كارلوس كاسيميرو لاعب بدرجة مشجع!
لاعبو الوسط أصحاب التدخلات القوية، القادرون على افتكاك الكرة أصبحوا الآن عملة نادرة في كرة القدم.
على مر العقود، اكتشفت كرة القدم العديد والعديد من هذه النوعية أمثال ماكليلي، غاتوزو، وديشامب. وعلى الرغم من أن المباريات أصبحت أكثر سرعة إلا أن كرة القدم أبداً لم تفقد احتياجها لكاسيميرو.
كاسيميرو مثل توابل الطعام قادر على إضافة النكهة إلى المباراة، قادر على إشعال حماس المشجع، هو محارب عاطفي أشبه بالمشجع إذا وضعته في الميدان دفاعاً عن فريقه، هو يلعب المباراة بنفس جوع المشجعين.
ضع أحد المشجعين في خط الوسط الدفاعي، فسيذهب للبحث عن الكرة كالمجنون في كل مناطق الميدان، يفعل لاعبو خط الوسط الدفاعيون نفس الشيء، ما عدا حقيقة أنهم أكثر فاعلية من المشجع.
أهمية كاسيميرو!
في عام 2017 ، أجرى زين الدين زيدان بعض المقارنات، حيث قال لوسائل الإعلام:
" كاسيميرو لاعب مهم، فهو يضمن التوازن بين الدفاع والهجوم، ويقوم بعمل مماثل لديشامب وماكليلي، ما يفعله ليس مفاجئاً، لديه ثقة وهو أفضل كل عام من سابقه".
هذا ليس مدحاً كبيراً لكاسيميرو على الإطلاق، ليس لأن ديشامب وكلود ماكليلي لم يكونا لاعبين جيدين، ولكن لأن كاسميرو فعل ما يكفي ليكون جيداً مثلهما.
حتى الآن في هذا الموسم، يمتلك كاسي معدل 3.8 عرقلة كل مباراة، لقد قام أيضاً بما يصل إلى 2.2 اعتراض للكرة في كل مباراة في الدوري الإسباني، كلاهما الأعلى في الدوري.
في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ستحتل هذه الأرقام المرتبة الثالثة من حيث العرقلة والسادسة من حيث اعتراض الكرة. لكن أرقام كاسيميرو مميزة لأنه لا يلعب في دوري بدني كالدوري الإنجليزي.
كلما كنت أقرب كنت أفضل!
أنا أحب أن أتعلم، أحب أن أتطور، بعد كل مباراة، بعد كل تدريب، لابد أن أعود للمنزل وقد تعلمت شيئاً جديداً. تفسير بسيط لسبب تطور كاسيميرو الدائم سواء من ناحية الذكاء الميداني في الحركة أو الذكاء في التعامل مع الكرة بأقل الإمكانيات.
في الكثير من الأحيان، تجد كاسيميرو أقرب لاعب لحامل الكرة ليس لتوفير خيار تمرير بل فرضاً للحماية، كلما كان كاسميرو أقرب للكرة كان فعالاً في الضغط العكسي وافتكاك الكرة قبل أن يتعرض ريال مدريد للهجمة المرتدة.
كلما كنت أقرب من مهاجم الخصم كنت قادراً على الحصول على الكرة الثانية، قليلاً ما يشارك كاسيميرو في الصراعات الهوائية لكنه دائماً ما يكون أقرب لاعب للصراع لضمان الحصول على الكرة الثانية وحرمان الخصم من الكرة.
ريال مدريد دائماً ما يكون منتصراً في عرضيات الخصم، سبب من أسباب التفوق هو سقوط كاسميرو الدائم كقلب دفاع ثالث لتوفير الزيادة العددية في منطقة جزاء ريال مدريد والتفوق على الخصم في العرضيات.
سرعة رد فعل، قوة بدنية، وفي نفس الوقت فإن أهم ما يميزه هو أنه يعرف أين ومتى يتحرك؟
ذكاؤه الميداني يجعله يعرف كيف يركض ومتى ذلك، والأهم أنه لا يركض بشكل عشوائي بالملعب.
كاسميرو النقطة مضيئة!
الموسم الماضي، هو أحد أسوأ مواسم ريال مدريد في العقد الأخير، انعدام للدافع وفقدان للرغبة، مما يتضح في إحصائيات الفريق على مستوى الركض والتدخلات وافتكاك الكرة.
النقد الرئيسي كان انعدام التوازن بين الدفاع والهجوم، حيث ضعف الارتداد من مودريتش وكروس، سوء في عملية الضغط العكسي للفريق، الفريق كان دائماً عرضة للتحولات السريعة.
لكن وسط كل ذلك الظلام لم يفقد كاسيميرو شغفه بل وقف وحيداً في الظلام محارباً بكل ما أوتي من قوة، ورغم الايمان بأن اليد الواحدة لا تصفق، سواء يده أو يد كريم بنزيما، استمر كاسيميرو في تقديم أدائه المميز بكونه أحد أعلى اللاعبين في الليغا الإسبانية قطعاً للكرات ومن الأعلى في معدلات الركض والتدخلات.
كاسيميرو البطل المفاجئ!
نقطة خلاف!
أحد أسوأ النقاشات في كرة القدم هي نقاشات من الأفضل، النقاش هنا حول أفضل ارتكاز في العالم، لكن سيكون من الظلم مقارنة أدوار كاسيميرو بلاعبين أمثال ميراليم بيانيتش وجورجينيو ورودري لأن المهام مختلفة.
لكن إذا نظرت إلى خريطته الحرارية ستجد أنه منتشر في كل الميدان بشكل مثير للاهتمام، لذلك الأدوار الجديدة لكاسيميرو هي أقرب إلى أدوار لاعبي البوكس-تو-بوكس البدنيين مثل أرتورو فيدال، ماتويدي، وكانتي، ذلك هو النقاش الحقيقي في الأفضلية، وأنا أعتقد أن كاسيميرو هو أفضل box to box في العالم حالياً بفارق عن البقية.
لابد من الاعتراف بأن من عاش حياته يشتكي من المساحات الضيقة في منزله، أصبح الآن هو ملك افتكاك الكرة داخل المنزل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.