سنوات طويلة قضاها رونالدينيو في مداعبة الجلد المدور، تميز خلالها بابتسامته الساحرة وهو يركض. عُرف أيضاً بمهاراته الاستثنائية التي ساعدته على خرق قواعد كرة القدم الراسخة، ونجح كذلك بتخطِّي الخطوط الحمراء للمنطق والعقل، وأصاب كل من تابعه بالجنون.
مسيرة حافلة بالإنجازات الفردية والجماعية، أهداف من كل وضعية وبكل طريقة ممكنة، بالإضافة إلى مهارته غير العادية، ساهمت في وضعه في لائحة أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم البرازيلية.
رونالدينيو غوتشو الذي عاش فقيراً في طفولته مثل سائر النجوم البرازيليين، نجح في محاربة الفقر بدخوله عالم كرة القدم. لكنه بات أمام مشكلة أكبر وأصعب، وهي كيف يعيش حياته بالطريقة التي يحب مع الوضع في الاعتبار كونه نجماً مشهوراً وقدوة للكثير من الشباب والأطفال، وذلك دون تلطيخ سمعته في الوحل؟
لكن رونالدينيو فشل في ذلك ووقع في المحظور العديد من المرات.
رونالدينيو فوق النقد
"لم يكن يتدرب طيلة أيام الأسبوع ويكتفي بالتمارين في اليوم الذي يسبق المباراة، وحتى عندما كان يدخل الفريق في معسكر تحضيري للمباريات كان يهرب ليتسكع في شوارع باريس".
- هذا ما صرح به زميل رونالدينيو في باريس سان جيرمان، جيروم ليروي، عام 2016 في مقابلة صحفية.
وكان العديد من اللاعبين والمدربين قد تحدثوا عن الأمر ذاته، لكن أبرز من تكلم عن ذلك هو غراهام هانتر، مؤلف كتاب "برشلونة: "صناعة أفضل فريق بالعالم"، حيث كتب أن رونالدينيو كان يظن نفسه فوق النقد، وبإمكانه كسر القواعد دون رادع".
حفلات ليلية صاخبة
كان رونالدينيو يحضر إلى تدريبات فريق برشلونة ثملاً برفقة زميله في الفريق وصديقه البرتغالي ديكو؛ حيث كان يقضي لياليه في حفلات الليل الصاخبة، ويكثر من شرب الكحول والسهر إلى وقت متأخر من الليل، وهذا ما دفع إدارة برشلونة للتحرك سريعاً والحد من حالة التسيب داخل الفريق، والاستغناء عن خدماته بتوصية من المدرب الجديد آنذاك بيب غوارديولا.
لم يتعلم النجم البرازيلي من أخطائه السابقة، بل وقبل اعتزاله كرة القدم، عندما كان يلعب مع فريق كويريتارو المكسيكي، استمر في عاداته السيئة، وقضى معظم لياليه في الملاهي الليلية في وقت كان فريقه يعاني من شبح الهبوط، وظهر الجانب والمظلم من رونالدينيو غوتشو، الذي يكره الجميع مشاهدته.
فضيحة الدخول إلى السجن
ضج الشارع الكروي في الأسابيع القليلة الماضية، بخبر دخول النجم البرازيلي رونالدينيو غوتشو السجن في الباراغواي، بعد دخوله البلاد بجواز سفر باراغوياني مزيف.
وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن الشرطة قد بدأت في مرحلة جديدة من التحقيقات، تكشف تورطه في قضية غسيل أموال ترتبط بسيدة أعمال، قد دعته إلى زيارة الباراغواي.
وقد أشارت وسائل إعلامية إلى أن المحققين سيتحرون صحة الرسائل ما بين رونالدينيو وداليا لوبيز سيدة الأعمال التي قدمت لاصطحابه هو وشقيقه ووكيل أعماله من المطار قبل أن تلقي الشرطة القبض عليهما. ويبدو أن داليا لوبيز مشتبه في ارتباطها في جرائم منظمة وتزوير وثائق رسمية.
ليكتب رونالدينيو بذلك فصلاً جديداً في حياته، غابت فيه الابتسامة والمهارة الفذة، وطغت عليه الحزن والعبرة. وإن كان من درس مستفاد فهو أن الأخلاق وحسن التصرف والانضباط الشخصي هي طريق النجاح في الحياة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.