هل لديكِ صديقة عزيزة عليك.. وبدأت تلاحظين أنها لم تعد الإنسانة التي تعرفينها؟
هل صديقتك المفضلة تزعجك بمشاكلها التي لا تنتهي.. أو تكثر الحساب والعتاب لك.. أو تطلب منك خدمات مراراً وتكراراً؟
هل تشعرين بأن شخصية صديقة عمرك.. قد بدأت تطغى على شخصيتك.. أو أنها تراقبك.. تلاحقك عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.. وتحاسبك على تجاهلك الخطين الأزرقين في واتساب مثلاً؟
هل تشعرين بأنك صرتِ مجبورة على هذه الصداقة.. وأنك تحافظين عليها إشفاقاً على مشاعرها.. أو صوناً للعيش والملح بينكما؟
إذن هذا الموضوع لكِ
يصلني بمعدل لا بأس به، الكثير من الأسئلة أو الاستشارات، حول ما يُدعى "صديقة العمر" أو بيست فريند.. وأياً كانت مدة الصداقة، من أيام الحضانة، أو منذ الشهر الماضي، فأنا على قناعة تامة بأن الأرواح جنود مجنّدة، وأن المدة ليست الحَكَم أبداً حول متانة الصداقة أو سطحيتها..
كما أنني على قناعة تامة أيضاً بأنكِ أنتِ.. من نوعية الناس الذين تعاشرينهم، وأنك إن عاشرتِ النسور صرتِ منهم، وإن عاشرت الدجاج صرتِ دجاجة مثلهم!
الحياة جميلة وأقصر من أن تضيعيها مع الناس الخطأ، تحتاجين لإحاطة نفسك بمن يلهمك ويضع الابتسامة على وجهك، تحتاجين لأُناس يصعدون بكِ للأعلى، عندما تنزلق قدمك للأسفل، تحتاجين لمن يحبك لنفسك، ويقبلك لذاتك، ويؤمن بقدراتك. هؤلاء الناس الذين يستحقون أن تحتفظي بهم "بيديك وأسنانك".. وعلى البقية أن يمروا من حياتك كعابر سبيل!
الجريمة الأكبر التي يمكنك ارتكابها في حق نفسك أن تستمري في مجاملة الناس الخطأ؛ لأنك ببساطة تحملين قدراً عالياً من التهذيب أو عذاب الضمير أو الارتباط العاطفي.. يمنعك من مواجهتهم أو إيقافهم عند حدّهم أو التخلي عنهم.
والجريمة الأكبر من ذلك أنك لا تفعلين أي شيء حيالهم؛ لأنك لستِ على قدر من الوعي الكافي لتميزي الأثر السّام لشخصياتهم في حياتك.. وفي شخصيتك!
هناك شخصيات سامّة في حياتنا، حتماً ولابد.. ستمر في طريقنا، وسنتعرقل بها يوماً ما. قد تكون هذه الشخصيات أقدارنا، بحكم القرابة.. وهذه الشخصيات نستطيع تقليل أضرارها بقدر الإمكان دون مقدرة حقيقية على التخلص منها.
وقد تكون هذه الشخصيات أقدارنا أيضاً، بحكم مُتطلبات العمل، أو الحاجة، أو المعرفة الشخصية، أو الصداقات طويلة الأمد.. إلخ. المهم أنه بمجرد تمييزك لمثل هذه الشخصية تحت بند "شخصية سامّة" يمكنك تشغيل جميع أيقونات الخطر في واجهة عقلك، وتفعيل جميع ما يتطلبه الأمر لنسف الأضرار من الأساس.
ما صفات الشخصية أو الصديقة السّامة؟
1- تمتص طاقتك
بمعنى أنك تشعرين بالاستنزاف النفسي كلما التقيتها أو جلستِ معها. هناك سر مجهول، من طريقة حديثها، لغة جسدها، المواضيع التي تأتي على سيرتها، تنقل لك طاقة سلبية هائلة وتشعرين بأنكِ أسوأ حالاً مما كنتِ عليه قبل جلوسك أو حديثك معها. على الأغلب هذه الصديقة لديها طاقة سلبية بسبب طريقة تفكيرها أو ضعف علاقتها بربها أو بحكم الناس المحيطين بها.
2- ليس لديها طموح
يمكنك احترام ذلك فيها، فلسنا كلنا بنفس الذات والطموح الشخصي، ولكن أن تكون هذه هي صديقتك المفضلة، أو من تقضين معها جُل وقتك من بين الصديقات، أو تؤثرينها على أسرارك وأفكارك.. فاسمحي لي، هذه لا تصلح سوى أن تكون إنسانة هامشية عابرة. الطموح والنجاح صفات مُعدية بشدة، وعدم وجودها، هي صفات معدية أيضاً.. وبشدة!
3- تتواصل معكِ عندما تحتاجك
نعم يزعجنا هذا الأمر.. وأنا بالذات، أكره أن يكون تواصلي مع أي كائن من كان، لمصلحة شخصية فقط. فكّري في الأشخاص الذين يعرفونك فقط.. لأنهم بحاجة إليكِ. فكري في أرقام الصديقات على موبايلك، والتي لا تظهر أرقامهن على شاشتك إلا لسبب معين ثم تختفي من الشاشة حتى يظهر سبب آخر يدعو لظهورها مجدداً. هذه لا تستحق عناء احتفاظك برقمها في ذاكرة هاتفك عوضاً عن ذاكرتك. نعم، إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. لكنني أتحدث عنها عن الصديقة المفضلة، التي تفضلك أنتِ بالذات؛ لأنك تقدمين خدماتك لها باستمرار، دون أن يكون هناك مقابل حقيقي من طرفها هي، بالعربي تستغلك!
4- لا تسامحك على أخطائك
نحن بشر، وقلّما نخطئ.. الخطأ ضرورة طبيعية للنمو.. لنتعلم.. لنمضي في حياتنا بشكل أفضل.. طالما أننا نعترف بهذه الأخطاء ونحاول تصحيحها. لكن عندما تصرّ صديقتك على عدم مسامحتك.. تذكرك بخطئك في كل مناسبة.. وترفض أعذارك أو اعتذارك أو محاولتك لتصحيح هذا الخطأ.. فهذا يعني أنها ببساطة لا تريد لكِ فرصة للنمو والتعلم أو أن تكوني إنسانة أفضل.
5- كثيرة السخرية أو التشكيك في أحلامك/ طموحاتك/ قدراتك
هذه الشخصية من أكثر الشخصيات سُمّية، وتحتاجين لتمييزها والتخلص منها فور معرفتك لها. ليس لأحد في هذا العالم الحق في أن يدفعك إلى الوراء، أو أن يقنعك بأنك لا تملكين ما تحتاجينه لتحققي ما تريدين. يمكن لصديقتك العزيزة أن تقدم لك النصيحة، تنبهك.. لكن أن تكون مشككة، ساخرة، و"باستمرار".. هنا تحتاج إلى ستوب.. وستوب كبيرة أيضاً.
6- كثيرة الانتقاد لكِ
تنتقد شكلك، لبسك، طريقة حديثك، اهتماماتك، أفكارك، ذوقك، طبخك.. حتى جاذبيتك وأنوثتك. هذه الشخصية للأسف لا تستطيع تقبلك كما أنتِ.. وبالتالي يصعب عليكِ إرضاءها مهما فعلتِ، ما يضعك تحت ضغط نفسي مستمر يؤثر على حياتك سلباً وللأسف.
7- تعيش دراما يومية
سلبية سلبية سلبية.. لديها مشاكل لا تنتهي، لا تستطيع أن تجد أي شيء إيجابي في حياتها، نفدت شحناتك الإيجابية وأنتِ تحاولين دعمها وطبطبتها وبدأت شحناتها السلبية بالانتقال لك! وكلما التقت بك، أمسكت المنديل لتُمخط به أنفها وهي تبكي على حظها العاثر الذي رماها في أقدار هذا الزواج أو تلك الوظيفة أو ذلك الموقف. عايشة دور الضحية بامتياز.
8- تغار منك
لا تريدك أن تكوني أفضل منها بأي حال من الأحوال. تريد الحصول على ما لديك.. وإذا لم تحصل عليه، تتمنى من "أعماقها" أن يزول منك حرفياً. تغار من نجاحك، من وظيفتك، من رشاقتك، من طموحك، من زواجك، من تربيتك لأولادك.. إلخ. هذا النوع من الصديقات من الصعب تمييزه بسهولة، وتحتاجين لمراجعة الكثير من حواراتها ومواقفها معك، لتميزي غيرتها منك والتي قد تنقلب إلى حسد حقيقي.
9- لا يمكنك الاعتماد عليها
قد تكذب مرة.. مرتين.. ماشي.. لكن أن يكون ذلك ديدنها.. تحتاج إلى وقفة. أيضاً تعدك بالزيارة، أو المساعدة، أو تقديم شيء لك.. أو أو.. وفي كل مرة.. لا تفي بوعدها.. هذه أيضاً تحتاج إلى وقفة! صديقة تكذب باستمرار، لا تفي بوعدها باستمرار، وعندما تقعين لا تجدينها بجوارك.. باستمرااار.. تحتاج إلى مسحة أستيكة!
10- تستغلك/ تتلاعب بك عاطفياً
هذه من أخطر أنواع الصديقات، الـ Top إن شئتِ؛ لأنها يمكن أن تؤثر على حياتك وطريقة تفكيرك على المدى الطويل، الطويل جداً. وضعي تحت بند هذه الصفة الكثير من الشخصيات حولك وليس فقط الصديقة: أمك، أختك، والدك، زوجك، زميلتك في العمل، ابنتك.
سأتحدث عن هذا النوع من الشخصيات في تدوينة منفصلة لما لهم من أساليب مؤذية غير مباشرة في التحكم في خيوط حياتك. ولكن باختصار: الشخصية المستغلِّة عاطفياً هي من تسعى لتطويعك وترويضك لتحقيق مصالحها الشخصية البحتة. مثل الصديقة التي تبادرك بالاتهام وملاحقتك في وسائل التواصل الاجتماعية، لتحملّك عقدة الذنب بمواقف ساندتك هي بها، أو مدى حبها لك، لتُلزمك بالسؤال عنها ومجاملتها ودعمها نفسياً رغم عدم رغبتك في ذلك. هذه الصديقة أيضاً قد تتجاوز حدودها لتعطي قرارات بالنيابة عنكِ بحكم مكانتها لديكِ.. وتختار القرارات التي تمشي مع مصلحتها هي أولاً.. وليس مصلحتكِ أنتِ.
كانت هذه 10 صفات على رأس القائمة.. للصديقة السّامة.
عرفنا هذه الصديقة.. ما الذي علينا فعله الآن؟ كيف يمكن التخلص منها، أو إيقافها عند حدها.. أو على الأقل تقليل ضررها؟
قبل أن أجيب عن هذا السؤال في مقالي القادم.. وتهرولي للتخلص من مثل هذه الصديقة..
أجيبي عن هذا السؤال بينك وبين نفسك أولاً:
هل تحملين صفة من صفات الصديقة السّامة؟
- تم نشر هذه المقالة في موقع إستروجينات
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.