اسمي خواكين، خواكين سانشيز
وأنت على الأغلب لم تلحظ وجودي طوال الأعوام العشرين الماضية.
اسمي خواكين..
وصدقني لقد كنت دوماً هنا. أنا ألعب الكرة قبل أن يظهر بلاي ستيشن 1. ويمكنك أن تجد اسمي في قوائم لعبة فيفا 2005. ولعلك اخترت اللعب بفالنسيا في نسخة 2007 لتتفاجأ ماذا يمكنني أن أصنع رفقة موريانتس ودافيد فيا. وغالباً سأكون متاحاً في لعبة فيفا 2020 أيضاً، لكنك لم تلحظ وجودي أبداً.
اسمي خواكين..
وكم هو مجنون أن أكون شاهداً على كل ذلك التحول؟
المحنك
ديل بوسكي لم يعد موجوداً، وراؤول غونزاليس أيضاً لم يعد موجوداً، وبيب ولويس
إنريكي أصبحا مدربين.. اللعنة!
وترامى إلى سمعي أن الناشئ الواعد ديفيد سيلفا
قد اعتزل اللعب دولياً.. اللعنة مرة ثانية!
كل شيء تغير، ومازلت أنا وحدي أقوم بالأمر نفسه منذ عشرين عاماً خلت؛ أتهرب من التدريبات البدنية، أفاوض الحكم على الوقت بدل الضائع، وأندب حظي على تسديدة ارتطمت بالقائم فأبتسم للسماء، لكنك لم تلحظ وجودي أبداً.
اسمي خواكين..
ونحن نعيش في عالم متطرف، بل عالم شديد التطرف. الضوء يسلط فقط على الأبطال الخارقين، أو الفشلة الخارقين. لا مكان فيه للعادي، أو للجيد الذي لم يعد جيداً. هذا عالم ميسي ورونالدو، ولن يعبأ فيه أحدهم بلاعب لا يركض سوى عشرين دقيقة، لكنه لايزال يحلم بالفوز لريال بيتيس ببطولة، لذلك أنت لم تلحظ وجودي أبداً.
اسمي خواكين..
وقد قررت منذ زمن أن ألعب الكرة وفي خاطري هدف شخصي للغاية. أنا ألعب فقط لسعادتي، وليذهب العالم كله للجحيم. أنخرط في كل مباراة كأنها الأخيرة، أنتظر كل هجمة كأنها الأخيرة، أسدد كل كرة كأنها التسديدة الأخيرة. أنا ألعب، ولا أعبأ إن كنت قد لاحظت وجودي، كل ما يشغلني حالياً هو نجاح المراوغة القادمة.
اسمي خواكين، خواكين سانشيز
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.