البرتغالي رافييل غيريرو يطلق رصاصة الرحمة على شالكه بكرةٍ يعالجها على الطائر بعيداً عن متناول الحارس رالف فاهرمان، مشعلاً المدرج الجنوبي للسيغنال إيدونا بارك معقل بوروسيا دورتموند، المنتشي باكتساح فريقه لمنافسه اللدود شالكه برباعيةٍ كاملةٍ في ديربي الرور.
ولكن مهلاً.. المباراة لم تنتهِ بعد، ينجح شالكه في العودة تدريجياً إلى المباراة، ويقلص الفارق تباعاً، مستفيداً من طرد مهاجم دورتموند الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ، قبل أن يتمكّن العملاق البرازيلي نالدو من انتزاع نقطة التعادل بهدفٍ رابعٍ، عبر رأسيةٍ صاروخيةٍ يدكّ بها شباك الحارس التاريخي رومان فايدنفيلر، ليسود الصمت المدرج الجنوبي على غير العادة.
البوندسليغا ما بعد كورونا
بعد توقّف الدوري الألماني كغيره من البطولات والأحداث الرياضية لشهرين كاملين، استجابةً للقواعد الصحيّة الوقائية بعد تفشي فيروس كورونا، عادت عجلة البوندسليغا للدوران، يعود البوندسليغا محملاً بآمال مليارات البشر الطامحين بعودة الحياة بعيداً عن الحجر الصحي، الذي أجبرهم كوفيد-19 عليه، فكرة القدم اليوم -أو أمس ما قبل كورونا للدقة- هي معبرٌ عن شغف واهتمام الناس في كل مكانٍ، فالأمل هنا أن تلحق باقي البطولات الرياضية ومن ثم باقي أنشطة الحياة الطبيعية بالبوندسليغا وتعاود الحياة رتمها، ولكن مع أملٍ بتجاوز الكوارث التي تسببت في هذا الإغلاق من عدم اهتمامٍ بالصحة العامة والاستهتار بالطبيعة وخلافها من الأشياء التي اعتاد البشر صنعها بلا مبالاةٍ!
يدشّن ديربي الرور عودة الدوري الألماني في جولته السادسة والعشرين، ولكنّ الديربي اندلع بصمتٍ مطبقٍ ليس في المدرج الجنوبي فحسبٍ، ولكن في كل جنبات السيغنال إيدونا بارك، بفعل قرار اللعب دون جماهير، وهو القرار الذي يبدو أننا سنتعايش مع تبعات تطبيقه لفترةٍ طويلةٍ، استجابةً لقواعد التباعد الاجتماعي التي فرضها الفيروس، وهو ما يحدث قلقاً كبيراً لدى كل عناصر اللعبة من غياب تشويقٍ كبيرٍ اعتاد الجميع على معايشته عبير هدير الآلاف في المدرجات.
البايرن نحو اللقب الثلاثين
بالعودة إلى أجواء الساحرة المستديرة وحمّى المنافسة، يبدو النادي البافاري في وضعٍ جيدٍ للمحافظة على لقبه بطلاً للدوري الألماني للمرة الثامنة على التوالي والثلاثين في تاريخه، خصوصاً بعد اتخاذ قرار إقصاء الكرواتي نيكو كوفاتش عن دفة قيادة البايرن، والاستعانة بهانز فليك كمدربٍ مؤقتٍ في البداية، قبل تثبيته حتى نهاية الموسم، بالنظر إلى النجاحات الكبيرة التي حققها مع الفريق سواءً في الدوري الألماني أو في دوري الأبطال.
يستعيد البايرن نجمه الأول هداف الدوري روبرت ليفاندوفسكي بعد تعافيه من الإصابة، التي شكّلت قلقاً كبيراً للطاقم الفني للبايرن، قبل أن يتمّ إيقاف الدوري بفعل تفشي الفيروس، وهو ما يعطي دفعةً كبيرةً لإمكانية حفاظ الفريق على رتمه المتصاعد مع فليك، وهو أمرٌ سنطّلع عليه غداً في مواجهة البايرن مع أونيون برلين.
يتزاحم كلٌّ من بوروسيا دورتموند مع "الظاهرة" إيرلنغ هالاند، ولايبزيغ مع المتفجّر تيمو فيرنر، وبوروسيا مونشنغلادباخ وباير ليفركوزن، على محاولة لإقلاق راحة الزعيم البافاري، وهو ما نجحت فيه هذه الفرق ولكن إلى حينٍ، حيث استعاد البايرن زمام المبادرة، مستفيداً من شراسة المنافسة أسفل منه، ومستغلاً كذلك تذبذب المستوى الذي عانت منه هذه الفرق، ولكن حذاري.. ففارق الأربع نقاطٍ الذي يفصل البايرن عن دورتموند أقرب منافسيه، لا يعني بحالٍ أنّ درع البوندسليغا قد أصبح في الجيب، وهو الأمر الذي يعدنا بمبارياتٍ في قمة الندية والتنافس في قادم الأيام.
بعد بدايةٍ جيدةٍ لشالكه مع انطلاق الموسم، شهد مستوى الفريق تراجعاً كبيراً أبعده عن فرق المقدمة، وجعله يصارع لضمان مركزٍ مؤهلٍ إلى الدور الأوروبي فقط، فيما تراجع هوفنهايم واينتراخت فرانكفورت وهرتا برلين كثيراً نحو وسط الترتيب وصولاً إلى نصفه الأدنى، في الوقت الذي يصارع التاريخي فيردر بريمن لتفادي مصير التاريخي الآخر هامبورغ والسقوط في غياهب الدرجة الثانية.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.