"باريس سان جيرمان في صدارة الدوري الفرنسي"، عبارة اعتدنا سماعها في السنوات الماضية، خصوصاً بعد أن ضُخَّت مواهب ونجوم عديدة على تشكيلة الفريق، وبات تحقيق اللقب مجرد مسألة وقت ليس إلا. فلقد نجحوا في نيل لقب الدوري الفرنسي ست مرات في آخر سبعة مواسم، محققين أرقاماً مميزة على الصعيدين الفردي والجماعي.
في هذا الموسم، وحتى الآن ما زال فريق باريس سان جيرمان يتربع على عرش صدارة الدوري الفرنسي، في مشهد اعتاد الجميع رؤيته. توخيل يجوب الملاعب في فرنسا، يخرج من كل معركةٍ مرفوع الرأس، لا يُهزم بسهولة، فلسفته قد تبدو محدودة الأفكار، لكنه نجح في وضع بصمته على تشكيلة الفريق.
مكر كروي أم ماكينة لتسجيل الأهداف؟
سرعة باريس سان جيرمان بالانطلاق في الهجمات المرتدة إن كان عبر لاعبه الشاب كليان مبابي أو البرازيلي نيمار، سلاح ذو حدين وخطة خاصة يحب توخيل الاعتماد عليها. العنصر الأهم في هذه الخطة هو التحول الهجومي السريع للاعبي الفريق، خصوصاً عندما تصل الكرة إلى فيراتي، اللاعب الذي يجيد تماماً التعامل مع الضغط العالي، ويعرف كيف يُنهي مواجهة رجل ضد رجل لحسابه.
ومن الجانب المشرق أيضاً، يمكن اعتبار دي ماريا مفتاحاً آخر يستعين به توخيل في وسط الملعب. اللاعب الأرجنتيني الذي يُلقَّب في باريس بالشيطان العبقري، يعرف كيف يحتفظ بالكرة، بالإضافة إلى دوره الفني في نقل اللعب من الدفاع إلى الهجوم بلمسة قاتلة.
لطالما اعتُبر كافاني مصدر قلق بالنسبة لأي مدافع سيواجهه، ومع اقتراب رحيله عن الفريق، قد يكون إيكاردي القطعة المفقودة التي يحتاجها توخيل من أجل إكمال أحجية دوري الأبطال، التي فشل في حلها جميع مَن تعاقب على تدريب باريس سان جيرمان. المهاجم الأرجنتيني يقدم موسماً أكثر من رائع مع فريقه الجديد، ويعيش أياماً جميلة وهادئة تساعده على التطور أكثر وأكثر.
"المجد الأوروبي"، العبارة التي يسعى توخيل وبدعم من ناصر الخليفي، إلى أن يترجمها إلى حقيقة، مثلما نجح ديشامب في إنجازه مع منتخب فرنسا ببطولة كأس العالم الأخيرة المقامة في روسيا. وعلى الرغم من خبرته القليلة في البطولات القارية، توماس توخيل متعطش إلى أن يكتب بأحرف من ذهب تاريخاً تتغنى بها باريس، مدينة الحب والنور التي غابت عنها الأنوار عقوداً، في حين تحاول لعبة كرة القدم إعادة المجد للبلاد وتحقيق حلم شبابها الضائع.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.