تعامل الحارس تيبو كورتوا مع الهجمة وطريقة نظرته للكرة في لقطة الهدف الأول كانت الغلاف الرئيسي لصحيفة ماركا الإسبانية في تغطيتها لمباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان في أولى جولات دوري أبطال أوروبا، وكأن لسان حالها يقول لرئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز هذا هو الحارس الذي راهنت عليه وجعلته يحرس عرين الفريق بديلًا عن الحارس المحبوب والمنقذ كيلور نافاس الذي خرج بطريقة أقل ما يقال عنها إنها مهينة لحارس اُعتبر أحد أبطال الثلاثية الأوروبية الشهيرة.
ولكن هل كل شيء يتعلق بكورتوا؟
يقول زيدان: "كانت مباراة سيئة لنا، نحن هنا جميعاً في قارب واحد. عندما نفوز، نفوز بالجميع وعندما نخسر، نخسر جميعاً"، هي تصريحاته عقب المباراة أراد بها تبرئة كورتوا وإلقاء اللوم على الكُل ولكن نسي المدرب الفرنسي أنه هو من يدير الفريق وهو صاحب القرار الأول والأخير فيما يخص تشكيلة الفريق ومن يذهب ومن يأتي.
وفي حالة الإخفاق سيكون هو الملام الأول والأخير وهذا ما ظهر ليس في هذه المباراة فقط بل منذ بداية الموسم في الدوري المحلي ولا بأس بالتذكير أيضاً بفترة التحضيرات قبل الموسم والذي يبدو كأنه بروفات لما قبل العرض نعرف خلالها بأن الفريق سيعاني وسيرى أياما سوداء تجعل الكثيرين يشتاقون لأيام لوبتيجي وسانتياغو سولاري. ولكن مرة أخرى زيدان ليس الوحيد فمن نستطيع أن نلوم أيضاً؟
إنه الرئيس بكل تأكيد الذي سمح لبعض الشباب الخارقين بمغادرة النادي على سبيل الإعارة أو بشكل دائم، وجلب آخرين أراد بهم أن يكونوا نواة لمستقبل يرى فيه الفريق يحمل البطولات ولكن يبدو أن وعده بتشكيل فريق نواته الشباب يبدو الآن حلماً سرمدياً نراه على شاشات السينما وصفحات الروايات الخيالية فقط لا غير.
الماضي لا يمكن أن يقود المستقبل
حتى الآن تبدو الأمور غير مبشرة للريال ومدربه ومشجعيه، فخلال الصيف الماضي ضجت الصحف والمواقع وتوقعات المتابعين بأن هنالك ثورة قادمة في النادي بقدوم المدرب زيدان مرة أخرى لحضن النادي بعد تحقيقه ثلاثية تاريخية رقصت لها أوروبا كلها، وعلى الرغم من جلب أحد أمهر اللاعبين في أوروبا، إلا أن اللاعبين الآخرين الذين وضح أن المدرب سيعتمد عليه بصورة رئيسية خاصة الحرس القديم لم يكن لديهم أي تأثير مماثل.
خط الدفاع بدون راموس يبدو كأن لاعبيه يلعبون الكرة للمرة الأولى، وبالتحديد فاران الذي يبدو أنه بدون راموس مجرد لاعب عادي لا تأثير له ولا شخصية وهمه الأول والأخير التخلص من الكرة بسبب وبدون سبب، كما ظهر في لقطة الهدف الأول في ليلة السقوط المدوي أمام الفريق الفرنسي حيث كان بإمكانه أن يفعل الكثير بدلاً من الاكتفاء بمشاهدة الكرة وهي تذهب لدي ماريا.
خط الوسط هو العلة والداء الذي سيعاني منه ريال مدريد كثيراً فيما هو قادم من مباريات محلية أو أوروبية، توني كروس يبدو أنه قد تشبع وأصبح لا جديد لديه يقدمه، خاميس رودريغز ما زال هو نفس اللاعب يوم في السماء ويوم في الأرض، كاسميرو جميعنا رأى ما هو شكل الفريق إذا غاب أو أُصيب أو تم استبداله، أيدين هازارد لا خلاف على موهبته وقدرته على صناعة الفارق ولكن هل وحده سيقوم بكل مهام لاعبي الوسط؟ وهل من الممكن الاعتماد عليه في تسجيل الأهداف بغزارة؟ والسؤال الأهم: هل سيكون حقاً خير بديل للأسطورة رونالدو؟
وماذا عن خط الهجوم؟ بنزيما ما زال هو بنزيما اللاعب المفضل لدي زيدان والمكروه من أغلبيه مشجعي الفريق، أن يلعب أساسياً متى ما كان في كامل عافيته هو أمر لا شك فيه ولا جدال طالما زيدان هو المدرب وصاحب القرار، مما يدخل اليأس فيمن أُريد به أن يكون منافساً له.
جاريث بيل هو المنبوذ الأول حتى وإن أنكر زيدان ذلك، فهو يعرف وزيدان يعرف وكلنا نعرف أنه باقٍ حتى الآن لسد حوجه فقط ومتى ما عاد أحد المصابين سيكون رفيقاً لدكة البدلاء فهل تنتظر يا زيدان من لاعب رفضته على الملأ أن يقاتل من أجلك أو من أجل الفريق؟
هل حان وقت الاستسلام؟
بالتأكيد لا والمنطق يقول مازلنا حتى الآن في البدايات ولكن كما يقول المثل الشهير: "الخطاب يكفيك عنوانه" وفي تفاصيل الخطاب الذي يجب أن يقرأه زيدان بعناية نجد أن ريال زيدان ما زال أمامه الكثير لأن يكون ذلك الريال الذي كان بطلاً لأوروبا ثلاثة مواسم على التوالي، وهزيمة الفريق أمام أمراء باريس في الجولة الأولى أدخل اليأس وكل اليأس في قلوب كل من يشجع هذا الفريق.
وبالإضافة للأداء المتذبذب في الدوري المحلي والذي لم يظهر فيه ملامح فنية للفريق بصورة واضحة بالرغم من مرور ست جولات حتى الآن يجعل الجميع يضع يده على قلبه ويشفق للأيام السوداء التي تنتظر الفريق سواء في الدوري المحلي أو في دوري أبطال أوروبا.
وبالتأكيد قبل الختام نعود مرة أخرى لنُذكر بأننا مازلنا في شهر سبتمبر/أيلول، وهناك الكثير المثير في انتظارنا سواء بتحسين الأداء أو فقدان النقاط وبالتالي يمكنك أن تستنتج أن هذا الموسم سيكون موسماً طويلاً وصعباً لرجل ذُرفت من أجله الدموع وهو يغادر الفريق بطلاً ولكن في هذا الموسم سيكون الجميع في انتظار الإجابة على السؤال الذي بحث عنه الجميع في المواسم السابقة وهو: هل زيدان حقاً مدرب عظيم أم مجرد مدرب خدمته الظروف ليحقق ما حققه من إنجازات؟
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.