"اسكت واجلس مكانك، هل تظن أنك اخترعت كرة القدم؟".
تعرّض المدرب الألماني روجر شميدت للطرد والإيقاف لمدة مباراتين، بعد تفوّهه بهذه الكلمات ضد المدرب الخصم، وذلك خلال مباراة بايرن ليفركوزن وهوفنهايم في البوندسليغا.
لم تمر هذه القصة مرور الكرام في ألمانيا، ليس فقط لأن شميدت تجاوز حدوده خارج الخط، ولكن لأن الطرف الآخر للشجار كان أصغر مدرب في الدوري، إنه يوليان ناغلزمان، الفتى الصغير الذي يقود ثورة رياضية شاملة في الملاعب الألمانية خلال الفترة الأخيرة، بداية من خلال تجربته المثمرة مع هوفينهايم ثم ظهوره للجميع مع لايبزيغ، ومنافسته على لقب الدوري هذا الموسم.
لعبة الضغط والاستحواذ
المدرب الخباز
"أنا مثل الخباز، أضع عديد الأشياء داخل الفرن ثم أنتظر النتيجة، وداخل الملعب أستمر في البحث والمحاولة، حتى أحصل على ما أريد في نهاية المباراة".
- يوليان ناغلزمان متحدثاً عن فلسفته في اللعبة.
يؤكد الشاب في مقابلته التي أفردها الموقع التكتيكي "تقرير الكرة"، أن التدريب أفضل كثيراً من لعب الكرة، لأنك تكون مجبراً على تحسين أداء 22 لاعباً دفعة واحدة، وتفكر بالساعات في محاولة هزيمة خصمك خططياً وتكتيكياً قبل بداية المباراة وبعدها. ويشير إلى أن طريقة لعب فياريال تروقه بشدة، لأنهم يلعبون كمجموعة وكتلة تضغط كوحدة واحدة في نصف ملعب الخصم، كذلك يصنف نفسه كأحد المحبين لآرسنال وبرشلونة، بسبب الكرة الجميلة التي يمارسونها في كافة تفاصيل المباراة.
يمزج ناغلزمان في طريقة لعبه بين الكرة الهجومية والضغط، ليسير على خطى سابقيه باتباع استراتيجية "الكونتر برسينغ" أو الضغط العكسي، بمحاولة حصار المنافس في نصف ملعبه، وغلق زوايا التمرير أمام لاعبيه، من أجل قطع الكرة وتنفيذ هجمة سريعة تنتهي بهدف، وفي حالة التعذر في فعل ذلك، فإنه يحصل على اللعبة ويهاجم بهدوء دون خوف إذا تطلب الأمر، وبالتالي فإنه مرن إلى حد كبير دون تعصب لمسار واحد.
من قال لريال مدريد
اعترف الرجل بأنه رفض تدريب ريال مدريد بعد رحيل زيدان؛ لأنه بحسب وجهة نظره لا يزال يريد التعلم، وتدريب نادي بحجم الريال سيضعه تحت الضغوطات سريعاً، ما يجبره على الاهتمام بالنتائج قبل العملية في أوقات عديدة.
يؤكد ناجلزمان أنه يختلف مع مورينيو في فلسفة كل منهما على صعيد التدريب، لكنه يحترمه بشدة، خاصة أنه صعد إلى مجاله من أسفل إلى أعلى، مع حصوله على حوالي 25 بطولة خلال مسيرته.
يوليان يتابع الدوري الإنجليزي جيداً، معجب بعقلية ليفربول هذا الموسم، تنوع طريقة لعبه مع كلوب قياساً بالسابق، فالفريق لم يعد يعتمد فقط على الضغط العكسي أو المرتدات من أجل تسجيل أهدافه كما كان يحدث بالسابق.
وعن التجربة التي تعتبر مثل أعلى له، يقول مدرب لايبزيغ: "التجربة المثالية بالنسبة لي هي بيب غوارديولا في برشلونة. لم يكن الأمر متعلق بعدد البطولات ولكن في أسلوب لعبهم، جرأتهم، شخصيتهم، وسيطرتهم الكبيرة على مجريات اللعب من البداية إلى النهاية، لقد كان فريقاً يمثل نموذجاً للجميع، الخصم قبل الصديق".
أفضل مدرب شاب في العالم
يحتل لايبزيغ وصافة الدوري الألماني حتى كتابة هذه الأسطر برصيد 45 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن بايرن ميونيخ.
أحمد مختار هو صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.