مَن هو كيكي سيتين؟
رجل يعمر الشيب رأسه، ثائر من مقاطعة سانتاندير، منحدر من تلك الأماكن المليئة بالشغف، هو رجل متعصب لمذهب يوهان كرويف، كان ينشط سابقاً كعازف في سيمفونية سانتاندير الذهبية، كأحد المتفردين بالسولو في خط وسط الراسينغ. إبان فترته رفقة فريق راسينغ سانتاندير لم يجرؤ أحد على أن يناديه سوى بالمايسترو، وكذلك كان فعلاً.
حالياً يجري على جانب الخط، منتحرٌ هجومياً بشكل مبالغ، غير متحفظ، لا يعرف للخوف طريقاً، ولا يعرف الدفاع له مدخلاً. وربما ذلك من أسباب الضعف الدفاعي في ريال بيتيس قديماً، فمعنى العودة للخلف غير موجود في قاموس كيكي، ذلك الثائر يريد الهجوم، والهجوم فقط.
في العُمق
يفضل كيكي خطة الـ4-3-3 ويميل إلى بناء الهجمات من الخلف معتمداً على التمريرات القصيرة، يتدحرج بالكرة عمودياً تارة، ويتدرج بها عرضياً تارة أخرى، بغية فتح المساحات فيما بين خطوط الخصم، ومن خلال المناطق العمياء في ظهر لاعبي المنافس.
التوقيت مهم في منظومة كيكي، يؤمن بأن كل جزء من الثانية هو سبب التجانس والتناسق في الحركة، لذلك من الجيد جداً أن يملك لاعبين يعرفون الإجابة عن أسئلة الزمكان (الزمان-المكان)، و"مَن".
نحن نقترب الآن من كشف الغموض المتصاعد حول ملعب الكامب نو، ولو بسرعة. يكمن التساؤل عن مدرسة أو أسلوب كيكي. والإجابة هي أنه من أتباع مذهب كرويف، اللعب التموضعي يسري في عروقه، يعشق الاستحواذ، واللعب بالكرة أكثر من تركها للخصم.
يركز على الـThird Man في خط الوسط، أي خلق زيادة عددية لفريقه في كافة أرجاء الملعب، عن طريق تواجد لاعب متاح دائماً للتمرير له، ليكسر به إيقاع الخصم، على أن يتحرك ذلك اللاعب كل مرة لطلب الكرة في المساحة الشاغرة، وأن يكون خارج نطاق الرؤية للفريق الخصم، للرفع من عامل المفاجأة ضد حركة الفريق المقابل.
هل الحياة عادلة؟
الحياة تكافئ المجتهدين، أولئك الذين يحملون نبرتها وينقلون صداها حتى تضرب جدران اليأس، إنهم الشغوفون، الذين يعيشون على الأمل، حتى كتب أحدهم على الحائط: "المجد للشغف.. المجد للشغوفين".
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.