سياسة تقتحم الملعب، وضحايا جُدد في الانتظار.. ماذا سيحدث في الكلاسيكو الإسباني؟

عدد القراءات
8,159
عربي بوست
تم النشر: 2020/02/28 الساعة 16:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/28 الساعة 16:47 بتوقيت غرينتش
الإسباني سيرجيو راموس والأرجنتيني ليونيل ميسي خلال مواجهة ريال مدريد وبرشلونة ضمن منافسات الدوري الإسباني (رويترز)

تتجه الأنظار مساء اليوم الأحد صوب العاصمة مدريد، وبالتحديد ملعب سانتياغو برنابيو لمشاهدة الديربي الأشهر بين أقوى ناديين في العقد الأخير (ريال مدريد وبرشلونة) اللذين سيكونان على موعد مع مباراة ستُنسي العالم قليلاً أخبار فيروس كورونا الذي يجتاح بلاد العالم بلا توقف حتى الآن.

(كلاسيكو الأرض) هو الاسم الذي اشتُهرت به هذه المباراة، وما بين فريق يريد تضميد الجراح بعد السقوط الأوروبي واستعادة الصدارة، وبين فريق بمدرب حطّ رحاله بالأمس القريب واليوم مواجه بمباراة إن فاز بها سيزيد رصيده لدى الجماهير وسيُذكر اسمه كثيراً بوصفه المدرب الذي فاز بأول كلاسيكو له من أول مباراة.

وتعتبر المباراة واحدة من أكثر المباريات أهمية وشعبية في تقويم كرة القدم، وتأثيرات الهزيمة مهمة مثل النصر. إنها المباراة التي ينظر لها مشجعو الفريقين على أنها المباراة الأهم في موسم طويل لا يهم فيه الأداء أمام الفرق الأخرى بقدر أهمية الفوز بهذه المباراة ومن بعدها لكل حادث حديث. 

السياسة وكرة القدم في الكلاسيكو

التاريخ يقول إن السياسة وكرة القدم لا يفترقان، وفي الكلاسيكو الإسباني حدثت بعض اللحظات الأكثر تحديداً وتاريخياً في اللعبة الإسبانية عندما يلتقي هذان العملاقان. إنها شهادة على جاذبيتها في جميع أنحاء العالم بأن اللاعبين يفهمون أهمية المباراة والأهمية الثقافية والسياسية التي تحملها. إنه الحافز للانتصار وخط الأضواء، حيث تختلط لحظات الجنون والسحر بالرسائل السياسية في مدرجات الملعبين.

دعوات الإنفصال لا تتوقف في كتالونيا

مباراة الذهاب كانت تجسيداً لهذا المعنى، التوتر السياسي والتأجيل والمناوشات والاستعدادات الأمنية وما يجري على منصات التواصل الاجتماعي، جذبت الانتباه لما يحدث داخل الأراضي الكتالونية أكثر من ملعب الكامب نو، والكلاسيكو هو الفرصة الذهبية لإيصال صوت أن هنالك شعب يُريد الاستقلال وعاصمة تفعل المستحيل لعدم تقسيم البلاد لأن هذا ما شأنه أن يؤدى إلى المزيد من التقسيم. 


ضحايا الكلاسيكو بأمر الجماهير

بعيداً عن السياسة وتعقيداتها، لا يخلو الكلاسيكو من ضحايا سيتم صبّ جام الغضب عليهم من مدرجات مشجعي الفريقين، وبالعودة لمباراة الذهاب نجد أن التعادل بين الفريقين على ملعب الكامب نو، كانت بالفعل القشة التي قصمت العلاقة بين المدرب أرنستو فالفيردي وجماهير برشلونة، وجعلت شبح إقالته أقرب من أي وقت مضى.

العودة التاريخية لفريقي روما وليفربول في مباريات دوري الأبطال وفي موسمين متتاليين كونت رأياً شعبياً بأن الرجل أقل قامة من فريق بحجم برشلونة وليس رجل المواعيد الكبرى، والتعادل في ملعب الكامب نو بالرغم من الترشيحات العالية للفوز بهذه المباراة أثبت ورسخت هذا الفهم لدى الغالبية العظمى من الجماهير مما جعل خبر إقالته يمثل للجماهير فرحة تعادلها فرحة الفوز بدوري الأبطال أو الفوز بالكلاسيكو في المواسم السابقة.

كيكي سيتيين لاعب الشطرنج 

بوصفه قادم جديد للدكة الفنية لبرشلونة بعد فوضى عارمة شهدها الفريق مع سلفه، فإنه يتحمل مسؤولية استعادة نمط كرة القدم المألوف في ملعب الكامب نو، وعكس النهج المحافظ والخالي من الإبداع الذي كان يسير عليه سلفه والذي كلفه وظيفته بنهاية الأمر.

كيكي سيتيين يلعب الشطرنج

وكونه لاعب شطرنج متحمساً، فإن العقلية المرتبطة بشغفه بعيداً عن اللعبة ستؤثر حتماً على منهجيته التكتيكية، وستحتاج فلسفته إلى مواكبة التوقعات التي تأتي مع دوره الجديد كمدرب يجب عليه إعادة الأمجاد السابقة لفريق امتاز بالجمالية في الأداء متبوعاً بانتصارات باهرة وخاصة في مباريات الكلاسيكو، وهنا سيجد أن أبطال لقاءات الكلاسيكو السابقة، مثل تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، غير متواجدين ولكنه ما زال لديه لاعب بإمكانه قلب نتيجة أي مباراة بلمحة واحدة، ولطالما كان البطل في الكثير من لقاءات الكلاسيكو باختلاف المدربين، فهل سيكون البطل في الكلاسيكو القادم؟

الشباب وتطور كرة القدم

بطبيعة الحال، كرة القدم لا تقف على أحد ومع مرور الوقت سيظهر أبطال جُدد سيحملون راية كلاسيكو الأرض، في ريال مدريد هنالك فينسوس جونيور الذي ما زال زيدان يراهن على موهبته وأن لديه الكثير ليقدمه بالرغم من افتقاده اللمسة الأخيرة أمام المرمى، وفالفيردي صاحب المجهود الوافر والذي يقطع الملعب طولاً وعرضاً بلا كلل أو ملل.

وبالمثل، يلعب كل من أنسو فاتي وريكو بويج، دون خوف بألوان البلوغرانا وثقة كبيرة بالإضافة للمساهمة الإيجابية التي قدموها حتى الآن والتي تقول إن المستقبل لهم، ومباراة الكلاسيكو هي الفرصة الأبرز والأكبر في مسيرتهم الكروية لأخبار العالم بأن هنالك جيلاً قادماً بقوة.

من الأفضل؟

ولكن لا يمكننا إغفال الدور المهم الذي يقوم به الحرس القديم وإحداثهم للتغيرات في مباراة الكلاسيكو القادم، ليونيل ميسي وكريم بنزيمة وغاريث بيل وجيرارد بيكيه وسيرجو راموس قادرون جميعاً على اتخاذ قرارات بمفردهم في ملعب سانتياغو بيرنابيو من شأنه أن يقلب الأمور راساً على عقب، والقليلون سيراهنون ضد اسم مألوف يستحوذ على عناوين الصحف الأكثر طلباً في الدوري الإسباني. ولكنها فرصة لهؤلاء المخضرمين لنقش أسمائهم مرة أخرى في أكبر مباراة في مسيراتهم الفنية والذي اعتادوا عليها بحكم تجربتهم لهذا الشعور من قبل، ولكن لا ننسى أن كل كلاسيكو بمثابة أول مباراة لكل من يدخل ملعب المباراة.

3 نقاط ومباراة لا تُنسى للجميع

هناك عدد قليل من المباريات في جميع دوريات العالم يمكن أن تلهم لاعبيه ومشجعيه وإدارييه مثل (كلاسيكو الأرض)، فالهالة التي صنعها كل ريال مدريد وبرشلونة في عالم كرة القدم في الألفية الجديدة لا يوجد لها مثيل، والكلاسيكو هي (حبة الكرز) التي توضع في تاريخ إنجازات الفريقين على مر السنين. فالشغف شرط أساسي عندما يتعلق الأمر بالتنافس في هذه المباراة، والخسارة في هذه المباراة أمر لا يُغتفر للمشجعين على وجه الخصوص.

برشلونة سيدخل المباراة متربعاً على الصدارة بفارق نقطتين على منافسه، والفوز بهذه المباراة سيكون له أثره فيما يتبقى من مباريات قادمة وتوسيع الفارق عن غريمه هو نصف الطريق للحصول على البطولة بنهاية الموسم، بينما زين الدين زيدان سيكون مهمته هو الإطاحة ببرشلونة من قِمة الدوري واستعادة مركز الذي تمسك به لأسابيع طويلة.

سيكون الحكم أنطونيو ماثيو لاهوز شخصية رئيسية في تقرير مصير هذه النقاط الثلاث القيمة في سباق اللقب، وهو الخبير في إدارة مباريات الكلاسيكو بخمس مباريات سابقة، وبالتأكيد إدارة مباراة بحجم الكلاسيكو هي امتياز لا يُمنح لمن يفتقر إلى الخبرة أو الضُعف. بل يتطلب الأمر شخصية معينة للتحكم في الأمور عندما يواجه هذان الفريقان بعضهما البعض.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مدثر النور أحمد
كاتب سوادني
مدثر النور أحمد هو كاتب سوداني مهتم بالرياضة والتكنولوجيا والخصوصية على الإنترنت. لديه حُب وعِشق مختلفان للرياضة وخاصة كرة القدم.
تحميل المزيد