شهدت مدينة نيون السويسرية تحديداً، بمقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "UEFA"، قرعة دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا موسم 2019-2020، لتكشف لنا عن مواجهات نارية مُنتظرة ومُرتقبة خارج سقف التوقعات.
حيث أُجريت القرعة بتقسيم الأندية المتأهلة إلى تصنيفين: الأول يضم الفرق أصحاب المركز الأول بدور المجموعات، والتصنيف الثاني يضم الفرق أصحاب وصافة المجموعات الثماني، مع وجود قواعد تُطبَّق لأول مرة، أبرزها ألا يلعب فريقان كانا في المجموعة نفسها في الدور التالي، وألا يلتقي ناديان من البلد نفسه.
تعيد مباراة باريس سان جيرمان مع بروسيا دورتموند، توماس توخيل المدير الفني للباريسيين، إلى ملعب سيغنال إيدونا بارك مرة أخرى؛ لمقابلة الفريق الذي أشرف على تدريبه من 2015 إلى 2017. ورغم ما يعانيه دورتموند من تذبذب في المستوى بالآونة الأخيرة، فإننا سنشهد مواجهة تحمل نوعاً ما من تكافؤ الفرص. كما أن جماهير كرة القدم على موعد مع مباراة يُفترض أنها هجومية وتكتيكية من العيار الثقيل.
المباراة تُعد الأكثر ترقباً من مباريات دور ثمن النهائي لأغلى بطولة أوروبية؛ نظراً إلى قامة وشخصية مدربي الفريقين. سيلتقي بطل إنجلترا، مانشستر سيتي، بقيادة الفذ بيب غوارديولا، فريق ريال مدريد الأكثر حصولاً على لقب البطولة بـ13 لقباً. وهذه هي المرة الأولى التي يتواجه فيها المدربان وجهاً لوجه. لكن الفريقين تقابلا 4 مرات في دوري أبطال أوروبا من قبل، فاز ريال مدريد في مواجهتين وتعادلا في مواجهتين، في حين لم يسبق للسيتزنز الفوز على المرينغي بأي مباراة رسمية.
أوقعت القرعة حامل اللقب، ليفربول، في مواجهة أتلتيكو مدريد، لينتقل الفريق الإنجليزي إلى ملعب المجد "واندا ميتروبوليتانو"، معقل فريق أتلتيكو مدريد، أحد أصعب الفرق التي بإمكان ليفربول مقابلتها؛ ذلك لأن الفريق الإسباني صلب البنية، ومعروف بتكتلاته الدفاعية وإغلاقه للمساحات. ومن المعروف أيضاً أن رأس مال ليفربول هو المساحات الواسعة؛ لما يمتاز به الفريق من أظهرة سريعة كأرنولد وروبرتسون، وأجنحة أسرع مثل ساديو ماني ومحمد صلاح، لذلك سنرى مباراتين في غاية الصعوبة، خاصة على ليفربول. جدير بالذكر أن محمد صلاح شارك في خمس مباريات على الأراضي الإسبانية، وهذه هي المرة الأولى التي سيلعب فيها أمام أتلتيكو مدريد. بالإضافة إلى أنه لم يسجل على أرض إسبانيا سوى الهدف الأغلى في مسيرته بنهائي دوري أبطال أوروبا، في يونيو/حزيران الماضي.
هل يتجدد الثأر أم يُدفع؟
كشفت القرعة أيضاً عن مباراة نسترجع بها بعض الذكريات، مباراة بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي. شهدت آخر مباراة بين الفريقين خسارة بايرن ميونيخ بسيناريو درامي لنهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي في نسخة 2011-2012، بملعب الأليانز أرينا معقل الفريق الألماني. ومنذ ذاك الحين عزم الفريق البافاري على الثأر من أندية لندن في كل مباراة، فلم يخسر سوى مباراة واحدة كانت أمام أرسنال بدور المجموعات في البطولة ذاتها نسخة 2015-2016، فهل يثأر تشيلسي، بقيادة فرانك لامبارد، لفرق لندن أم أن بايرن ميونيخ سيواصل سلسلة تفوقه على الفرق الإنجليزية؟
احذر ريمونتادا في الطريق
يستمر مسلسل استعادة الذكريات بلقاء برشلونة الذي يُعاني شبح الريمونتادا مع نابولي المتخبط. ستحمل تلك المباراة طابعاً خاصاً؛ لما بها من ذكريات، حيث يوجد صاحب هدف "الريمونتادا-1" أمام روما، المدافع اليوناني كوستاس مانولاس المدافع بصفوف نابولي.
تذكرة العبور
مهدت القرعة الطريق لفريق يوفنتوس لدور ربع النهائي بوضعه أمام فريق ليون الفرنسي، أحد أضعف الفرق الحاضرة في ثمن النهائي. وينصف التاريخ فريق السيدة العجوز أمام ليون، حيث لم يسبق أن فاز الفريق الفرنسي على يوڤنتوس في أي من مواجهاتهم الأربع السابقة على صعيد البطولات القارية. وكما يقول البعض، هم تذكرة عبور الفريق الإيطالي للدور التالي.
أحد أهم الرابحين من تلك القرعة هو البرتغالي جوزيه مورينيو، المتولي حديثاً مهمة المدير الفني لفريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي، حيث أوقعت القرعة فريقه في مواجهة مع لايبزيغ الألماني، وهو فريق لا يمتلك أي تاريخ في البطولة الأعرق بأوروبا، ولكن لايبزيغ فريق لا يُستهان به، فهو صاحب المركز الأول حالياً في الدوري الألماني، يعتلي وصيف بطولة الدوري مونشن جلادباغ، في ظل تدني وتذبذب مستوى فريقي بروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، فستكون مهمة ليست بالسهلة ولا الأشد تعقيداً على الفريق الإنجليزي، فقط ينبغي لمورينو إيجاد طريقة لتحجيم وتقييد نجم الفريق الألماني تيمو ڤيرنر، لتصبح مهمة العبور إلى دور ربع النهائي سهلة.
نختم بمباراة صدام البسطاء، مواجهة فالنسيا مع أتلانتا!
تلك الأسماء المتواضعة غير المرشحة للفوز بالبطولة، لحسن حظهما يمكن القول إن كل فريق وجد نفسه أمام الفريق الأضعف بين جميع خصومه المحتملين، وضعتهما القرعة بعضهما مع بعض؛ لإكمال حلم أحدهما والذهاب إلى أبعد ما يمكن، وإن كانت مهمة أتلانتا تحمل بعض الصعوبة، خاصة في مباراة الإياب على ملعب الميستايا أحد أعقد الملاعب الِإسبانية، لكننا سنرى اللوس تشي مع النيراتزوري، ذلك الفريق المشارك لأول مرة في تاريخه بتلك البطولة، في مواجهة تحمل فرصة جميلة لكل منهما، ليصعد إلى دور ربع النهائي صاحبُ النفَس الأطول والمثابرة الأشد.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.