تقييم نتائج المشاركين في مسلسل “العودة” الميكسيكي

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/05 الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/05 الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش

أخيراً انتهى "مسلسل عودة نيمار" للبيت الكتالوني هذا الموسم، بعد إغلاق سوق الانتقالات الصيفية في الدوري الإسباني والفرنسي، وفي عموم الدوريات الأوروبية كلها، ومنذ أن عبر اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً عن رغبته في العودة إلى نادي برشلونة، اشتعلت المواقع والصحف الرياضية العالمية بهذا التحرك، وأصبح لا يخلو موقع أو صحيفة من "شائعات" حول هذا الأمر بشكل يومي.

والآن بعد "فشل" هذا الانتقال -على الأقل- هذا الموسم، عاد الجميع للالتفات لأهدافهم وخططهم للموسم الحالي، وكما هي الحال في كل نافذة انتقالات صيفية أو شتوية، نجد أن تحرك أي لاعب -في حالة النجاح أو الفشل- خاصة إذا كان صاحب اسم ونجومية مثل اللاعب البرازيلي، نجد هنالك خاسرين وفائزين من مثل هذه التحركات، ولكن مَن هم الفائزون والخاسرون في مسلسل عودة نيمار؟

أبرز الفائزين

معطلي الصفقة

كل هؤلاء اللاعبين كانوا قد طُرحت أسماؤهم كجزء من صفقة عودة نيمار لبرشلونة، سواء بالإعارة أو البيع النهائي، ولكن مع فشل هذا التحرك يبدو أن هولاء اللاعبين سيكونون سعداء بالبقاء ضمن جدران ملعب الكامب نو رفقة الفريق الكتالوني، على الأقل حتى فتح نافذة الانتقالات القادمة.

ولكن هل ستعود الأمور كما كانت؟ بالتأكيد أي لاعب كرة قدم يعرف جيداً أن مغادرته لهذا الفريق أو قدومه لذاك الفريق هو شيء طبيعي في مسيرته الكروية، ولكن ربما تتأثر مجموعة الأسماء أعلاه بشكل واضح بالرسائل السلبية التي تلقوها بعد ظهور أسمائهم في حملة قدوم اللاعب البرازيلي، ومع ذلك عليهم الآن يتصرفوا كما لو لم يحدث أي شيء على الإطلاق، وهي مهمة لن تكون سهلة عليهم، بعد أن أحسوا بأن النادي لا يريدهم وسيتخلى عنهم في أي لحظة.

ريال مدريد

منذ انتقال اللاعب البرازيلي للنادي الفرنسي ظلت كل "الشائعات" والأخبار تقول إن اللاعب يتخذ النادي الفرنسي "جِسراً وممر عبور" فقط للانتقال لريال مدريد، بدلاً من الذهاب مباشرة من النادي الكتالوني، ومع ازدياد "حُمى" وأحداث مسلسل "عودة نيمار" ظلَّ الفريق المدريدي بعيداً كلَّ البُعد عن الأحداث، وظل يراقب الأحداث فقط من دون تصريحات أو تسريبات عن جلب اللاعب البرازيلي للنادي.

والآن بعد "فشل" عودة البرازيلي للنادي البرشلوني، يبدو رئيس نادي ريال مدريد "فيلنتينو بيريز" أكثر الأشخاص سعادةً بفشل هذا التحرك، ومن هنا وحتى فتح نافذة الانتقالات القادمة ستكون الفرصة مواتية له لإقناع البرازيلي -بالرغم من صعوبتها- لتغيير رأيه والانتقال لريال مدريد، وحتى مع تركيز الرئيس -بحسب التسريبات والشائعات- على اللاعب الآخر "كيليان ممبابي" لجلبه للبيت المدريدي في قادم المواسم، إلا أن قدوم لاعب بحجم وتأثير البرازيلي هو فرصة لا تعوض ولا تتكرر مرتين.

باريس سان جيرمان

كثرة الإغراءات التي تم تقديمها للنادي الباريسي لإطلاق سراح نجمه البرازيلي كانت لا تُحصى ولا تُعد، ولكن وسط كل هذه الإغراءات استطاع النادي الصمود، بل وفرض شروطه كأي ناد كبير له اسمه، ويعرف كيف يحافظ على نجومه، وهذا يعتبر انتصاراً معنوياً أكثر منه رياضياً يرسل به رسائل عديدة للجميع بأن النادي له كلمته، ولن يتخلى عن نجومه بسهولة، ولن يستجيب للإغراءات مهما كان اسم النادي الذي يطلب نجومه.

النجاح الكبير في صمود النادي الباريسي أمام رغبة لاعبه وإغراءات النادي البرشلوني يعود بالدرجة الأولى للمدير الرياضي "ليوناردو"، الذي أوضح أن ما ينقص النادي الباريسي كان مديراً رياضياً "شاطر" يستطيع التعامل مع جميع الظروف، وفرض شروط ناديه أمام الراغبين في لاعبي النادي. وفي نفس الوقت دعم الفريق بأسماء مميزة من دون كسر قانون اللعب النظيف.

أبرز الخاسرين

برشلونة

بالنسبة للنادي البرشلوني، فإن آثار زلزال "عودة نيمار" سيكون له تبعاته فيما هو قادم من أيام. وبالرغم من أن بعض المشجعين كانوا سعداء بقدوم اللاعب مرة أخرى لتشكيل مثلث "MSN"، بالإضافة إلى كونه فرصة للتوقيع مع واحد من أكثر اللاعبين قابلية للتسويق في كرة القدم العالمية.

والآن بعد فشل هذا التحرك يبدو أن برشلونة عليه العمل الكثير لجلب اللاعبين لصفوفه، على الأقل النجوم منهم، وبالرغم من إغراء العلامة التجارية للنادي البرشلوني للاعبين، إلا أن الأندية الآن أصبحت أكثر احترافية في تحصين نجومها من إغراءات النادي البرشلوني ومع قانون "اللعب النظيف" والمبالغة الكبيرة في سوق انتقالات اللاعبين تبدو الأمور أكثر صعوبة فيما هو قادم من مواسم، فشرف اللعب بجوار الأسطورة "ميسي" في طريقه للزوال مع اقتراب اللاعب من تعليق حذائه.

نيمار

الضحية الأولى في مسلسل "عودة نيمار" هو نيمار نفسه، الذي لم يخف أبداً رغبته في العودة إلى الكامب نو. والآن عليه الآن أن يبقى في باريس (حتى شهر يناير/كانون الثاني على الأقل) ضد إرادته وفي بيئة معادية. أظهرت بالفعل سخطها وغضبها على اللاعب، والتي تجلت في اللافتات التي تم رفعها ضده خلال المباراة الافتتاحية ضد نيمس.

فمنذ حلول اللاعب في حديقة الأمراء كأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم -حتى الآن- وعلى الرغم من أنه كان مخاطرة كبيرة ولم يكن له معنى كبير، إلا أنه أُشيد به بسبب شجاعته في الخروج من ظل "ليونيل ميسي" وصناعة تاريخه الخاص والفوز بالجوائز الفردية.

ومنذ قدومه أصبح ما يفعله اللاعب خارج الملعب يسلط عليه الأضواء أكثر من داخله، من الصدام مع إدينسون كافاني، إلى الإصابات التي أصبحت ملازمة له بشكل متكرر، بالإضافة إلى مواقفه غير المهنية بالسفر إلى البرازيل بسبب ومن دون سبب، وبالتالي أصبح لا أحد يتحدث عن الجوائز التي فاز بها نيمار (لأن دوري الأبطال هو الكأس الوحيدة التي يهتم بها فريق باريس سان جيرمان) ولا كرة القدم الرائعة التي يلعبها. فقط أصبحت أخباره مرافقة للأخبار غير المهنية التي تنم عن عدم انضباط واحتراف.

كيليان مبابي

حتى الآن تبدو الأمور أكثر من محيرة في غرفة الملابس مع وجود النجم "كيليان مبابي" الذي سيكون أكثر حرصاً على أخذ ضمانات بأنه الأحق بلعب دور رئيسي في المستطيل الأخضر، وقد أظهر هذا الأمر بالفعل في سابق المواسم رفقة الفريق الباريسي، وقد بذل النادي جهداً كبيراً لترضية اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً، ولكن الآن مع الرغبة الواضحة التي أظهرها البرازيلي في المغادرة وعدم رغبته في اللعب مع النادي الباريسي، فإن الأضواء ستكون مسلطة أكثر على طريقة تعامله مع البرازيلي وعودة تقاسمه الأضواء مع أكثر من لاعب وليس البرازيلي وحده، بعد قدوم لاعب آخر أظهر احترافيته في لعب دور "الفتي الشقي"، فكيف سيتصرف المدرب توخيل؟

مدير التعاقدات إيريك أبيدال

منذ تولي مسؤولية التعاقدات في النادي البرشلوني، نشط اللاعب السابق للفريق بكثافة في عمليات الإحلال والإبدال في الفريق الكتالوني، ولكن حتى الآن يبدو أنه ما زال يتبع خطى سلفه في التعاقدات التي تذهب بعيداً عن حاجة الفريق، وتجلى ذلك بقوة في تعاقده، أو بالأحرى "خطفه" للاعب مالكوم وجلبه للنادي البرشلوني، ولكن بعد موسم واحد فقط ظهر أن هذه الصفقة كانت استعراضية أكثر منها فنية.

والآن استطاع المدير الرياضي مشاهدة أكبر إخفاقاته الإدارية بالفشل الذريع في جلب اللاعب البرازيلي نيمار للبيت الكتالوني، وهذا الأمر من شأنه أن يجلب له الكثير من الضغوط عند كل نافذة انتقالات قادمة، خاصة أن هنالك تقارير ظهرت في الموسم السابق بعد الخروجي المدوي من كل البطولات، بأن مجلس إدارة برشلونة قد حقق بالفعل مع مدير التعاقدات والمدير الرياضي "سيجورا"، وتم سؤالهما عن النواقص في مقاعد البدلاء، وفشل عدة صفقات مثل اللاعب الغاني بواتينج، وعدم التوقيع مع المهاجم رقم 9 لمساندة الأوروغوياني لويس سواريز.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مدثر النور أحمد
كاتب سوادني
مدثر النور أحمد هو كاتب سوداني مهتم بالرياضة والتكنولوجيا والخصوصية على الإنترنت. لديه حُب وعِشق مختلفان للرياضة وخاصة كرة القدم.