كاميرا، وابتسامة، وحساب على مواقع التواصل؛ لن تحتاج إلى أكثر من هذا حتى تبدأ رحلتك كـ"مؤثر" في عالم السوشيال ميديا، مع كتابتك للمحتوى الذي تريد جذب الناس به، ثم كل ما بعد هذه البداية، سيأتي بالتدريج، خصوصاً إن كنتَ تروّج لشيء تتبناه سياسات منصات التواصل الاجتماعي.
هكذا فعل الشاب "نصير ياسين" صاحب مشروع "Nas Daily"، الذي بدأ منذ سنوات على استحياء، ثم سرعان ما انتشر في كل مكان، عبر الإعلانات، وعبر ترويجه الشخصي لنفسه ومحتواه، وعبر ترويج فيسبوك له فيما بعد.
يقول نصير إنه فلسطيني إسرائيلي، ونعم، يقولها بتلك البساطة، كأن تقول إنك مصري كندي، أو أمريكي هندي، كأنه يحمل مجرد جنسيتين عاديتين مزدوجتين، لا تحمل أيٌّ منهما بُعداً معقداً. ثم يعرف "ناس" نفسه للناس على أنه رحّالة يحب السفر، تخرج في "هارفارد"، ومنها بدأ العمل في شركة تقنية عالمية يتقاضى منها 120 ألف دولار سنوياً، لكنه ترك وظيفتها الثرية بحثاً عن "شغفه"، تلك الشماعة التي يعلق عليها كل المؤثرين شهرتهم، فبدأ مشروعه في فبراير/شباط 2016. إذ يتميز بالمواظبة على تصوير دقيقة واحدة يومية، من مكان يزوره ويحكي عنه.
وُلد نُصير عام 1992، في قرية عرابة البطوف بالداخل المحتل، التي هي فلسطينية على كل حال، لكن تقول إحداثيات الموقع إنها في بقعة اسمها "إسرائيل"، عُرف منذ صغره بتفوقه، وبرز في مسابقات الموهوبين والمتفوقين، وكانت ميوله منذ البداية منصبّة على العلم فقط، كما نرى من حواره الذي عثرنا عليه في مجلة "بكرا" بعد فوزه بمنحة "هارفارد" عام 2010.
ولا شك أن "هارفارد" كانت نقطة أساسية في ذلك التحول الذي عزز ميول الشاب الطموح إلى الوصول لكل الناس.
"إذا أغرقت الحجر بالماء، لن يحدث شيء، وإذا أغرقته لليوم التالي لن يحدث شيء، لكن مع تكرار الأمر بشكل مستمر، فإن الحجر سيتغير"، هكذا يقول نصير، وهذه هي الواقعية الشديدة التي تصلح أن تلخص ما يقوم به، لن نقول إنه يستهدف إسفنجة هشة تمتص كل ما يُسكب فوقها أو تنغمس فيه، ولا يستهدف خشباً علاقته بالماء ليست جيدة على كل حال، وإنما يستهدف أحجاراً صلبة، لا يؤثر بها الماء إلا على مدى طويل جداً، أجل إنها أحجار، ولكنها ستتأثر.
يقول نصير عن المكان المعقد الذي نشأ فيه: "غادر بعض الفلسطينيين، وتعرض بعضهم للقتل، في حين بقي بعضهم على أراضيه. لقد بقي شعبي"، بتلك البساطة يفسر نصير مسألة فلسطين واحتلالها، كل ما في الأمر أن البعض قُتل والبعض غادر والبعض بقي، وليس مهماً أبداً أن نعرف من هو البعض الذي قُتل، ومن قتلهم، وكم عدد هذا البعض؟ وليس مهماً أن نعرف من بقي؟ ومكان مَن؟ وكم عدد الذين بقوا من البعض الأول ومن البعض الثاني، وليس مهماً أن نفهم أي الشعبين مقصود بكلمة "بقي شعبي"، أم إنه في النهاية شعب واحد؟ ولا فرق بين مواطن ومستوطن.
يغض نصير الطرف عن مئات القرى الكاملة التي دُكت فوق رؤوس أصحابها، ومئات الآلاف من الفلسطينيين الذين هُجروا بينما كان أبناؤهم على الجبهات في المقاومة الشعبية، ومليون فلسطيني أخرج من أرضه رغم أنفه، لتسكن العصابات الصهيونية مكانهم، وآلاف ذبحوا ذبحاً في المخيمات والمدن والقرى، بمجازر ضمن الأبشع في تاريخ البشرية، في سرقة لأرض قال عنها ياسين في وقت آخر: "لأنه يوجد في الحياة أمور أفضل وأكبر وأكثر أهمية للتركيز عليها، بدلاً من الخلاف على اسم قطعة من أرض".
فلسطين في أجندة نصير عبارة عن "قطعة أرض"، لا أكثر ولا أقل، لا تمثل شعباً يعيش فوقها، ولا قضية تمتد من أقصاها إلى أقصاها وبين هذا وذلك "أقصى"ها، هي مجرد شيء مادي، وحدود يختلف حولها هؤلاء وأولئك، ولا بأس عنده في القبول "بحدود إسرائيل الحالية"، كما يراها، والتي تمثل ثلاثة أرباع فلسطين الأصلية، وذلك كرمٌ من الرجل، أنه أبقى للفلسطينيين غرفة يعيشون فيها ضمن بيتهم الكبير الذي راح للمحتل.
لن يحدثنا نصير في "ناس دايلي" عن الجدار العازل، وما يمثله من معاناة لأهالي الأراضي المحتلة، ولن يذكر عدد الشبان والشابات الذي قُتلوا وهم يحاولون تسلقه، ولا عدد طلقات الرصاص الحي على جانبيه، التي بالتأكيد كانت مصوبة تجاه طفلٍ يحاول العبور ببراءة إلى الجهة الأخرى، ورغم كل ذلك لن يقول ياسين سوى "إنه يجعل التنقل أكثر صعوبة". كل ما يفعله الجدار هو تصعيب مسألة التنقل من مكان إلى مكان.
ويكمل الشاب في الفيديو رقم 328 له، في فلسطين، قائلاً إن هدفه من ذلك الفيديو إظهار أن "الحياة هنا صعبة بسبب الجدار، بسبب الحصار، بسبب إن مفيش إنترنت في الموبايل، لكن رغم ذلك فهي قادرة على أن تكون دولة عادية، وحياة عادية معظم الوقت". وكان ذلك بالمناسبة، خلال حديثه لقناة "أون تي في" المصرية، في تقرير لها عنه بـ2017.
ويضيف نصير في فيديو عن فلسطين في خمس دقائق أنه "ليس من السهل المرور عبر نقاط التفتيش المتعبة"، لم يذكر شيئاً عن "استحالة" المرور، ولا عن الدماء التي سقطت من الذين كان كل أملهم المرور فقط. ويكمل "ليس من السهل العيش في مخيم للاجئين"، كل هذه أمور ستشعرك بـ"إنصاف" نصير ياسين، ذلك الشاب الذي يشبهنا ويبدو على ملامحه الانزعاج من ذلك الوضع، لكنك لو ركزت قليلاً، ستجد الفاعل عند نصير مجهولاً، ستجد كل شيء مبنياً للمجهول، كأن احتلال فلسطين نفسه لم يكن إلا صدفة، وليس بفعل فاعل.
ويروج الشاب لمدينة عربية "مشبوهة"، واسمها "روابي"، ويتهم الفلسطينيون صاحبها بالتطبيع مع الاحتلال، ويقول نصير إنها مدينة بناها الفلسطينيون للفلسطينيين، بمدينة ملاهٍ تحت الأرض وإطلالة جبلية رائعة فوق الأرض، لنتناسى مسألة الاحتلال والمستوطنات، فلا بأس أن نعيش كلنا في مكان واحد، ويؤكد نصير لمن يسألون عن مستقبل فلسطين، أن هذا هو مستقبلها، ويقولها بكل احتفاء.
أما بالنسبة للطعام فإنه يحكي عن الزيتون، دون أن يشير إلى تاريخه وارتباطه بفلسطين، ودون أن يذكر أن أحدث أشجاره عمراً تفوق عمر "إسرائيل"، وهو العقدة في المنشار التي تذكر المستوطنين بأنهم حديثو ولادة، أنهم أبناء اليوم المسروق، فيحرقون الأراضي على أصحابها، ويقتلعون أغصان الزيتون التي تعني.. فلسطين.
يحكي نصير عن الشعبين الودودين، كلا منهما على حدة، لكن بينهما بعض "الخناقات"، والصراع اليومي المزعج، وكل يوم تظاهرة واشتباك، من الجانبين، هؤلاء يرفعون علم فلسطين وأولئك يرفعون علم إسرائيل، ورجال الأمن الطيبون يقفون فيما بينهم ليمنعوا أي مشاكل قد تحدث، مع أنهم في نظر "ناس ديلي"، مجرد شعبين يعيشان في المنطقة ذاتها، لهذا مسجده الأقصى، ولذلك حائط مبكاه، وفي النهاية يجمعهم حب وجيرة.
في حوار له مع موقع "الفصلة" المصري، الذي يتخذ في القاهرة ودبي ولندن مقرات له، وتحت عنوان عريض على الموقع "حوار الفصلة مع أول إسرائيلي مرحب به في مصر". تقدمه الفصلة على أنه شاب "يكسر النمط الفكري"، ويحاول إثبات أن "السلام في الشعوب"، ويأتي ذلك مصحوباً بصور خلفية لحاخامات يهود صهاينة يحيطون رجلاً عربياً ويبتسمون جميعاً "زي السمنة على العسل"، وطفل "إسرائيلي" يصلي على حائط البراق، الذي عندهم "حائط المبكى".
وهذا هو الأمر عنده وعند من يروج له بالضبط، قضية فلسطين عبارة عن "نمط فكري" يجب كسره، ويجب إبراز السلام الذي في الشعوب، باعتبار أن هناك "شعباً إسرائيلياً"، فضلاً عن كونه متسامحاً وودوداً، "بس إحنا اللي وحشين".
ويحكي عن ارتباط كونه فلسطينياً حاملاً للجنسية "الإسرائيلية" بأنه "جاسوس"، مؤكداً أن لا وقت عنده ليكون جاسوساً، والحقيقة تبدو من كلامه أن لا حاجة إلى أن يكون جاسوساً، وهو "إسرائيلي" بالفطرة. وسط الفيديو ستجد أن نصير له الفضل في التعريف بمصر كأرخص البلاد التي تستطيع السياحة فيها مقارنةً بدول العالم الأخرى، وأن الفليبين من أجمل الأماكن التي يمكنك زيارتها، وأن الهنود مجهتدون ومن أنظف الشعوب.. وأن "الإسرائيليين والعرب مش دايماً بيتخانقوا".
ويتوسط لنا نصير ياسين، كتّر خيره، عند مستوطن إسرائيلي، قال إن نصير "يبدو ذكياً"، ولم يصدق الرجل أن نصير من أصل عربي، بل يبدو فرنسياً، ويقول نصير إن "العرب أذكياء وهم أولاد عمكم"، كأنه يتوسل له أن يقبل بوجودنا على أرضنا، وأن العرب ليسوا يهوداً كما يظن الصهاينة -باعتبار اليهود شتيمة في ميراثنا العربي-، لكن الرجل يصر على ذلك، فننتهي من الفيديو إلى أن بعض "الإسرائيليين" سيئون بالفعل، مثل بعض العرب، لكن المدهش كان في عداوة ابنة الرجل الصغيرة وكراهيتها للعرب، وهنا اندهش نصير لأن ليس على الأطفال أن يكبروا على تلك الكراهية، وكانت تلك هي الرسالة الخفية من الفيديو، ليس الرجل، وإنما "الأطفال الذين لا يجب أن يعرفوا الكراهية"، جيل لا بد أن يكبر على حب الغير، ولو كان مغتصباً أرضه وهادماً بيته وقاتلاً جده وسجان أبيه.
ويأسف نصير ياسين على وصف الرجل للعرب بالإرهابيين، وأنه لو كان بيده لمنع دخول كل الفلسطينيين إلى الداخل المحتل، ويحاول الشاب توضيح الأمر بأنه ليس من هؤلاء الإرهابيين الذين يظهرون على الشاشات. وبالتأكيد هؤلاء الإرهابيون في تعريف نصير ليسوا إلا المقاومة، وليسوا إلا أطفال الحجارة، وسنجد في النهاية أنه ليس من هؤلاء الذين ينتمي إليهم محمد الدرة، الإرهابي الصغير. ليصل في النهاية مجدداً إلى أن ليس كل العرب إرهابيين ولا كل "الإسرائيليين" أشراراً. هذه شائعات، حتى احتلال فلسطين سنكتشف إنه مجرد إشاعة.
وهنا، يتحدث نصير عن "إسرائيل" في 10 دقائق، يصحبنا خلالها في الجمال الإسرائيلي، جمال شواطئهم ووجباتهم وعاداتهم وعباداتهم، كل هذه الأشياء أمر واقع يجب علينا التسليم به، هذه ما يريد قوله لنا من خلال الفيديو، علينا أن نعتبر "إسرائيل" دولة لها شعب وثقافة، وها هو ينتقل بنا مباشرة إلى التعريف بتلك البقعة من الأرض.
هنا، حيث يعيش اليهود والمسلمون والمسيحيون معاً في الأرض نفسها، بكل سلام وحب، حيث أسري بمحمد من هنا، ومات المسيح هنا، وغنت فيروز لهذه المدينة، ويُعزف فيها نشيد "إسرائيل" الوطني، ومن هناك إلى "تل أبيب"، سيجلس الشاب بين فتاتين بالبكيني، ليقول لنا إن الناس هنا على عكس القدس، لا يهتمون بهوية الإله الذي تعبده، مبدياً ارتياحاً شديداً لذلك المكان، مستمتعاً بالشاطئ، وشارباً الخمر، وآكلاً "الشكشوكة"! التي تعدها أمي كجزء من تراثنا العربي والفلسطيني، فجأة صارت من أطباق "إسرائيل" كما يرينا نصير.
ووسط هذه "الصهيونية" كلها، ينتظر نصير أذان المغرب الرمضاني ليفطر على التمر والماء، وأنا الآن أشعر بلزوجة في أصابعي وأنا أكتب على لوح الكتابة في جهازي، ما كل هذا يا رجل؟ أي انسلاخ وأية ميوعة؟ ثم يأخذنا في رحلة إلى الناصرة التي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون معاً، وهذا سنجده في وطننا العربي كله ولا بأس، لكن لماذا هنا؟ لأن ذلك يحدث في ظلال "دولة إسرائيل" المجيدة الرحيمة المتسامحة التي توفر مساحة الحرية للأديان.
ومن الأرض التي تفرقنا -من وجهة نظره- إلى الشيء الذي يجمعنا، الطعام، حيث سنجد طعاماً فلسطينياً وطعاماً إسرائيلياً، وعلينا تجربة الاثنين بنوعٍ من الـ"هممم"، بكل هذه الكمية من التسامح المفرط، إذ نأكل هنا وهناك، ليجتمع في بطننا طعام الخصمين الشقيين، الولدين المتصابيَين، اللذين يملكان طعاماً لذيذا، فلمَ نصدر ضجيجاً غير ضجيج الملاعق؟
"مصر بدون سياسة" أو مصر بعيداً عن السياسة، هذا ما اختاره "ناس دايلي" لحلقاته في مصر، دعونا ننس السياسة، الانتخابات والمؤيد والمعارض، لأن السياسة تنسينا الأصل، وهو البلد نفسه، هكذا يرى "نصير"، الحياة يجب أن تكون بالتسامح الكافي لننسى السياسة، بغض النظر عما يحدث داخل أروقتها.
وفي اليوم التالي يظهر نصير وسط عشرات الشباب المصريين، مفتخراً بهم، ومفتخرين به، والحال محصل بعضه، وتشم من المكان رائحة مقززة لجهل عميق، جعل هؤلاء يصدقون ذاك. والفيديو كله ستجده عادياً، يتحدث عن بلادك بشكل جميل، لكن إن أردت البحث عنه مجدداً لتشاهده أو أن تنصح به أحد الأجانب ليزور مصر، فلا تنسَ العنوان "إيجيبت ويذاوت بوليتيكس".
والكثير جداً مما لن نحصيه من المقابلات والأحاديث والفيديوهات، التي يظهر فيها الشاب "المتسامح" ذو الهوية المزدوجة، داعياً إلى السلام ونسيان المواضيع التافهة مثل الأرض والتاريخ والجغرافيا، المهم هو الواقع وما يفرضه علينا من تبادل للثقافات وقبول للآخر.
وها هو يدعو إلى منحة تدريبية يستقطب فيها 80 عربياً من صناع المحتوى، ليدربهم في خلال 6 أشهر، برواتب يأخذونها طوال تلك الفترة، لا لشيء إلا لأنه يريد أن يصبحوا ناجحين مثل مشروعه "ناس دايلي"، الذي هو عادي تماماً، ليس له أي أجندة ولا رغبة غير نشر الثقافات المختلفة وكسر الصور النمطية.
نحو 30 مليون متابع، كثيرون منهم من العالم العربي، يتجرعون ذلك السم لمدة دقيقة يومياً، دقيقة واحدة فقط يحتاج إليها نصير ليتسلل بأجندته إلى أذهانهم وقلوبهم، مدعوماً من منصة فيسبوك نفسها، وممن وراءه ممن لا نراهم، ليوصل لهم رسالة مفادها "التسامح".
إن نصير ياسين ليس فرداً أبداً، بل منظومة كاملة، تعمل بجهد واجتهاد، ليل نهار، في سبيل صورة أخرى من التطبيع، صورة ناعمة من الاحتلال، عبر تجييش الجيل الصاعد، وليس فقط خداعهم، وإنما كسبهم في صف "التسامح"، الذي يجعلهم لا يحملون حجارة، ولا يرمون نبلة، ولا يعبئون مقلاعاً، ولا يشعلون ناراً، فيمن يحتل أرضهم، داعياً إلى نسيان "الخناقات" القديمة، والتركيز على اليوم فقط.
هذا هو الإعلام يا سادة، وهذه هي وسائله الخفية، أو كما عرفها المنظرون "رصاصاته السحرية"، التي تصيب دون أن تتسبب في قطرة دم واحدة، تسكن عقلك فلا تستهدف إلا الذاكرة، لتسقط منها تاريخك ومبادئك، وتمحو منها هويتك، وتسلخك من أصلك الذي يحاربهم. فتكون أنت هم، لا فرق بينكم إلا أنهم يتحدثون العبرية وأنت العربية، لكن "الصهيونية" تجمع الفرقاء وتوحد الألسنة، ولو على الصمت، فذلك وحده كفيل بمباركة الاحتلال.
ولذا، افعلوا ما ترونه واجباً تجاه "ناس دايلي"، وما يشبهه، وتجاه "نصير" والمقززين أمثاله، ممن يأكلون على سفرة "إسرائيلية" في الصباح، وينامون على سرير "إسرائيلي" في القيلولة، لكنهم لا يقضون حاجاتهم إلا في حمامنا العمومي العربي.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.