أعتقد أن المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب في دور المجموعات والتي حصد منها العلامة الكاملة، كانت كافية جداً لندرك أن المنتخب المصري على هذا الأداء الهزيل جداً كان دون المستوى المطلوب، خصوصاً مع ضعف المنافسين في المجموعة التي كانت الأسهل بالنسبة لمنتخب عربي ولا يمكن حتى أن يكون مرشحاً للفوز باللقب وليس المرشح الأول للبطولة التي تقام على أرض مصر ووسط الجماهير المصرية.. وأعتقد أن الوضع كان سيكون أصعب جداً بالنسبة للمنتخب في حال كانت البطولة خارج مصر أو في مجموعة تضم منافسين آخرين غير الكونغو وزيمباوي، وأوغندا والتي كانت مباراتها الأخيرة مع مصر مؤشراً على وداع مصر للبطولة في الأدوار التالية.
كان واضحاً أن المنتخب المصري يعاني من مشكلات عدة على المستوى الفني في غياب رؤية فنية مؤثرة لمدرب المنتخب خافيري أجيري الذي كان اختياره من الأساس لتدريب المنتخب محل شبهات حول علاقات وكلاء اللاعبين وأعضاء الاتحاد، إلى جانب بطء التحضير وانخفاض المستوى الفني لغالبية لاعبي المنتخب وغياب المهارات الفردية التي كان من المفترض أن تكون حلاً في غياب الأداء الجماعي لمنتخب مصر.
وبلا شك كانت الاختيارات التي فاجأ المدرب المكسيكي بها الجميع سبباً للأداء الهزيل الذي كان عليه المنتخب المصري طوال البطولة، ووضعت المنتخب في مأزق صعب جداً بالنظر إلى الغياب الفعلي لصانع ألعاب حقيقي وتراجع مستوى لاعبي وسط الملعب والأطراف، كما أدت إلى افتقاد البدلاء الناجحين القادرين على إحداث الفارق في بعض اللحظات كرمضان صبحي وعبدالله جمعة وعمرو السولية ومحمود كهربا إلى جانب صالح الذي من المؤكد أنه كان سيظهر في مستوى أفضل من عبدالله السعيد وقد "بلغ من الكبر عتياً".
وإلى جانب فشل المنظومة الفنية للمنتخب المصري لم يكن الجانب الإداري أحسن حالاً، إن لم يكن أسوأ، فبعد التوديع المهين لمنتخب مصر لنهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا بفعل فشل المنظومة الإدراية للمنتخب التي أدت إلى مجموعة فضائح كارثية داخل مقر إقامة المنتخب والتي كان أبرزها الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الفنانين المصريين داخل مقر إقامة الفريق قبل المباراة أمام المنتخب الروسي بيومين..كان من الطبيعي إقالة المدير الإداري للمنتخب إيهاب لهطية لكن ما يبدو طبيعياً لم يكن منطقياً بالنسبة لاتحاد الكرة المستقيل.
واستمر الفشل الإداري واضحاً مع اختيار المكسيكي خافير أجيري بينما تدور حول الأخير شبهات في التلاعب بنتائج المباريات وسبق أن أُقيل من تدريب منتخب اليابان في العام 2015 بعد قيادة الفريق في 10 مباريات فقط بسبب إدراج اسمه ضمن المتهمين في قضية تلاعب بنتائج الدوري الإسباني أثناء فترة وجوده مديراً فنياً لنادي ريال سرقسطة الإسباني. وبعد اختيار أجيري لقيادة المنتخب كانت اختيارات اللاعبين بمثابة "تساؤل دائم" خصوصاً القائمة النهائية لكاس الأمم الإفريقية والتي شهدت تواجد عدد من اللاعبين أثار تواجدهم شبهة تدخل البعض في اختيارات اللاعبين، بسبب الاعتماد على العناصر التي وقعت عقود وكالة لوكيل المدرب أجيري وتدخل بعض اللاعبين الكبار لمجاملة أصدقائهم من اللاعبين.
وكانت الأزمة الأخيرة التي تؤكد انهيار المنظومة الإدارية للمنتخب المصري مع استبعاد الاتحاد المصري لكرة القدم، اللاعب عمرو وردة من معسكر المنتخب إثر توجيه اتهامات له بـ"التحرش" بعارضة أزياء مصرية خلال تواجده في معسكر المنتخب حتى يفاجأ الجميع بعودة اللاعب مرة أخرى إلى صفوف المنتخب بعد ساعات قليلة جداً من الاستبعاد بفعل ضغط لاعبي المنتخب خاصة كبار لاعبي المنتخب على إدارة المنتخب من أجل عودة اللاعب مرة أخرى.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.