"سيكون الأمر بمثابة زيارة طبيب الأسنان 3 مرات عند مواجهتهم 3 مباريات في هذه الفترة"
2016-2017: الصعود إلى الليغا
2017-2018: مركز ثامن في الليغا
2018-2019: مركز خامس في الليغا
2019-2020: مركز ثالث حتى الآن
كل هذا بميزانية محدودة، مجموعة لاعبين عاديين، وإمكانات أقل من المتوسطة، لكن بفريق مميز تكتيكياً وخططياً، مع قدرة واضحة على تحدي الكبار، اللعب بنسق مرتفع، ولياقة بدنية حديدية على مدار الشوطين.
تحدثت صحيفة ماركا عن ميزانية فريق خيتافي ورواتب اللاعبين السنوية التي تصل إلى 56 مليون يورو فقط، في المركز 12 على مستوى الدوري في هذا المجال. برشلونة على سبيل المثال ينفق 671 مليوناً على الرواتب، الريال 641 مليوناً، مع تأثر فرق عديدة من منتصف الجدول بطريقة لعب خيتافي وأسلوب مدربه، مثل ليغانيس، بلد الوليد، غرناطة، إيبار، وحتى ليفانتي وإسبانيول.
خوسيه بوردالاس متقدم على الجميع في طريقه للعب. صرح خافيير فيدال، المعد البدني لخيتافي: "كرة القدم تقنية وتكتيكية، لكن الجانب البدني والعقلي كان مفقوداً، وفي هذه الحالة، المدرب هو رقم 1".
نرى الآن في ريال مدريد كيف تغير كل شيء مع لاعبين رائعين. السمات الجسدية مثل ميندي، فالفيردي، وكاسيميرو. وأضاف فيدال: "في الجانب الآخر على الأقل، لا أحد يشك في قيادة المدرب وطلباته".
كان يوم الأربعاء الماضي دليلاً على ذلك، استمرت الجلسة التدريبية ثلاث ساعات، بينما ركض اللاعبون بين 35 و40 كيلومتراً على مدار الأسبوع، لا راحة ولا عطلات في منتصف الأسبوع.
كلام في التكتيك
تكتيكياً: تقليل الفراغات في وبين الخطوط + التحولات السريعة + الضغط المتوسط + وملء المساحات في كل أركان الملعب = قوة خيتافي.
خيتافي مع خوسي بوردالاس من أصعب الفرق في مواجهتها. فريق يلعب برسم 4-4-2 لكن عكس إيبار على سبيل المثال. النادي الباسكي يلعب بضغط مرتفع، لكن الفريق المدريدي يلعب بضغط متوسط إلى منخفض.
مع وضع أكبر عدد من اللاعبين في نصف ملعبه. لا يعني ذلك ركن "الباص"، ولكن توزيع اللاعبين بشكل منظم في كل مساحة بالملعب، ما يجعل صناعة الفرص مهمة شاقة للغاية أمام أي منافس.
أما التسجيل فإما عن طريق المرتدات الخاطفة، أو لعب الكرات الطولية تجاه الثنائي الهجومي، والفوز بالكرة الثانية على الأرض، مع ميزة الضربات الثابتة، وتمرير الكرات العرضية من أسفل الأطراف، تجاه منطقة الجزاء، للاستفادة من الكثافة العددية داخل الصندوق، سواء موقف 2 ضد 2 أو حتى 3 ضد 2 في بعض الأحيان.
يملأ خيتافي الفراغات جيداً، ويجيد لاعبوه إجبار منافسهم على التمرير للخلف، نتيجة قلة الخيارات والرقابة القوية بطول وعرض الملعب، ويعتمد المدرب المميز بوردالاس على فكرة مميزة أثناء الاستحواذ، بلعب الكرات الطولية من الخلف تجاه عمق الهجوم مباشرة، والتفوق في الهواء لنيل الكرة الثانية على الأرض، قبل نقل اللعب تماماً من جهة لأخرى، تجاه الأطراف المباشرة، مع استلام الكرة على الطرف، يتحرك الجناح في الأمام لسحب الظهير المقابل، وتشكيل الكثافة العددية داخل الصندوق.
وزّع الصحف وباع البطيخ
هذه الكلمات تصف فلسفة بوردالاس في حديث سابق مع "ماركا" تجاه كرة القدم والحياة على حد سواء.
اضطر مدرب خيتافي إلى التقاعد كلاعب في التاسعة والعشرين من عمره فقط بسبب الإصابة، لكنه عمل سريعاً في المجال التدريبي، ليقول: "لم تكن أبداً حياة سهلة، لكن العقلية قادتني إلى الانتصار. لقد بعت البطيخ والشمام في الميريا حينما كنت صغيراً، ووزّعت الصحف في الشارع". عندما لا تكون الحياة سهلة تتعلم ذلك مع العمل الجاد، يمكنك الحصول على أي شيء، ولهذا السبب تؤمن بحلمك. يوجد التحسن في التحديات.
أحمد مختار هو صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.