متحدياً كورونا وغياب الدعم.. كيف حصد الوحدات لقب دوري المحترفين في الأردن؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/06 الساعة 13:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/06 الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش

بعد واحد من أطول المواسم الكروية في تاريخ المسابقة من ناحية المدة الزمنية والأكثر تعقيداً من نواحٍ تنظيمية، خصوصاً بسبب جائحة كورونا، حسم نادي الوحدات الأردني لقب دوري المحترفين قبل نهاية المسابقة بمرحلتين، بعد أن وصل لرصيد 50 نقطة وبفارق 12 نقطة عن أقرب مطارديه على اللقب، وهذا اللقب السابع عشر في تاريخ النادي منذ بداية مشاركته في البطولات الأردنية، واللقب السابع منذ تطبيق نظام الاحتراف في بداية موسم 2008/ 2009

بدأ الوحدات موسمه الكروي المميز بالفوز بمسابقة الدرع بعد الفوز على الرمثا في النهائي، نهاية شهر فبراير/شباط 2020، ومن ثم بدأت الماكينات الوحداتية المسيرة نحو لقب دوري المحترفين بتصدر الدوري الأردني منذ الأسبوع الأول حتى إحراز اللقب، حيث بدأ الطريق بالفوز على الأهلي بخماسية نظيفة، في بداية شهر مارس/آذار من عام 2020، ولم يتنازل الوحدات عن الصدارة منذ الأسبوع الأول حتى حسم الدوري هذا الأسبوع بعد الفوز على منافسه المباشر نادي الجزيرة بنتيجة 1/0.

واجه الوحدات وجميع الأندية المنافسة موسماً غير تقليدي مليئاً بالصعوبات والتحديات التي تفوق فعلياً قدرة الأندية، وبداية تلك الصعوبات هي عدم قدرة الاتحاد الأردني لكرة القدم على التعاقد مع راعٍ رسمي للمسابقات المحلية، ونتج عن ذلك غياب الدعم المالي باستثناء الدعم الحكومي والتلفزيون الأردني، ويمكن استنتاج حجم معاناة الأندية مادياً من خلال الجائزة المالية لبطل دوري المحترفين، والتي تبلغ 60 ألف دينار أردني (85 ألف دولار أمريكي)!

بعد نهاية الأسبوع الأول من مسابقة الدوري أعلنت الحكومة الأردنية الحظر الشامل في أنحاء المملكة، وهو ما نتج عنه إيقاف المسابقة لأجل غير مسمى، وهنا بدأت الأندية تعيش في دوامة حقيقية، حيث بدأ عجز أغلب الأندية عن دفع رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية وغيرها من النفقات، ووصل الحال إلى أن تطالب بعض الأندية الاتحاد بإلغاء الموسم الكروي، وهو ما رفضه الاتحاد في البداية.

بعد خمسة أشهر بالتمام والكمال، وبعد الرفع الجزئي لحظر التجول عادت الروح لملاعب كرة القدم، وعادت عجلة الدوري للدوران، وهنا بدأت المعاناة من نوع جديد، وهو استمرار المسابقات وفق بروتوكولات صحية تراعي الجانب الصحي في إقامة المباريات، واستبعاد اللاعب المصاب بفيروس كورونا من الكشف لفترة زمنية معينة، وغيرها من التفاصيل التي تضمن استمرارية المسابقة، وعانت جميع الأندية في هذه المرحله، بل إن نادي الوحدات تفاجأ في أحد الفحوصات بإصابة 31 من كوادره، منهم 12 لاعباً من الفريق الأول في يوم واحد، وهو ما أثر على فرص الفريق في المنافسة، ولكن روح الأسرة التي يعيشها أبناء الوحدات هي من ساعدت في تجاوز تلك المحنة وحوّلتها لنصر في آخر المطاف!

كانت معاناة نادي الوحدات مضاعفة، وبالإضافة لما حدث ومازال من جائحة كورونا، وغياب الدعم المالي، وضعف القدرات المالية للاتحاد الأردني لكرة القدم، وغياب الاستثمارات عن الأندية، وأيضاً عدم السماح للجماهير بالحضور، والوحدات معروف بقاعدته الجماهيرية الضخمة، فجماهير نادي الوحدات هي أساس فوز النادي بالبطولات والسر الحقيقي في تميزه، فقد بدأ الوحدات موسمه بقرار حل مجلس إدارته المنتخب بقرار محكمة نتيجة أخطاء في العملية الانتخابية، ومن خلال وزارة الشباب تم تعيين إدارة مؤقتة لتسيير أمور النادي لعدم إمكانية إجراء انتخابات جديدة بسبب جائحة كورونا.

وبروح الأسرة الواحدة تجاوز الوحدات كافة الصعوبات والتحديات في موسم تاريخي، وبقيادة جهاز فني وإداري من أبناء النادي بقيادة المدير الفني عبدالله أبوزمع، حقق أرقاماً قياسية، حيث حسم الفريق الدوري بجدارة برصيد 50 نقطة مع بقاء مباراتين وإمكانية الوصول لرصيد 56 نقطة، وهو رصيد غير مسبوق في تاريخ دوري المحترفين الأردني، وكذلك يتصدر هداف الوحدات السنغالي عبدالعزيز نداي الهدافين برصيد 12 هدفاً.

وسجل الفريق حتى الآن 39 هدفاً كأقوى خط هجوم، وتلقت شباكه 8 أهداف كأقوى خط دفاع، وحقق الفريق أعلى رقم في عدد الانتصارات برصيد 16 فوزاً، وهو الفريق الأقل تعادلاً من خلال تعادلين، وكذلك أقل عدد خسائر بخسارتين.

ونتيجة فوزه بلقب الدوري وحصوله على الرخصة الآسيوية سيمثل نادي الوحدات المملكة الأردنية الهاشمية في دوري أبطال آسيا، كأول فريق أردني يشارك في هذه المسابقة.

تاريخياً يعود تأسيس نادي الوحدات إلى عام 1965 في أحد المخيمات الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان، وبقي تابعاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا حتى عام 1966، حيث أصبح تابعاً لوزارة الشباب والرياضة الأردنية، ويسجل للوحدات أنه أول نادٍ أردني يزور فلسطين وذلك عام 1995، في زيارة تاريخية هي الأولى، تخللها إقامة 6 مباريات ودية في مدن الخليل وأريحا والقدس وغزة ونابلس.

في عام 1968 تم تصنيف فريق كرة القدم ضمن أندية الدرجة الثانية وصعد الوحدات للدرجة الأولى عام 1975، ومنذ ذلك الحين بدأت الإنجازات الكبيرة بداية من أولى البطولات، وهي لقب الدوري عام 1980، وهي البطولة التي حصل على لقبها الوحدات 17 مرة حتى الآن، يضاف إليها الفوز بكأس الأردن 10 مرات، ودرع الاتحاد 10 مرات، وكذلك كأس الكؤوس الأردنية 13 مرة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علي أبو صعيليك
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد