هل الرجال “فاشلون” في التعامل مع المرأة؟ أم أنها تهمة باطلة؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/25 الساعة 09:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/25 الساعة 10:44 بتوقيت غرينتش
istock\ تحسين العلاقات الزوجية

إن المرأة بطبيعتها كيان مرهف المشاعر والأحاسيس، فهي غالباً ما تحكم على معظم الأمور والمسائل بقلبها وليس بعقلها. فهي مخلوقة رقيقة جداً، حد الهشاشة، وحساسة عذبة تجاه أي مشاعر، سواء كانت رومانسية أو مشاعر ذات صبغة عائلية. فهي تبحث وتميل للكلمات الندية وتفتش في الأرجاء عن مشاعر الحب.

والمرأة عندما تجد من يبادلها الحب بصدق وصدق الحب، تجعل قلبها ميزاناً لكل المسائل والجوانب التي تتعلق بعلاقتها مع حبيبها، وتنحي العقل جانباً بلا دور فعال فيما يتعلق بكل ما يعتري علاقتهما. إذ عندما يصدق الحب وتشتعل نيرانه في الروح والفؤاد، عندئذ يكون الحب هو الملك المتوج الذي يدير حياتها.

يجعلها الحب تعيش في عالم مليء بالسعادة، ويجعلها تنظر إلى الحياة بنظرة مختلفة، نظرة ملؤها الأمل والإشراق والحبور. فالمرأة تخضع بطبيعتها لما تراه عينها جميلاً ولهذا نجدها تحب النظام والترتيب والاهتمام بكل ما يخص مظهرها وصورتها، ويمنحها الثقة الكاملة في ذاتها.

هل يفهم الرجل المرأة؟

أما إن تحدثنا عن الرجل، فنجد فيه القوة والعقلانية التي تجعله يستطيع أن يشعر المرأة بالأمان والطمأنينة إن هو صدق الحب وتحمل المسؤولية. والرجل بطبيعته عملي جداً ويفكر في الأمور بعقلانية شديدة ويحسب حساباته الخاصة قبل الإقدام على التجربة سواء عملية أو عاطفية. ودائماً ما نجد الرجل في شخصية البطل الهادئ العقلاني، الذي يحسن التصرف ويجيد مواجهة كل الأزمات التي يمر بها في حياته.

ورغم ذلك، فإننا نجد الرجل، رغم كل ما لديه من قوة وجلد، في بعض الأحيان  ضعيفاً، هشاً، كريشة في الهواء يحملها الريح على جناحيه بلا حول له ولا قوة، وهو في ذلك الحال يحتاج إلى امرأة تعطيه الحب والحنان والاستقرار.. وتشعره بأنه ملك عرشها.

وحين يجد الرجل الحب الصادق ويحصل على الاهتمام اللازم وتصل إليه تلك المشاعر سوف يعطي كل ما لديه من مشاعر فياضة. فلابد للمرأة أن تفهم طبيعة الرجل الذي تتزوجه، لكي تجيد التعامل مع هذه الطبيعة وتعرف كيف يفكر فتقرأ أفكاره دون أن ينطلق بها لسانه. ولابد أن يكون لديها ذكاء عاطفي في التعامل معه وتشاركه أفكاره وتتحدث معه في كل تفاصيل وخطط حياتهما صراحة لا تورية. وأن تشاركه في إيجاد الحلول والبدائل لخططهما إذا ما حلت بهما أعاصير الحياة ودمرت خططهما وتصوراتهما الأولى.

هل تفهم المرأة الرجل؟

على ضفة المرأة، إن استطاعت هي أن تفهم طبيعة الرجل سوف تضع قواعد أساسية للعلاقة بينهما. وإذا أدرك الرجل طبيعة المرأة التي معه والتي ستكون هي كل شيء في حياته العاطفية، صارت له بمثابة الأم والزوجة والصديقة. 

وسيجد نفسه، يتغير تلقائياً، فيبدل من طباعه وسلوكه وأسلوبه ونمط حياته يحاول لكي يشعرها بالسعادة والأمان الذى تحتاجه أي امرأة.

وعلى الرجل أن لا ينظر لنفسه بمنظور القوة ويستضعفها، ويجبرها على فعل كل ما يريده هو ولا يهتم لما تريده هي لمجرد أنه الرجل والأقوى. فقد يحرم الرجل المرأة من تحقيق ذاتها لمجرد أن لديه عقداً نفسية متراكمة تجعله يفكر بهذا المنطق الأناني. فلابد أن ينظر لها نظرة المودة والحب ويكون هو السند والدافع الذي يدفعها لتحقيق ما تريد.

صحيح أن المرأة دائماً ما تحب الرجل الوسيم ولكنها تنظر أكثر لرجولته ومدى احتوائه لها والأمان الذي يشعرها به. وهي في ذلك تفكر هل هذا هو الرجل الذي تحلم به؟ هل هو الفارس الذي يأخذها على الحصان الأبيض كما في الروايات؟ هل هو الأب والزوج والرفيق والأخ؟

وإن استطاع الرجل أن يرسل لها كل تلك المشاعر والأحاسيس سوف يمتلك العالم بحبها له.. فتلك المرأة هي من ستصنع معه المستقبل وهي من ستكون أماً لأولاده وستجعل منهم أسرة سوية يعيشون حياة هانئة أساسها بدءاً من الاختيار الموفق وبدايتها كانت الحب والاتفاق ورباطها هو التفاهم والارتباط والمودة والرحمة كما أمرنا رب العالمين. ونتاجها هو أولاد سعداء مستقرون نفسيًا مرتبطون بأبويهم ويعتبرونهما قدوة وفخراً لهم، ينشأون على الحب والترابط الذي رواهم به أبواهما.

فاصنع من الحب عالماً يجعلك تعيش ملكًا، واصنع لأولادك مستقبلاً يجعلك فخوراً بهم.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
منى فتح الله
كاتبة ومدونة مصرية
كاتبة مصرية
تحميل المزيد