هل سافرت إلى أمريكا لأنك تشعر بالرعب؟ سيدي الرئيس هذه رسالتي إليك

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/20 الساعة 17:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/20 الساعة 17:47 بتوقيت غرينتش

بعد الدعاء بالخلاص منك ولمصر بالتخلص من لعنتك، 

أُرسل تحياتي لك ولصقر المخابرات الذي لا ينام محمود السيسي وإخوته، وأتمنى أن تكون أم  العيال في أفضل حال.

ما الذي تشعر به الآن؟ أتمنى أن تكون مشاعر القلق والذعر مسيطرة عليك في هذه اللحظة؟

لكن أخبِرني رجاءً بمشاعرك الآن وأنت تنظر إلى أبنائك وزوجتك، والمستقبلُ أمامك بدأ يتَّشح بالسواد؟ بمَ تشعر وطائرتك تقلع نحو نيويورك تاركةً عائلتك في وطن قد ينقلب عليهم في أي لحظة؟ كيف نظرت في عين امرأة تعلم أنك قد لا تقدر على حمايتها؟ 


أنت تعلم أن آلاف البيوت عاشوا وما زالوا يعيشون هذه المشاعر والأحاسيس في كل يوم وليلة حتى صارت جزءاً من روتينهم اليومي. يا سيئ الذكْر، ضربت الأمراض النفسية والبدنية نصفنا والنصف الآخر يحاول إلهاء نفسه والهروب.

يا سيئ الذكْر لم  يَسلم منك حتى الذين هاجروا في أراضي الله الواسعة، فما زالت مشاعر القلق والخوف والرعب والكوابيس تطاردهم في أيامهم وليلهم منذ ست سنوات وحتى الآن.

هوِّن عليك يا سيئ الذكْر، أعلم جيداً أنك ترتعد الآن، وتشعر بدنو الخيانة منك، لكنك لا تعلم من أين ستأتي. إحساس صعب للغاية، أليس كذلك؟

تأتي بأفراد نكرات بلا تاريخ يُذكر وتجعلهم أسياداً على القوم، تقوى شوكتهم يوماً بعد يوم، تثق بهم وتقرّبهم من العرش، تأمنهم على نفسك وملكك ثم تبدأ الدوائر بالدوران عليك بأيديهم، وتبدأ بالشك فيهم الواحد تلو الآخر. وها هو أنت الآن تجلس في طائرتك لا تعلم إن كنت ستعود أم لا؟ 


قبل أن تخلق مأساة شخصية وتضع نفسك في دور الضحية، تذكَّر معي كمَّ المغدورين الذين دمرت حياتهم واستحالت جحيماً لا يطاق. تذكَّر معي كشوف العذرية على الفتيات الأطهار، وتذكَّر معي الغدر بالأقباط يوم ماسبيرو. استرِح قليلاً ثم تذكَّر أيام محمد محمود وغدرك بمن وثق بك يوم صار رئيساً لمصر. 

التقِط أنفاسك ثم تذكَّر معي العساكر والضباط الذين غدرت بهم وألقيت بهم في وسط نيران سيناء دون خطة عسكرية أو حماية حقيقية. وبعد أن تسيل دماؤهم تبدأ فوراً بالمتاجرة بها.

الجنرال سيئ الذكْرعبدالفتاح السيسي، لستُ متأكداً إن كنت سترحل اليوم أم لا، وأعلم أن بإمكانك عبور هذه الموجة بسلام ثم تبدأ بالانتقام من الجميع. لكنني على يقين بأنك خائف ومرعوب وقلِق ومقهور الآن. واسمح لي بأن أبدي بعضاً من الشماتة، فما مررت به خلال السنوات الست الماضية لم يكن بالقليل قط، وبالتأكيد تركت بعض الآثار التي سأعمل على معالجتها يوم تبتسم لنا الحياة.  

كما قلت لك، قد تكمل معنا بعض الوقت، لكن هذا الوقت سيكون صعباً جداً عليك. سيكون وقتاً مليئاً بالإثارة والتشويق للمشاهدين وأنت تخمّن مَن الخائن من رجالك. ستكون حاكماً ميتاً يمشي على قدميه، سيقتلك الشك قبل أن تنطلق رصاصة واحدة نحوك. 

وأعلم -يا سيادة الجنرال- أن من هذه اللحظة فصاعداً سنتشفى فيك أيما تشفٍّ، وسنسخر منك ومن دولتك الهشة، ثم سنسكب البنزين على النار كي يشتعل فتيل أزمتك أكثر فأكثر.

سيدي الجنرال، أعِدك بأنك ستصير مزحة ونكتة تتناقلها الأجيال القادمة، ستصير عبرة لكل من تسوّل له نفسه احتقار المصريين وإذلالهم وتجويعهم. 

سيدي الجنرال، أنتظر نهاية قصتك بفارغ الصبر، لا تُطِل علينا. 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أسامة جاويش
مذيع بقناة الحوار
مذيع بقناة الحوار