محمد صلاح يحذِّر العالم: اللاجئون بحاجة للمساعدة والأطفال الفقراء ينتظرهم مستقبل مظلم.. وهذا هو سبيل النجاة

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/05 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/05 الساعة 13:38 بتوقيت غرينتش
محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)

تسببت جائحة كوفيد-19 في غلق المدارس والجامعات حول العالم. وأفرغت المكاتب والفنادق والملاعب والمقاهي والمتاحف ودور السينما، وكل مكان تقريباً اعتدنا على التجمع فيه.

كما عطّلت تعليم أطفالنا وشبابنا، إلى جانب عمل أولئك الذين يعلمونهم، ومصادر رزق الآباء الذين يبذلون كل ما في وسعهم لدفع ثمن الكتب والزي المدرسي والرحلات المدرسية.

وبالنسبة لكثيرٍ من الأطفال اللاجئين، الذين يعيش غالبيتهم في العالم النامي، أضاف فيروس كورونا تحديات جديدة إلى الحياة التي مزقتها الصراعات والاضطهاد بالفعل. وقد لا يعود الكثير منهم إلى المدرسة أبداً. والمكاسب التي تحققت بشق الأنفس، وبُنيت ببطء وصبر على مدى عقود، مهددة بالتراجع إلى أجلٍ غير مسمى. وهو ما يمكنه تدمير حياة الشباب إلى الأبد.

أصبحت سفيراً لبرنامج مدارس الشبكة الفورية (INS) قبل أيام فقط من تغيير جائحة فيروس كورونا لحياتنا اليومية بشكلٍ جذري. وهو برنامجٌ بالمشاركة بين مؤسسة فودافون وبين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ويعمل على ربط آلاف الطلاب اللاجئين وطلاب الدول المضيفة بتعليمٍ رقمي عالي الجودة.

وكان الهدف من دوري الجديد هو زيارة المدارس التي يدعمها برنامج مدارس الشبكة الفورية لزيادة الوعي بالأهمية الحيوية للتعليم عالي الجودة للأطفال اللاجئين. ومثل خطط سفر العديد من الأشخاص الآخرين؛ اضطررت لتغيير خطط سفري.

لكن المشروع -مثل العديد من المبادرات التي سُلط الضوء عليها في هذا التقرير- يوضح كيف يمكننا الاتحاد معاً بطرق جديدة لإحداث الفارق في حياة ملايين الشباب، الذين يحتاجون أكثر من أي وقتٍ مضى إلى يد المساعدة.

فالأطفال الذين أخُرِجوا من ديارهم يحتاجون إلى كتب ومدارس ومعلمين مؤهلين وغير ذلك الكثير، لكنهم يحتاجون أيضاً إلى التكنولوجيا الرقمية التي تربطهم ببقية العالم.

وهذا يعني إقامة شراكات أفضل مع القطاع الخاص، الذي يعمل على التعجيل بإنشاء وتقديم الحلول التكنولوجية، وذلك بتوفير البرامج والأجهزة والاتصال.

ولا يتعلق الأمر بالتكنولوجيا فحسب. إذ يمكن لكل شركة أن تُحدِث الفارق -في وسائل النقل، والإنشاءات، والرياضة، والصرف الصحي، والرعاية الصحية، وغيرها- من خلال جعل الأطفال يذهبون إلى المدرسة، وبناء الفصول الدراسية التي يحتاجون إليها، وحماية صحتهم البدنية والعقلية.

كما أنّ التدريب الصناعي وفرص العمل من شأنها منح اللاجئين وغير اللاجئين على حدٍ سواء شيئاً يهدفون إليه، إلى جانب وسائل إعالة أنفسهم وأسرهم.

ويتعين على القطاع الخاص بدوره أن يبني على احتياجات اللاجئين والأولويات التي تحددها الحكومات المضيفة لهم. ومن خلال الاستفادة من القدرات وتسخير تطلعات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، إلى جانب خبرة وتجربة وكالات الإغاثة والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية وغيرها؛ يمكن أن تحظى هذه المشاريع بالاهتمام المحلي وتصير فعالةً قدر الإمكان.

إنّ ضمان التعليم الجيد اليوم يعني الحد من الفقر والمعاناة في الغد.

وفي الوقت الذي نواجه خلاله هذه الجائحة معاً، سيلعب الابتكار دوراً حاسماً إذا لم يفقد الأطفال والشباب النازحون في العالم كل الأمل في الحصول على تعليمٍ معتمد وعالي الجودة. وليس فقط الابتكار الذي يُقاس برقائق السيليكون، ولكن أيضاً التفكير الجريء والخلّاق في جميع المجالات، لجعل هذا التعليم حقيقةً واقعة.

وإذا لم يُؤدّ الجميع دورهم، فإن أجيالاً من الأطفال -الملايين منهم في بعض مناطق العالم الأكثر فقراً- ستواجه مستقبلاً قاتماً.

ولكن إذا عملنا كفريقٍ واحد، فيمكننا منحهم الفرصة التي يستحقونها في الحصول على مستقبلٍ كريم. دعونا لا نُفوِّت هذه الفرصة.

– هذا الموضوع مترجم من صحيفة The Independent البريطانية.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمد صلاح
لاعب منتخب مصر ونادي ليفربول الإنكليزي
لاعب منتخب مصر ونادي ليفربول الإنكليزي
تحميل المزيد