دور واحد لممثل صادق يمكن أن يعيد تشكيل كل شيء بالنسبة لك، يساعدك في الوصول إلى حالة روحانية خاصة تعيد معها ترتيب حياتك، أو كما قال أرسطو، حالة من "التطهير" تحدث في تلك اللحظة التي تنفعل فيها إلى الدرجة التي تحررك من المشاعر الضارة، من هنا صرت أعلم أهمية الدور الذي يلعبه الممثل، هو ليس "مؤدياً"، هو شخص يبتكر لك عالماً ويكون مسؤولاً عن اصطحابك إليه، لتنعم بحيوات لم تعشها ومشاعر ربما لم تختبرها من قبل، وحالات لا يصير وعيك وحياتك من بعدها كما كانا من قبلها، دور واحد إما جيد فيسعدك أو سيئ فيحبطك ويضيع وقتك، لكن ماذا لو كان سيئاً جداً؟!
الأدوار التالية كانت الأسوأ على الإطلاق في 2020:
1
ياسمين صبري
دور لفتاة من عائلة ميسورة تتعرض للخيانة من خطيبها فتقرر الانتقام منه بطريقة غريبة، قصة تبدو شيقة للوهلة الأولى، قامت ببطولتها ياسمين صبري خلال مسلسل "فرصة ثانية"، والذي عرض ضمن السباق الرمضاني لتتحول من بعده نظرة المصريين للفنانة –الجميلة- ياسمين صبري.
في شهر أبريل/نيسان الماضي خرج الناقد الفني المصري طارق الشناوي ليتحدث بتفاؤل شديد عن المسلسل المنتظر للفنانة الشابة ياسمين، مؤكداً أن تلك هي فرصتها الحقيقية لتثبت إن كانت بالفعل نجمة ستنطلق إلى آفاق واعدة عقب نجاح مسلسلها في العام السابق "حكايتي"، بحسب طارق الذي قال "المسلسل الثاني يؤكد النجومية أو يلغيها"، لكن يبدو أن ياسمين أخفقت إلى حد كبير للدرجة التي بدأت معها الانتقادات منذ الحلقة الأولى في المسلسل، حتى أن طارق الشناوي نفسه عاد ليقول: "أخفقت ياسمين في الفرصة الثانية ويبدو أنها تحتاج إلى فرصة ثالثة!" انتقاد الشناوي للدور لم يقف عند حدود أداء ياسمين لشخصية "ملك"، ولكنه امتد للكتابة نفسها، والتي أخفقت إلى حد بعيد، بحسب الشناوي الذي لم يكن الوحيد الذي انتقد المسلسل بعنف.
2
ريهام حجاج
كنت من محبي تمثيل ريهام حجاج، كانت البداية مع مسلسل سجن النسا، ثم تطور أداؤها ودخل إلى قلبي مع مسلسل الكبريت الأحمر، لكن ممثلتي المحبوبة فجأة لم تعد كذلك مع بداية تصدرها البطولة المطلقة، كانت البداية مع "كارمن" عام 2019 واكتملت الصورة الحزينة مع "لما كنا صغيرين" في السباق الرمضاني 2020، حتى أنني تحاشيت استكمال مسلسلها في شهر رمضان الماضي بعدما كنت أنتظرها، بدا لي كل شيء يتعلق بها مزيفاً ومفتعلاً فجأة، شعور تأكد مع الأزمة التي اشتعلت بسبب أفيش المسلسل الذي تصدرته حجاج على حساب كل من خالد النبوي ومحمود حميدة، وفي الوقت الذي لم يبال فيه حميدة بالمسألة وقتها، انفعل خالد النبوي لدرجة التهديد بالاعتزال.
غضبة النبوي كانت على حق، فهو بالتأكيد كان شاهداً على الأداء الهزيل للفنانة الشابة التي بدت بطلة بالدراع، يعلم صناع المسلسل أنه لها وليس لهم، حتى قال عنها الناقد طارق الشناوي: "لم تستطع ملء مكانها كبطلة وتحتاج فرصة ثالثة"، وهي وجهة النظر التي دعمتها الناقدة ماجدة خيرالله.
3
حلا شيحة
عقب عودتها بعد غياب طويل تصورت أنها ستكون الأفضل في الأداء عام 2019 في ظهورها المباغت مع محمد رمضان في مسلسل "زلزال"، لكن أداءها كان عادياً لدرجة أنني قلت بالتأكيد ماتزال تحت تأثير الغياب، والمرة التالية ستكون الأفضل، لكنني فوجئت مثل الكثيرين بالأداء المزعج جداً لها في مسلسل "خيانة عهد"، حيث بدا أنها خضعت إلى عدة عمليات تجميل أعادت تشكيل ملامحها بشكل منفر لم يؤثر فقط على قبول الجمهور لها، ولكن على أدائها التمثيلي أيضاً، حيث كان يتطلب دور المرأة الشريرة المؤذية الذي قدمته خلال العمل كثيراً من الانفعالات والتعبيرات التي لم يبد لها أثر على الوجه العامر بالبوتكس والفيللر والخالي من التعبيرات، ما جعلها تقدم واحداً من أسوأ أدوارها على الإطلاق.
4
درة
نجاح ساحق حققه مسلسل "إلا أنا"، خاصة مع حلول حكايته الأشهر والأكثر تأثيراً "ربع قيراط" والتي ما إن انتهت حتى بدأت القصة الأسوأ في المسلسل الذي يحمل قصصاً متفرقة، قصة "أول السطر" من بطولة درة، حيث قدمت شخصية سلمى المرأة التي يتوفى شقيقها وزوجته تاريكن لها أطفالاً تصير هي المسؤولة عنهم.
درة بالنسبة لي هي امرأة جميلة وسيدة تملك ذوقاً استثنائياً في اختيار ملابسها، حتى صارت أيقونة في الأناقة والجمال، لكن يبدو أن هذا هو كل ما تملك، ففي الواقع لا أراها ممثلة جيدة بأي شكل، ربما كانت الأدوار التي تقدمها من قبل مكتوبة ومقدمة بشكل يعفيها من الانتقاد الحاد، لكن هذه المرة انكشف الغطاء عنها مع سيناريو متواضع وقصة بائسة، فانهالت الانتقادات العنيفة التي لم يبد أنها سر حتى أنها قيلت على مرأى ومسمع منها بإحدى المجموعات التي الخاصة بالمسلسل، ما أجبرها على مغادرة المجموعة لتعلق لاحقا بأن التعليقات حول أدائها كانت قاسية.
5
نبيلة عبيد
حين رأيت أداءها في "سكر زيادة" لم أملك تفسيراً لماذا أنا غاضبة منها إلى هذا الحد، أكثر من كل المشاركات في المسلسل، هي بالذات، كانت الأسوأ حتى وجدت التفسير أخيراً لدى الناقد والمسرحي الروسي كونستانتين ستانيسلافسكي، الذي قال: "فنحن في الحقيقة نفكر ونحزن ونحلم في سرعة إيقاعية معينة، لأنه حيثما توجد الحياة يوجد الفعل، وحيثما يوجد الفعل توجد الحركة، وحيث توجد هذه الأخيرة توجد السرعة الإيقاعية".
لقد فقدت نبيلة سرعتها الإيقاعية، هي لديها وجهة نظر عن نفسها وعن المشاهد تقدمها، فلا تقدم دوراً فنياً ومن ثم فقدت حالة الإحساس التمثيلية أيضاً، ظهرت وكأنها في مباراة بشخصيتها الحقيقية مقابل شخصية نادية الجندي، نظراً للعداء التاريخي بينهما، وهو ما راهن عليه المنتج لتخرج النتيجة هزيلة وتحظى نبيلة بالأداء الأسوأ من بين الأدوار الأربعة، حيث لم يبد دورها مناسباً لسنها أو لطبيعة المشاكل الصحية والشكلية التي تعاني منها في الحديث والتعبير على حد سواء، لكن يبدو أن كل الهجوم والغضب والانتقادات الحادة للمسلسل لم تشكل لنبيلة عبيد سوى مجرد "مضايقات" أكدت أنها قد اعتادت عليها منذ وقت بعيد!
6
سميحة أيوب
ظل السؤال الأبرز لدى الكثيرين لماذا شاركت سيدة بحجم وتاريخ سميحة أيوب، السيدة المثقفة التي خابرت آلاف النصوص القيمة والعظيمة، لكتاب بحجم جان بول سارتر ونجيب محفوظ، كيف وافقت على نص ساذج وسيناريو ضحل كـ "سكر زيادة"، في دور وضعها كأم لـ "نادية الجندي"؟
تمتلك السيدة ما يكفي من الأعذار على أنها أدت الدور باقتناع بل وحب، لكن أي منها لا يعنيني في شيء، في النهاية أخفق المسلسل وخرج من دائرة الكوميديا إلى دائرة "التهريج" كأكثر المسلسلات التي حظيت بهجوم وتنمر من قبل المشاهدين والنقاد على حد سواء، بحيث لم يشفع للسيدة تاريخها وحجمها أمام بؤس الدور.
7
يوسف الشريف
هذا العام أراد الممثل الشاب يوسف الشريف أن يقول للجميع "أنا خارج المنافسة"، فانطلق وسط سيل مسلسلات رمضان الماضي بمسلسل مختلف بالفعل هو النهاية، حيث قام فيه بدورين، أحدهما لآدمي والآخر لروبوت، والحق أنني لم أستطع أن أفرق بين الاثنين، ففي الحالتين كان التمثيل آلياً بلا فروق تذكر سوى بعض الانفعال لدى النسخة الآدمية.
يوسف ليس مرضياً عنه لدى النقاد، حيث اقترن الحديث عنه هذا العام بذلك الشرط الذي يضعه متعمداً في العقود الخاصة به حول عدم قيامه بلمس أي زميلة خلال العمل الفني، ما أجج الثورة ضده، فاتهمه العدل بأنه "قليل الموهبة"، فيما أكد الشناوي أنه نشاز، ولكن حتى مع غضبة النقاد التي تتعلق بـ "التصريحات"، فإن غضبتي أنا تتعلق بالأداء الذي لا يختلف من عمل لآخر نفس نبرة الصوت والتعبيرات والشكل العام مع تغير الملابس والقصة ومواقع التصوير.
8
ظافر العابدين
لم يتوقع الفنان الوسيم ظافر العابدين أنه سوف يتعرض إلى هذا الكم من السخرية مع أول تجاربه لتقديم شخصية بخلاف الشخصية المكررة التي اعتاد تقديمها في عمل بعد آخر كما هو الحال في عروس بيروت، هذه المرة أراد تقديم شخصية مصاص دماء في عمل "رعب" بعنوان خيط دم، عرض في السينما خلال 2020 لكنه بالنسبة لتاريخ ظافر كان الأسوأ على الإطلاق، حيث تحول الفيلم من رعب إلى كوميديا حتى أن بعض المشاهدين تساءلوا بجدية "أين الرعب؟" لتبقى صورته النهائية في الأذهان مجرد مصاص دماء بائس مصاب بالمغص.
9
أحمد فهمي
ربما هو الفنان الوحيد على الإطلاق الذي خرج ليؤكد على فشله وسوء أدائه، هذه المرة الحديث عن الأداء السيئ ليس من حكمي أنا ولكن من حكم بطل "رجالة البيت" الشاب الذي كان تعبير واحد من وجهه يضحكني من القلب، سواء كان ذلك في سمير وشهير وبهير أو ورقة شفرة، لكنه منذ انفصاله عن الثلاثي بدأ الانهيار حتى وصل إلى أقصى درجاته في مسلسل "رجالة البيت" هذا العام، ليخرج في النهاية ويؤكد في تصريح صريح جداً "زعلان إني خذلتكم".
10
أكرم حسني
يعد أكرم حسني واحداً من الفنانين المحظوظين الذين بدأوا من الصفر بمجهودهم الشخصي وواصلوا التقدم بشكل مطرد حتى وصلوا إلى مراحل لا بأس بها بمجهود الشخصي، حين رأيت أداء أكرم حسني عام 2019 تصورت أن القفزة سوف تكون أعظم في 2020، فمن "ريح المدام" و"الوصية" يبدو ظهور أكرم كافياً على الشاشة كي يضحك المشاهد، لكن هذا لم يحدث في المسلسل الأخير رجالة البيت، والذي لم يخفق نقدياً وجماهيرياً فقط، ولكن أيضاً كان الأكثر تسجيلاً للأخطاء رقابياً، صحيح أن أكرم حسني لم يكن من بين المعتذرين عن مستوى المسلسل، وحاول على استحياء الدفاع عنه وشرح فكرته، لكنني مع هذا كله ألتمس له العذر، حيث يعتبر ذلك هو الإخفاق الأول، الذي لم يمنح من بعده وعوداً، ولكن صمت، أتوقع أن يأتي من بعده عمل لائق ومميز.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.