أخيراً، وبعد انتظار دام 30 عاماً بالتمام يعود ليفربول ليكسر عقدة طال أمدها ويُتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة مانشستر سيتي أمام تشيلسي بهدفين لهدف، وعلى بُعد سبع جولات من نهاية الموسم الموسم الكروي بإنجلترا بعد استئناف الدوري بعد جائحة كورونا.
الريدز ومنذ بداية الموسم اختاروا "المضيّ وحيدين" في الصدارة، محترمين لفكرة التباعد الاجتماعي حتى قبل ظهور فيروس كورونا المستجد. ليفربول تمكّن من الفوز في 28 مباراة من أصل 31 لعبها حتى الآن، فيما عرف التعادل في مناسبتين، ولم يذق طعم الهزيمة إلا في مباراة واحدة أمام واتفورد، ليبتعد بفارق 23 نقطة عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي.
يورغن كلوب.. مهندس اللقب التاسع عشر
بعد سبعة أعوام قضاها يورغن كلوب في دورتموند أعاد فيها للأصفر بريقه بانتزاع لقب الدوري الألماني مرتين متتاليتين عامي 2011 و2012، والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا سنة 2013 ، قرر الألماني شدّ الرحال صوب إنجلترا سنة 2015 رافعاً التحدي إلى أعلى مستوياته بتدريبه أحد أكبر أندية إنجلترا وأوروبا ليفربول. هذا الأخير الذي كان يعيش سنوات من التخبط والصوم عن الألقاب المحلية والقارية، إذ يعود آخر تتويج له بالدوري الإنجليزي موسم 1990-1989 تحت قيادة أيقونة النادي بيل شانكلي، قبل أن يحقق الفريق دوري أبطال أوروبا سنة 2005 بعد عودة أسطورية أمام ميلان بإسطنبول، سنوات عجاف كادت تنتهي موسم 2014-2013 تحت قيادة المدير الفني برندن رودجرز مع اقتراب ليفربول من معانقة لقب الدوري الممتاز قبل أن ينقلب الموسم بسيناريو هيتشكوكي يمكن تلخيصه في صورة زحلقة جيرارد أمام تشيلسي وضياع حلم التتويج.
يورغن كلوب ومنذ مجيئه أعاد الروح إلى مدرجات الكوب، وأعطى أملاً للمناصرين من أجل استعادة أمجاد السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. عقلية انتصارية ألمانية نقلها كلوب لصفوف لاعبيه منذ مواسمه الأولى مع الفريق، ليتمكن من مقارعة خصوم أقوى منه فردياً بكثير في الدوري الإنجليزي، إضافة إلى الوصول لنهائي الدوري الأوروبي في أول سنة له بالفريق.
البروفيسور الألماني بمساعدة الإدارة التقنية للفريق ونظرته الثاقبة استطاع التنقيب على أبرز المواهب الملائمة مع ميكانيزمات المجموعة ككل والقادرة على تطبيق أفكاره وسط رقعة الملعب، ليستطيع بناء فريق قوي تهابه كل أوروبا مرة أخرى ابتداءً من موسم 2017-2018.
أداء جماعي وفردي متكامل، ضغط رهيب وشراسة في استعادة الكرة وانتقال سريع من الدفاع إلى الهجوم.. كلها عناوين لتشكيلة ليفربول مع كلوب التي وصفها أغلب المحللين بأقوى تشكيلة حالية في العالم. هجوم خارق يقوده الثلاثي محمد صلاح وفيرمينيو وماني، يقابله تأمين دفاعي مُحكم من الصخرة فان دايك، وسرعة وحيوية الشباب المتمثلة في أرنولد وروبيرتسون أمام حارس برازيلي متألق اسمه أليسون بيكر، فيما يزاوج خط الوسط المكون غالباً من القائد هندرسون وفابينيو وفينالدوم بين الأدوار الدفاعية والهجومية للربط بين الخطوط، ناهيك عن دكة البدلاء القادرة على تغيير المعطيات في أي دقيقة مع أوريجي وتشامبيرلين. تشكيلة يحفظها أصغر محبي الكرة عن ظهر قلب، اكتسحت أغلب المنافسين نتيجة وأداء، يكفي الفوز برباعية أمام سيتي غوارديولا، ورباعية الريمونتادا بنصف نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة الإسباني.
كلوب ورجاله لم يكتفوا بالتتويج بدوري الأبطال الموسم الماضي، بل أصروا على كتابة التاريخ بأقدامهم الذهبية وإهداء فرحة طال انتظارها لكل عاشق للأحمر ليفربول، ليفتحوا بذلك الباب على مصراعيه لألقاب وإنجازات مستقبلية منتظرة في ظل القوة والسيطرة الحالية خاصة لتجاوز الغريم التقليدي مانشستر يونايتد في عدد التتويجات بالدوري الإنجليزي الممتاز.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.