أحداث صعبة يعيشها العالم هذه الأيام، وبالنسبة لنا لا مباريات ولا كرة قدم ولا بطولات ولا أي شيء، مما يجعل الأمر صعباً بل مستحيلاً على عشاق ومحبي كرة القدم، حتى مع الاتفاق على سخونة أو برودة الأحداث الكروية مؤخراً.
حالتنا بالوقت الراهن تشبه هذه الصورة، مايكل كورليوني "آل باتشينو" وحيداً بدون أصدقاء أو أهل في رائعة العراب، وهذا ما يشعر به مشجع الكرة من دون مباريات، أحداث، انتصارات، وحتى انكسارات وحزن وعصبية.
لكن مع تقديري واحترامي وتأكدي من صدق هذه المشاعر، يبقى الإنسان أهم، وتبقى كرة القدم أكثر الأشياء غير المهمة أهمية، بالنسبة للعقل والمنطق والبشرية.
كرة القدم أهم الأشياء التافهة
أتذكر منذ فترة قديمة، مؤتمر صحفي استثنائي لا ينسى، ساروناس جاسيكيفيسيوس، أسطورة ليتوانيا في الباسكت، وواحد من أعظم اللاعبين الأوروبيين، ومدرب فريق زالجيرس كاوناس الليتواني.
"ساراس" اسم شهرته في الأوساط، استبعد لاعباً من فريقه قبل مباراة مهمة بنصف النهائي، بسبب رزقه بمولود.
يومها بالمؤتمر الصحفي قبل المباراة، صحفي سأله بشكل واضح، كيف تسمح له بالغياب قبل مباراة نصف النهائي؟
جاوبه المدرب سريعاً: هل عندك أطفال؟.. عندما يكون لديك أطفال ستفهم هذا الشعور، لأن هذا الأمر من أكثر الأمور إنسانية.
ثم باغته المدرب: هل تعتقد أن كرة السلة أهم شيء في الحياة؟
الصحفي: لا لكن الدور نصف النهائي مهم أيضاً.
المدرب: الدور نصف النهائي مهم عند من؟ الفريق؟ الجمهور؟ البلد؟
عندما ترى طفلك الأول، ستدرك ما هو أكثر شيء مهم في الحياة. حينها تعال وتحدث معي، لأنه لا يوجد شيء في العالم أعظم من طفلك، ابنك، امتدادك.
صدقني، لا بطولات، ولا أي شيء آخر.
أوغستو ليما "اللاعب" الآن وكأنه في الجنة، إحساسه يلامس السماء من الفرحة!
لا بطولات، ولا فريق، ولا كرة سلة، ولا كرة قدم، ولا أي رياضة.
ابنك أهم من الجميع!
بالمثل حياة كل شخص، أهم من الجميع، أهم من كرة القدم، ومن فريقك، ومن لاعبك المفضل، وحتى من الفوز والخسارة، لذلك فإن ما يحدث حالياً هو أفضل سيناريو ممكن، الإيقاف والابتعاد والوقاية التي تعتبر خير من العلاج.
رجاء من كل قارئ لهذا المقال المختصر، الاعتناء بنفسه، صحته، أهله، لحين المرور من هذه الأزمة الصعبة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net