ليفاندوفسكي.. رجل من مواليد منطقة الجزاء

عدد القراءات
519
عربي بوست
تم النشر: 2020/05/20 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/20 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش
ليفاندوفسكي.. رجل من مواليد منطقة الجزاء

يعيش اللاعب ليفاندوفسكي منذ انتقاله من بوروسيا دورتموند أحلى لحظات حياته الكروية، مع أداء رائع ومتصاعد جعله ركيزةً في تشكيلة الفريق البافاري، رغم توالي المدربين وتعدد الأفكار التي يحاولون تطبيقها، لكنه انسجم وكان متألقاً داخل المنطقة وكذلك خارجها.

هذا الموسم واحد ضمن مجموع السنوات الست التي قضاها اللاعب مع متصدر الدوري الألماني حالياً، ويعتبر من بين الأفضل، حيث سجّل حتى الآن ما مجموعه 26 هدفاً في 24 مباراة، كما أن دوره لم يقتصر على التسجيل، فقد ظهر كممرِّر، وقدَّم ثلاث تمريرات حاسمة. ومنذ التحاقه بركب الفريق سجَّل 231 هدفاً وصنع 52.

يقول مدرب الفريق الحالي فليك، إنه يعلم جيداً أن هذا الموسم هو موسم البولندي بامتياز، وبإمكانه تحطيم رقم جيرد مولر الموسمي، فبالرغم من إصابته بكسر في عظمة الساق قبل توقف البطولات بسبب أزمة كورونا، وبعدما اعتبر أن موسمه قد انتهى، فإنه استغل فترة الراحة، وعاد للعب في المباراة الأخيرة ضد أونيون برلين، بل وسجل هدفاً.

ويذكر أن جيرد مولر سجل 40 هدفاً في موسم 1971-1972.

لقد أصبح الهداف الثاني في تاريخ البايرن، كما أنه أصبح بعيداً عن المركز الثاني كأفضل هداف في تاريخ الدوري الألماني بفارق 40 هدفاً. 

لم يقتصر دور اللاعب وأداؤه المدهش على البطولة المحلية فقط، بل طغى على الصعيد القاري، ففي 6 مباريات سجَّل 11 هدفاً! بمعدل هدف كل 45 دقيقة، ويصل إلى 1.8 هدف بكل مباراة!. 

فليك شخصياً كان منبهراً من روعة الأداء والنقلة الكبيرة التي يشهدها الخط الهجومي لفريقه مع قيادة روبيرت.

فقال: "فيما يتعلق بعدد الأهداف، ليفاندوفسكي كان مذهلاً"، وأضاف أن مستواه الجيد كان واضحاً في دوري أبطال أوروبا.

"أنام كرة القدم، أشرب كرة القدم، أتنفس كرة القدم، وأنا لست مجنوناً بل عاطفياً ومريضاً باللعبة". 

حين تشاهد الجسم المتناسق مع العضلات المميزة تعرف أن وراءه الحمية القاسية التي يتَّبِعها اللاعب والنظام اليومي للنوم والتمارين، وكل ذلك وراءه المسؤول الرسمي عن العملية داخل جسم اللاعب، زوجته "آنا"، لاعبة الكاراتيه السابقة، والفائزة بميدالية برونزية لبولونيا في كأس العالم للكاراتيه في عام 2009، وخبيرة لياقة وحميات غذائية أيضاً.

بينت "بيلد" أن "ليفا" يتدرب مع "آنا"، تحت شعار التدرب باعتدال وانتظام، ما يجعل جسمه غير منفوخ، بل مفتول العضلات ورشيقاً. 

وأوضحت أن الزوجين يقومان بوحدات تدريب غنية بالتنوع قدر الإمكان من بينها الملاكمة وقيادة الدراجة.

حين نعود لسنة 2017 سنقرأ تصريحاً كان قد صرّح به "ليفا" لصحيفة "ديلي ميل" بأنه يحتاج كمهاجم للكثير من الطاقة، وإنه يعلم أنه يتوجب عليه الذهاب لصالة اللياقة والتدرب طوال الوقت، ويعلم ما يحتاجه.

وأشارت الصحيفة إلى دور الانضباط في حفاظ "ليفا" على جسمه على هذا النحو منذ أعوام، حيث يتدرب حتى في وقت فراغه، لافتة إلى أن لديه 3 مدربين لياقة إضافيين، وغرفة ألعاب قوى في المنزل.

كلام في التكتيك 

يعتمد فليك في تشكيلته على الـ4-2-3-1، خط دفاع يمثل الحصن ويقر بالتفاهم لدرجة كبيرة مع تواجد بواتينغ الذي يجيد الصعود في الكرات الهوائية والتغطية بعيداً عن الأرض، وألابا اللاعب الأقرب لليبرو نوعاً ما أمام حارس بقيمة مانويل نوير، وفي وجود أظهرة تمثل الوجه الأول لعملة فليك، مع أداء للطرفين هو الوسيلة الأكبر لوصول الفريق لهذا المستوى بقيمة بافارد والجوهرة الكندية النادرة صاحب المردود الخرافي، خاصة في الناحية الهجومية إلفونسو دايفز، مع تركيز ثلاثة لاعبين خلف قلب الهجوم، ووسط فيه مزيج بين الحدة والمهارة، كيميتش كلاعب وسط فكاك يجيد التحرك جيداً خلف الدائرة، والتغطية العكسية على الأطراف مع راقص يعتبر كالغيتار يُدعى تياغو، يضبط حلقة الوصل جيداً، ويجيد التحرك بالكرة وفتح اللعب.

كما يتواجد جناح أيمن غير ثابت، دائماً ما يميل كريشة للعمق ألا وهو كومان، مع تواجد موهبة في الشق الآخر، يعتبر أيقونة ألمانيا القادمة بقوة، والذي يدعى غنابري، ولاعب تسعة ونصف مائل للعمق، مولر يعتبر المزود الرسمي للكرات لصاحب الرقم تسعة ليفاندوفسكي.

هذه المنظومة كانت كفيلة بمساعدة "ليفا" على التألق بين خلق الفرص له وفتح المساحات، ليجد نفسه ملكاً في عرشه، ويضمن نفسه كرأس الهرم في مجموعة من الأهرامات.

منظم، ذكي، هداف، سريع، ممرر، حاسم… كل تلك الصفات يتمتع بها "ليفا" لتضعه ضمن أفضل اللاعبين الذين يلعبون في المركز رقم تسعة بآخر عشر سنوات، وكذلك الذين مرّوا في تاريخ الدوري الألماني. ومازال للحكاية بقية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
جاسر جاب الله
طالب ومدوّن رياضي
طالب ومدوّن رياضي
تحميل المزيد