مرحباً، إنه يوم الكلاسيكو اليوم الذي تنقسم فيه الكرة الأرضية إلى شقين، شق قلبه أبيض يصرخ ويساند مدريد، وشخص عاشق للبلوغرانا، الأزرق والأحمر.
كلاسيكو الأرض يعكس الصراع في الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية والثقافية بين العاصمة والإقليم.
لا شيء جديد تحت شمس إسبانيا، الكلاسيكو سيبقى الكلاسيكو وإن رحل رونالدو وغاب هازارد وتدهور مستوى برشلونة. وما يميز سهرة الليلة أن كلا الفريقين يبحث عن الانفراد بالصدارة، والصدارة لن تكون إلا عن طريق الفوز بالكلاسيكو. آخر مرة التقى فيها الفريقان وفي حوزتهما نفس عدد النقاط يرجع لعام 2009 أي منذ 10 أعوام وحينها انتصر الكَتلان بهدف سجله إبراهيموفيتش.
لكن الكلاسيكو هذا الموسم لا يملك أرقاماً كبيرة غير رقمي بنزيمة وميسي، اللذين يتشاركان صدارة ترتيب هدافي الليغا، وكلاهما يحمل عبء أنديتهم على الأكتاف، مع أفضلية لميسي كونه يتلقى مساعدة هجومية أكبر من تلك التي يلقاها بنزيمة مع فريقه.
الأرقام لا تكذب
لم يخسر زيدان في الكلاسيكو على أرضية الكامب نو من قبل. فالفيردي يمنح خصومه جرعة حب صافية بخياراته، لكن ربما سيتدخل البعض اليوم لإيقاف الإسباني عند حده.
نقاط ضعف وقوة الفريقين من الناحية الدفاعية
لنبدأ بصاحب الأرض والجمهور الفريق الكتالوني، سيعتمد فالفيردي على اللعب بـ4 مدافعين في الخط الخلفي وهم "بيكيه، لينغليت، ألبا، وسيميدو"، ربما لم يحظ بعضهم بثقة فالفيردي المطلقة في كسب مركز أساسي كما فعل قلبا الدفاع بيكيه ولينغليت.
شارك جيرارد في 15 مباراة بدأها أساسياً، تحصل فيها على 8 إنذارات، وتمكن من تسجيل هدف واحد.
بلغت دقة كراته الطولية 66٪ بينما وصلت نسبة كسبه للصراعات الأرضية والهوائية 60٪.
يأتي بعده لينغليت بواقع 13 لقاء، وتمكن أيضاً من تسجيل هدف وتحصل على 4 إنذارات وواحدة حمراء، نسبة فوزه بالالتحامات الأرضية ضعيف جداً 52٪ والهوائية 72٪ وبلغت دقة كراته الطولية 58٪.
ربما يعد ألبا الحلقة الأضعف في الفريق؛ لأنه غائب للإصابة منذ مدة ليست بالقصيرة؛ إذ لعب 7 مباريات فقط وسجل هدفاً واحداً، ولأن نسبة فوزه بالصراعات الهوائية مخجلة للغاية تصل إلى 17٪؛ لذلك ربما نشهد وجود بديله فيربو في التشكيل الأساسي.
الظهير الأيمن، ربما إلى الآن لم نتفق بعد، من سيبدأ؟
هل سيميدو أم روبيرتو، فكلاهما شارك في أكثر من 10 مناسبات، وكلاهما صنع هدفين، الفرق أن سيميدو أقوى في الصراعات الأرضية وروبيرتو أقوى في الصراعات الجوية. وهذه المعضلة مستمرة منذ أن وصل سيميدو إلى الأراضي الكتالونية.
ننتقل الآن إلى الضيف، ريال مدريد، يعتمد زيدان أيضاً على 4 مدافعين في الخلف.
راموس الفتى المدلل لبيريز والأقرب لقلب زيدان، شارك في 16 مباراة وسجل 3 أهداف، منظم الإبداع والارتجال باستمرار، بطل يقوم بما في وسعه، العنصر الذي يعتمد عليه زيدان في نقل الكرة وتدويرها كيفما شاء، يعد راموس أكثر اللاعبين دقة في لعب الكرات الطويلة من الفريقين، بنسبة بلغت 71٪. لكنه ضعيف جداً في الصراعات الأرضية والهوائية حيث يفقد تقريباً نصف الصراعات، ومن الغريب أن يتحصل راموس على 3 إنذارات فقط، ربما يشير ذلك إلى وقوع راموس في حب اللعب النظيف مؤخراً.
فاران، قلب الدفاع الثاني، شارك 13 مباراة، سجل هدفاً وصنع مثله، تحصل على إنذار يتيم، يتفوق على راموس في الصراعات الهوائية بنسبة 78٪ والأرضية 64٪، ويعد أكثر المدافعين دقة من ناحية التمرير في نصف ملعبه بنسبة وصلت إلى 95٪.
الظهير الأيمن كارفخال، لعب 13 مباراة وسجل هدفاً مثل فاران، لكنه صنع 4 أهداف، يتفوق في نصف محاولات الاختراق والمراوغة، يخسر نصف الصراعات كراموس، مصدر الخطورة لأي خصم، وصلت دقة كراته الطولية والعرضية إلى نسبة 68٪.
الظهير الأيسر، أو صداع الجهة اليسرى، بعدما أصيب مارسيلو، أصبح واضحاً للجميع أن الجهة اليسرى سيتقاسمها ناتشو وألفارو أودريازولا، كلا اللاعبين لم يُمنح الفرصة كاملة هذا الموسم، حيث لعب ناتشو 3 مباريات، بينما لعب ألفارو 4 وصنع هدفاً.
الآن هل سيعتمد زيدان على ألفارو الظهير الطائر مستغلاً دقة عرضياته أم سيبدأ بناتشو ويتخلى عن الهجوم من الجهة اليسرى، وبذلك يضمن تأمين الخط الخلفي بصفة مستمرة؟
صداع نصف الملعب
يلازم فالفيردي صداع وحيد متعلق بنصف الملعب، راكيتيتش أم فيدال، فيدال أو بوسكيتس، بوسكيتش أم راكيتيتش. الإسباني محتار بين الاسم الذي سيترك على مقاعد البدلاء. عدا ذلك فكل شيء واضح ومحسوم سلفاً، روبيرتو سيكون أساسياً على حساب سيميدو، ولا أستبعد أن يلعب الكلاسيكو بثلاثي الوسط، بوسكيتس ودي يونغ وراكيتيتش.
أما زيدان فيعاني من صداع أكبر، الدخول بـ4-3-3 لاستغلال ضعف أطراف برشلونة وأجنحتها، أم الاعتماد على إيسكو أو مودريتش في العمق كصانع ألعاب، عدا ذلك أعتقد أن كل شيء واضح في رأس التقني الفرنسي.
فثلاثي الوسط معروف مسبقاً، كاسيميرو وفالفيردي وكروس، معهما إما إيسكو أو مودريتش، وربما الاثنان خلف بنزيمة والاعتماد كلية على العمق.
ذلك كل ما في جعبتي أحبتي.. الآن أتى دوركم في توقع النتيجة، مَن سينتصر، وبكم هدف، مَن سيسجل، هل سيفعلها ميسي مجدداً أم سيتفوق بنزيمة؟ هل سنسمع جملة "ميسي لديكم لا خوف عليكم" مرة أخرى، أم أن "ميرينغي جميل" ستدوِّي في سماء الإقليم؟
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.