إذ لمَن سيصوت مدرب وصحفي الأرجنتين؟ ميسي.
ولمَن سيصوت الهولنديون؟ فان دايك.
ولمَن سيذهب صوت ممثلي السنغال؟ ساديو ماني بالطبع.
لكن لمَن سيصوت صحفي مصر؟ ساديو ماني، ماذا؟
حسناً هذا ما حدث، كان هذا صوت الصحفي هاني دانيال، ممثل مصر في هذا المحفل، والذي وضع محمد صلاح في المرتبة الثالثة. الأمر ليس شخصياً على حد قوله، وهذا لو تعلمون عظيم. أخيراً وجدنا الإعلامي المهني الذي لا ينحاز للاعب لمجرد أنهما يتقاسمان الجنسية ذاتها.
ما العيب في ذلك؟ صحيح أنه ليس صحفياً رياضياً من الأصل وفقاً لرابطة الصحافة الرياضية، وفي رواية أخرى هو متخصص في الاقتصاد، ولكن هل تعتقد أن تلك هي أكبر مشاكل ملف التصويت المصري الآن؟ يبدو أنك لا تعرفنا -كمصريين- جيداً إذاً..
لماذا نلقي الضوء على صوت دانيال في الأساس؟ لأن صوتي المدرب وقائد المنتخب لم يصلا أصلاً إلى الفيفا. نعم كما نخبرك هنا، المدرب خافيير أجيري قد أقيل عقب كأس الأمم الإفريقية والمنصب كان شاغراً، فيما اختفى صوت القائد أحمد المحمدي لأسباب مجهولة، قبل أن يعلن المحمدي أنه صوَّت بالفعل، ليليه اتحاد الكرة مخاطباً فيفا بغرض الاستفسار عن سبب عدم اعتماد التصويت المصري، مؤكداً أن شوقي غريب مدرب المنتخب الأولمبي قد أرسل صوته نيابة عن مقعد المدرب الشاغر أيضاً.
صلاح وفي رد فعل فوري وحاسم تجاه هذا الاستهتار.. قام بحذف "لاعب لمنتخب مصر" من تعريفه على تويتر، قبل أن ينهال علينا بكل ما يمكن إثبات ولائه للبلاد، وأنه لن ينال أحد أبداً من حبه لمصر أو علاقته بجماهيرها!
حسناً.. لا أحد حاول النيل من تلك المسألة سواك في حقيقة الأمر، فنحن لم نعرف ما الذي استفدته من تلك الخطوة الطفولية على كل حال، ولكن في النهاية لا يمكننا لوم الرجل على غضبه للأمانة، إنهم يستفسرون من فيفا عن سبب عدم اعتماد الصوتين.
حسناً لندع تلك المهزلة جانباً لبعض الوقت وننتقل إلى البرتغال.
أراهن أنكم جميعاً نجحتم في تخمين قِبلة أصواتهم.. لا، ليس ماني. إنه كريستيانو رونالدو في صدارة صوتي المدرب والصحفي، وكونه القائد ولا يحق له التصويت لنفسه، اختار صاروخ ماديرا كلاً من مدافع يوفنتوس ماتيس دي ليخت ولاعب وسط برشلونة فرينكي دي يونج والمهاجم الفرنسي كيليان مبابي على الترتيب.
سيلفا وبعد موسم كبير للغاية على كافة الأصعدة، فعل فيه كل شيء في كرة القدم. سجل وصنع الأهداف، لم يتوقف عن الركض والتمرير وقطع الكرات وكان السلاح الأهم في كتيبة بيب غوارديولا، لم يستحق حتى الوصول إلى تشكيل العام وفقاً للسادة المصوتين، نفس القائمة التي ضمت سيرجيو راموس ومارسيلو ولوكا مودريتش وثلاثتهم من نفس النادي، ولكن صدقني نحن لا نملك أدنى مشكلة مع ريال مدريد بالتحديد، كل ما في الأمر أن النادي لم يحقق أي شيء على الإطلاق طوال الموسم الماضي الذي كان كارثياً لأبعد الدرجات على الصعيدين الجماعي والفردي من وجهة نظر عشاقه قبل خصومه.
بكلمات أخرى.. إن كان بإمكاننا تقبّل راموس باعتباره من العلامات التاريخية لتشكيل الأفضل، ومودريتش بصفته الفائز بجائزة الأفضل عن العام الماضي، كيف يفترض بنا تمرير مارسيلو تحديداً؟ الرجل لم يكن أفضل ظهير أيسر في ريال مدريد نفسه طوال الموسم ولم يكن أساسياً أغلب فترات الموسم!
ذكرونا لماذا كان يلعب ريجيلون إذاً؟ أم أن تواجد مارسيلو سببه تواجد مقعد ثابت للبرازيليين في الدفاع بغض النظر عن الأداء المقدم؟
وهل هذا هو السبب الذي جعلنا نرى داني ألفيس وتياجو سيلفا في التشكيلة حتى وإن قدما مستويات غاية في السوء خلال المواسم الماضية؟
على ذكر راموس، قائد ريال مدريد والمنتخب الإسباني، قال كلمات رائعة بحق مدافع آخر هو فيرجيل فان دايك، داعماً إياه للفوز بالجائزة ومتحدثاً عن مدى صعوبة منافسته لميسي ورونالدو وهو مدافع. من الجيد أن يدعم زملاء المركز بعضهم البعض في مواجهة هوس الجماهير بالمهاجمين الذين ينالون كل المجد وفي النهاية لا يلتفت أحد لعمل هؤلاء المكلفين بحماية ظهورهم. لقطة إنسانية من لاعب أسطوري.
هل تأثرت؟ "ارجع يا سفيان".. راموس صوَّت لزميله الجديد في مدريد إيدين هازارد ورونالدو وصلاح، نعم، لقد وضع صلاح في المركز الثالث تماماً مثلما فعل الصحفي المصري، وليتعفن الدفاع والمدافعون في الظل، هذه ليست مشكلته.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.