واجهنا خصماً لا يحتفظ بالكرة لذلك رأيت أنه من المناسب البدء بهم، لقد قدموا مساندة دفاعية جيدة جداً وقاموا بما طلبته منهم في الهجوم، وهو تبادل التمريرات بسرعة".
- ماوريسيو ساري مفسراً سبب إشراك الثلاثي منذ بداية اللقاء
الثلاثي لا يرتد إلى الوراء ويدافع إلّا في حالات الضغط العكسي على مدافعي الخصوم. وضد خصم متواضع مثل أودينيزي لا ضرر من إشراك الثلاثي دفعة واحدة. فمعلوم بالضرورة أن يوفنتوس سيستحوذ على الكرة أغلب فترات اللقاء، لأن جودة الخصم في الخروج السلس بالكرة من الثلث الأول سيئة إلا في قليل من التحولات، على فترات متباعدة، وضد خصم كهذا ستنجح في افتكاك الكرة في مناطق خطرة، ومع تقديم خط الدفاع عدة أمتار إلى الأمام، على عكس الاصطدام بمنظومة جيدة في البناء من المناطق الخلفية.
السبب الآخر لعدم إشراك هذا الثلاثي باستمرار من البداية هو أنه غير جيد في الاختراق من الأطراف واستغلال عرض الملعب، بيانيتش كـ"ريجيستا" لن ينجح نجاحاً باهراً وديبالا صانع ألعاب بين الخطوط، لان تحرك الأرجنتيني يبتعد دائماً عن التصرف تحت توقيت وتحرك المجموعة.
كريستيانو رونالدو جيد جداً كمهاجم ثان يستغل الكرة الثانية أو يقتنص الأولى، لكن يعاب على الدون الاحتفاظ المبالغ فيه بالكرة في وضعيات لا تسمح بذلك، ولأن كرة القدم لم تعد كالسابق، فالاحتفاظ المفرط بالكرة دون تحرك يمنح الخصم زيادة عددية والفرصة ليكون أكثر تنظيماً، ما دام الاحتفاظ بها في وضعيات ثبات لا حركة.
أهمية القاتل المأجور
ماوريسيو ساري قريب جداً من عطلة أعياد الميلاد، أسبوعان يجب أن يكونا كافيين لإيجاد توليفة أفضل مع عودة المصابين، ومع تحسن ديميريال، وعودة كوستا ورامسي، والأمل في تحسن رابيو وبنتانكور، يفترض أن يمتلك الفريق تشكيلة ممتازة جداً.
والخطط المتاحة أمام ساري هي الـ4-3-3 والــ4-3-1-2 أو الــ4-2-3-1، الأولى بكوستا كجناح مع كوادرادو ورونالدو كمهاجم وهمي، والثانية كما هي معتادة مع رامسي كصانع لعب وديبالا مهاجم إلى جانب رونالدو أو هيغواين.
الخطة الثالثة تعمتد على تواجد بنتانكور وبيانيتش كارتكازين متقاربين، أمامهما ديبالا كصانع لعب، وهو الحل الوحيد المتاح ضد الفرق التي تستحوذ، أو هي الحالة النادرة لديبالا كصانع ألعاب "تريكوارتيستا" بين الخطوط لإيجاد الحلول.
رونالدو كجناح لن يفيد في شيء رغم التعنت القائم منه على التواجد في نفس المركز، سنتفق على أن كريستيانو يجد راحة في اصطياد الكرة. على عكس وضعه في مواجهات ( 1 ضد 1) لكنه يبقى قاتلاً مأجوراً في منطقة الجزاء حالياً، وعلى ساري أن يجد الحل لثنائية هيغواين ورونالدو، أو رونالدو وديبالا، لاستغلالهم كطعم للمدافعين ليهرب كريستيانو من الرقابة. وقد يجد الحل للمسألة بصانع ألعاب أيضاً.
ساري يملك حلولاً أكبر للعب كرة متوازنة، ولا أرى أي مشكلة في أسلوب ساري، فهو موجود حالياً في كثير من الأهداف والنقلات، المشكلة الأساس هي التوظيفات التكتيكية بالمنظومة، مع تقليل الارتجال المبالغ في عمليتي التحرك والتمرير.
لو أن إدارة يوفنتوس تضع نصب عينيها صناعة فريق كرة قدم حديثة، فعليها بالصبر وتنفيذ مطالب ساري في مواسم الانتقالات.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.