 دون أن ينضم للفريق الأول على الإطلاق. ثم لعب مع شتوتغارت في الدوري الألماني، قبل أن ينضم إلى فريق الدرجة الثالثة.
أُجبر على تعليق حذائه نهائياً بسبب إصابة خطيرة في الركبة في سن 24 عام 1998. حاول لفترة وجيزة أن يسلك الطريق مرة أخرى ليكون محترفاً، ولكن هذا عندما بدأ رانجنيك مسيرته التدريبية بدلاً من ذلك.
حلم توخيل
لطالما كان حلم توخيل أن يدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو متحمس جداً للبداية مع تشيلسي. يصف عثمان ديمبيلي توخيل بأنه أهم مدرب في مسيرته. في النهاية وباختصار، حصل تشيلسي على مدرب رائع من الناحية التكتيكية، ويعرف كيف تختلف أنظمة اللعب ويطور اللاعبين ويجعلهم أفضل، إنجلترا تستعد اليوم لاستقبال اسم جديد سيلمع في البريمييرليغ.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.