"المجموعة لا تصبح المجموعة إلا إذا كان الكل يتحدث بلغة واحدة، والكل قادراً على اللعب بشكل جماعي. لا يمكننا تحقيق أي شيء وحدنا، إلا النتائج سريعة الزوال. أعود غالباً إلى ما كان يقوله مايكل أنجلو: العقل يهدي اليد".
يمكن وصف الشوط الأول بين برشلونة ودورتموند، في قمة الأبطال لهذا الأسبوع، بالمتكافئ طولاً وعرضاً، لكن من السهل الحديث عن أفضلية مطلقة للألمان على حساب الكتلان في الشوط الثاني، رغم دخول الملك رقم 10 ليونيل ميسي. يبدو الأمر غريباً بعض الشيء لكن هذا ما حدث وفقاً لعدد الفرص والتسديدات والتمريرات عند المقارنة بين النصفين.
اضرب صاحبك لو هما كتير
المتابع الجيد لبرشلونة يدرك صعوبة لعب الفريق خارج أرضه في دوري الأبطال. لا يتعلق الأمر فقط برأسية مانولاس والرابع الذي سجله أوريغي، لكن فريق فالفيردي عانى أمام أولمبياكوس في اليونان من قبل وهزم تكتيكياً أما أيندهوفن في هولندا قبل أن ينقذ ميسي الموقف. هذه الحقائق تغلق الباب أمام أي نقاشات حول قدرة فالفيردي التصرف خارج أرضه، فالأمر واضح للغاية: إرنستو لا يعرف ماذا يفعل بعيداً عن الكامب نو، وبالمثل صار لاعبوه على مستوى صناعة الفرص والتسجيل والهروب من الضغط.
اقترن اسم البارسا مؤخراً بفريق الأصدقاء أو "كلوب دي أميجوس" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب قوة شخصية نجوم غرفة الملابس وتضاعف نفوذهم مقارنة بالإدارة وأفراد الجهاز الفني، لتزيد الاتهامات حول مجاملة البعض وظلم البعض الآخر، والكل يعلم مدى حب ميسي وعشقه لسواريز بصفته أقرب أصدقائه على الإطلاق داخل الملعب وخارجه، لكن حتى يصل الأرجنتيني إلى الكرة الذهبية السادسة التي يستحقها منذ عامين على الأقل، عليه التضحية بصديقه بعض الشيء، واتباع مقولة "اضرب صاحبك لو هما كتير"، التي انتشرت عبر واحد من أشهر الحملات الإعلانية سابقاً.
تحتاج إلى رأس الحربة رقم 9 أمام الفرق التي تتكتل أمام مرماها، أما من يهاجمك باستمرار ويضع الضغط في نصف ملعبك، فأنت في حاجة إلى مهاجم متحرك غير ثابت، يتحرك خارج الصندوق أكثر مما يتواجد داخله، لذلك إما ميسي أو غريزمان بالعمق، والآخر تحت قليلاً على الطرف، وثالثهما جناح حر.
ليس بالضرورة أن يضرب ميسي صديقه سواريز، أو حتى يقطع علاقته به، لكن على الأقل أن يرفع يده عنه، ويسمح لفالفيردي الضعيف بوضعه على الدكة، ولو لمباراة أوروبية خارج الديار. صحيح أن الوضع لن يتبدل من النقيض للنقيض، لكن التحسن سيكون حاضراً على مستوى الوقوف من دون الكرة، ونقل الهجمة من الخلف إلى الأمام بسرعة أكبر، وإتاحة الفرصة أمام استغلال الأطراف، بتقليل خطورة الأظهرة/ الأجنحة المقابلة التي باتت الصيحة الأشهر في الشامبيونزليغ في آخر الأعوام.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.